الأربعاء: 2006.04.12

سردار عبدالله

النقد سمة اساسية من سمات المجتمع الامريكي, وخصوصا في الوسط السياسي. وقلما يتعرض شخص لحجم الانتقادات التي يواجهها الرئيس. وهذه مسألة طبيعية جدا, وكذلك فإن من حق اي شخص ان ينتقد, ومن الطبيعي ان يأتي هذا النقد من الموقع الطبيعي الذي يتمتع به الشخص المنتقد. اول المنتقدين, واكثرهم تجاوزا بطبيعة الحال هم خصومه من الحزب المنافس.. ثم يأتي دور الصحافة, التي تجاوزت كل الحدود التي يمكننا ان نتخيلها هنا في عالمنا. والامور تمر بسلاسة ودون لجوء الى القوة, والزنازين وغير ذلك.
من حق كل امريكي طبعا ان ينتقد, وكذلك من حق كل شخص في اية بقعة في العالم ان ينتقد امريكا, وحتى الذين لايحق لهم انتقاد انظمتهم ولايجرؤن على ذلك يحق لهم ان يزايدوا في نقد امريكا. وهذا النقد يتجاوز كل الحدود, وهو كما قلنا طبيعي جدا, لكن عملية الانتقاد في حد ذاتها تختلف من مكان الى آخر, وتختلف ايضا باختلاف الاشخاص. وهذا مانريد الحديث عنه اليوم. بين كل النقد الموجه الى الرئيس بوش يحوز مايقوم به السيناتور جون كيري على اهتمام خاص. قد يكون لذلك اسبابه الوجيهة وفي مقدمتها, انه بسبب منافسته الرئيس بوش على كرسي الرئاسة, يتمتع بشهرة اكبر من غيره. لكن وبغض النظر عن كل هذا, فإن هناك جانب, او بعد آخر من تركيبة نقد كيري للرئيس بوش هو الذي يجعل نقده يحوز على اهتمام خاص.
جون كيري هو السيناتور الذي نافس الرئيس جورج ووكر بوش على رئاسة الولايات المتحدة الامريكية, وطبعا كما نعلم كلنا فهو خسر المعركة الانتخابية بفارق كبير جدا. لكن المتتبع الدقيق لتصريحات كيري يدرك بسهولة ان الرجل مسكين ولم يتجاوز بعد اجواء الحملة الانتخابية التي مر عليها شهور طويلة. اعود لأشدد على رأيي بأن كيري يحق له كما لغيره ان ينتقد, لكن النقد ايضا عملية لها اصولها واجواءها وحدودها, الخروج على كل هذه الامور ليس بالامر الهين. واذا اردنا ان ندرك مدى انغماس السيناتور كيري في اجواء حملته الانتخابية الفاشلة, فإننا بمقارنة بسيطة بين مايفعله, وبين ماكان يفعله نائب الرئيس السابق quot;الكورquot; الذي خسر الانتخابات بفارق ضئيل لم يتاكد الا بعد شق الانفس, ومع ذلك فإن الرجل الذي قاتل بضراوة على اصواته, خرج بروح رياضية اقرب الى روح الفرسان من اجواء حملته الانتخابية.

[email protected]