أماني زايد - الوفد المصرية : ماحدث من تفجيرات فى مدينة دهب، يعد دليلاً على أن مصر اصبحت بلداً مستهدفاً، من خلال التركيز على سيناء، التى وصفها خبراء استراتيجيون، بأنها المنطقة الرخوة فى جدار الأمن القومى، حيث تعمدت الجماعات الإرهابية التى تقوم بتلك العمليات التفجيرية المتكررة، ضرب الاقتصاد المصرى، من خلال تدمير السياحة، التى تعد من أهم موارد الدخل القومى فى مصر، خاصة مع اقتراب بداية الموسم السياحى، فضلاً عن تشويه صورة مصر وزعزعة أمنها واستقرارها، لإظهارها غير قادرة على حماية أمنها الداخلى. اللواء صبرى العشرى، الخبير الاستراتيجى، يقول إنه طبقاً لما وقع من حوادث سابقة فى سيناء يتضح ان هناك عدة أهداف وراء تلك التفجيرات فى سيناء،
وأهمها التأثير على أمن واستقرار مصر فى الداخل، والانتقام من أجهزة الأمن بسبب العمليات السابقة، التى تم فيها القبض على عدد كبير من بدو سيناء، فضلاً عن أن هناك تداعيات أخرى مثل التأثير على السياحة فى مصر، والإضرار بالنواحى الاقتصادية، نظراً لأن السياحة مصدر للدخل القومى فى مصر، وتهديد السياحة يعنى غلق مصدر رزق لأعداد كبيرة ممن يعملون هناك وبات واضحاًَ أن ما حدث من تفجيرات كان الهدف الاساسى منه التأثير على وضع مصر، وإنجازاتها التاريخية.

تشويه صورة مصر
أحمد الغمراوى، السفير السابق يرى أن تفجيرات جنوب سيناء، كان الهدف منها ضرب مصر بأكملها، فما حدث لاشك وأنه سيكون له تأثير واضح على السياحة فى مصر، نظراً لأن الحادث وقع فى منطقة سياحية، مما يضر بالموارد الاقتصادية فى المقام الأول، وفى نفس الوقت كان هناك هدف آخر، وهو تشويه الصورة المشرقة لمصر أمام العالم، باظهارها انها بلد يعاني من اضطرابات فى الأمن، وعدم الأمان، ومن الملاحظ ان مديرى العملية، قد اختاروا توقيتاً سيئاً للغاية، خاصة أن مصر تحتفل فى هذا الوقت من كل عام، بعيد تحرير سيناء، وطبقاً للحوادث الواقعة مسبقاً، تم وقوع عدة تفجيرات واعتداءات فى أثناء احتفالاتنا بأعيادنا المختلفة، مثل تفجيرات طابا الذى وقع فى raquo;7 أكتوبرlaquo; عام ،2004 وتفجيرات شرم الشيخ، التى وقعت فى 23 يوليو 2005 الماضى، والتفجير الأخير عشية عيد تحرير سيناء، وهذا يعنى أن هناك مخططاً لحرمان مصر من الاحتفال بأعيادها وتشويه صورتها بأى طريقة.

القصور الأمنى
الدكتور جمال زهران، عضو البرلمان وأستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس يقول انه على الرغم من تكثيف التواجد الأمنى فى سيناء، الا ان هناك عدة حوادث وقعت فى أقل من عام، ولا أستبعد ان تكون اسرائىل وراء أى عملية ارهابية تحدث فى منطقة سيناء، خاصة فى مثل هذا الوقت الذى يسبق احتفالات المصريين بأعياد سيناء، ولعل أحداث طابا خير دليل على ذلك وهناك دليل اخر، وهو ان التساهل الأمنى فى سيناء لا يتم الا مع الاسرائيليين فقط، وقد لاحظنا ان ضحايا التفجيرات لا يوجد بينهم اسرائيليون، وأنا أحمل الأمن المصرى مسئولية ما حدث بالكامل، نظراً للتدهور الأمنى الذى تفرغ للنواحى السياسية وترك أمن المواطنين فليس هناك أجندة للأولويات لدى الحكومة، ليصبح الهدف الواضح امام الجميع، هو ضرب السياحة المصرية وإشعار الغرب بأن سيناء غير آمنة.

الاستقرار
الدكتور حسن شكرى ـ خبير سياسى واستراتيجى يؤكد ان الهدف من وراء التفجيرات هو الإضرار بالسياحة، فى مصر وزعزعة أمن واستقرار البلاد، هذا على الرغم من وجود التدابير الأمنية المشددة هناك.. لكن التوقيت الذى تم فيه الحادث كان خطيراً حيث اننا فى بداية الموسم السياحى، والاحتفال بأعياد سيناء، فضلاً عن أن القائمين على تلك العملية يدركون جيداً، ان السياحة مورد هام بالنسبة لمصر، فهى تخلق العديد من فرص العمل للشباب، وحدوث أى خلل سيؤثر على السياحة، ليصبح المصريون مستهدفين بالفعل، لذا يجب اعادة النظر فى كافة التدابير الامنية فى سيناء وأن يتم تقييم الوضع جيداً.