الأربعاء: 2006.06.21

عبد الرحمن الراشد

ذكرني موقف الاخوان المتضامن علنا مع زعيم القاعدة القتيل ابو مصعب الزرقاوي ببعض اخوان الكويت، بعد احتلال صدام لبلدهم. فقد روج بعضهم لمقولة الحل السلمي المتخاذلة وبلدهم تحت اقدام المحتل، وفريق منهم لاذ بالصمت حتى لا يغضب تنظيم الأخوان الأم، الذي قاد بكل اجنحته حملة دعائية وسياسية ساندت صدام حسين في غزوه.

وتكرر الحال مع الاعلان عن مقتل الزرقاوي، حيث ظهر بعض الاخوان الاردنيين في سرادق عزائه، ومنحوه الشهادة وحرموا ضحاياه منها، واعتبروه بطلا مجاهدا، هكذا علانية. كل ذلك والأردن في حالة حرب مسلحة حقيقية مع تنظيم الزرقاوي، الذي فجر ثلاثة فنادق وقتل جمعا من الأردنيين المسالمين، اطفالا ونساء وشيوخا. وحاول تنفيذ عمليات عسكرية أخرى اجهضت قبل وقوعها. عدا عن ان الزرقاوي لم يعرف احدٌ بشاعة جرائمه التي نفذها بيده ضد المدنيين بالصوت والصورة.

ضاق الاخوان ذرعا فأعلنوها تأييدا أيضا بالصوت والصورة، وقالوا ان موقفهم منسجم مع حرية التعبير.

السؤال هل يدلنا احد على فريق سياسي مرخص في العالم يقف مؤيدا اي جهة تعادي بلاده، وتستهدفه بالهجوم العسكري، وتقتل مواطنيه؟

حتى رفيقهم ممثل الاخوان في العراق، الحزب الاسلامي، وعنه طارق الهاشمي، لم يزل لسانه مرة واحدة بالشيء نفسه، بل بخلاف ذلك يشارك في العملية السياسية التي قاتلت الزرقاوي.

اخوان الأردن هم اكثر الاحزاب الاخوانية تدليلا في المنطقة العربية، بل هم الوحيدون الذين منحتهم حكومة بلادهم مكانة سياسية دامت نحو نصف قرن، وتساهلت معهم في معارضتها، حتى تجاوز منتسبون للحزب حدود الوطنية لا اللياقة وحسب. اخوان مصر، او سورية، وغيرهم عاشوا مطاردين ومسجونين وارسل بعضهم للمشانق فقط لأنهم يريدون المشاركة السياسية.

وبدل ان يتبرأ الاخوان في الأردن من افعال رفاقهم ويساندوا بلدهم راحوا معزين في كبير الارهابيين. منحوه البطولة، ثم هبوا مهددين بالانسحاب احتجاجا بمبررات هزيلة.

وربما لم يجرب الاخوان موقفا سبق ان وضعهم في مثل هذا التحدي، بين استمتاعهم بالعمل السياسي أو التضامن مع زعيم الذبح الزرقاوي الذي استهدف بلدهم وقتل مواطنيهم. وذكرني موقفهم الحرج هذا أيضا بموقف المتطرفين في السعودية، الذين ظلوا يهللون للارهاب خارج بلادهم. ولما فجر في المملكة حاولوا ايجاد مبررات له، الا ان الحكومة خيرتهم إما مع البلد او ضده، والناس في الشارع هبوا ضدهم، ومنذ ذلك اليوم حسم الموقف.

اخوان الأردن عليهم ان يختاروا بين ان يقفوا الى جانب مواطنيهم او الى جانب القاعدة. انتهى زمن التشجيع عن بعد بلا حياء، عندما كانت افعال الزرقاوي تستهدف اهل العراق اطفالا ونساء. تسجيل الزرقاوي الصوتي الذي اذاعه بعد تفجيرات عمان مفاخرا بجريمته لم يترك مجالا للحياد، دعوا عنكم التأييد الفاضح كما فعل البعض. اخوان الاردن اليوم إما مع اهلهم او مع laquo;أخوانهمraquo;.