الجمعة: 2006.06.30

تداعيات قرار الحكومة اليابانية سحب قواتها من العراق، ومساع تركية لحل الأزمة بين إيران والغرب، والدعوة إلى الاحتفاظ بالقوات الأسترالية في تيمور الشرقية المضطربة... موضوعات نعرض لها ضمن قراءة سريعة في بعض الصحف الدولية لهذا الأسبوع.

quot;انسحاب القوات اليابانية من العراق ليس النهايةquot;: كان هذا هو عنوان المقال الذي نشرته صحيفة quot;جابان تايمزquot; اليابانية في عددها ليوم الثلاثاء لكاتبه كيزو نابيشيما، رئيس التحرير السابق في quot;كيودو نيوزquot;، وفيه يعلق على قرار الحكومة اليابانية سحب قواتها من العراق، فالقرار حسب رأيه يعكس اعتقاد طوكيو بأن الظروف باتت مواتية لخطوة من هذا القبيل، نظراً إلى التطورات الأخيرة التي شهدها العراق، ومنها تشكيل حكومة رسمية، وتعيين ثلاثة وزراء لتولي الشؤون الأمنية، ونقل المسؤوليات الأمنية من القوات الأميركية والبريطانية والأسترالية إلى نظيرتها العراقية. الكاتب اعتبر أن أنشطة quot;قوات الدفاع الذاتي اليابانيةquot; في الشرق الأوسط كانت بالغة الأهمية، على اعتبار أن اليابان أثبتت درجة من المسؤولية الدولية متمثلة في quot;عمليات إعادة الإعمار الإنسانيةquot; التي أوكلت إليها. وهو ما ساهم، علاوة على ذلك، في quot;تعزيز التحالف الياباني- الأميركي والنهوض بقدرات اليابان الدبلوماسيةquot;.

وشدد نابيشيما في ختام مقاله على أهمية أن تواصل اليابان البعث برسالة واضحة تفيد التزامها بدعم العراق، وذلك quot;حتى تتمكن الحكومة العراقية الجديدة من إدارة البلاد في جو من الاستقرارquot;. ولهذا الغرض -يضيف الكاتب- يتعين على اليابان أن تعزز علاقاتها مع بلدان الشرق الأوسط، وهو أمر يمثل برأيه quot;تحدياً كبيراًquot; بالنسبة لطوكيو بعد انسحاب quot;قوات الدفاع الذاتيquot;.

وساطة تركية: أفردت صحيفة quot;ديلي نيوزquot; التركية افتتاحيتها ليوم الأربعاء للتعليق على الزيارة التي قام بها وزير الخارجية quot;عبدالله جولquot; إلى إيران هذا الأسبوع، زيارةٌ اعتبرتها الصحيفة quot;اختباراً للدور الدولي المتنامي الذي رسمته حكومة حزب العدالة والتنمية لتركياquot;، والمتمثل في التوسط لحل مشاكل المنطقة. وحسب الصحيفة، فإن أهمية الدور التركي في تبديد التوتر القائم بين الغرب وطهران على خلفية البرنامج النووي الإيراني، لا تكمن في حقيقة أن تركيا دولة مجاورة لإيران فحسب، وإنما أيضاً في حقيقة أن أنقرة quot;تفهم طريقة عمل الدولة الإيرانية وآلية صنع القرار هناكquot;، خلافاً للدول الغربية. وأشارت الصحيفة إلى أن quot;جولquot; لم يقم بنقل أية رسالة من أية جهة إلى إيران، غير أنه حاول خلال محادثاته مع المسؤولين الإيرانيين وفي مقدمتهم الرئيس محمود أحمدي نجاد، والتي دامت زهاء ثماني ساعات ونصف الساعة، شرح تمسك المجتمع الدولي بضرورة تخلي طهران عن طموحاتها النووية، وإقناع صناع القرار هناك بضرورة الرد بـquot;نعم مؤقتة على الأقل على المقترح الغربيquot;، إذ تستطيع طهران مواصلة تقييم المقترح لبعض الوقت.

الصحيفة رأت أن المشكلة الحقيقية تتمثل في quot;أزمة ثقةquot; بين الغرب وإيران، مردها إلى تخلف الغرب عن الوفاء ببعض التعهدات السابقة تجاه إيران، كما كان الحال بالنسبة للاتفاق الإيراني- البريطاني عام 2005، وأيضاً إخفاء إيران لبعض جوانب التطوير الأساسية من برنامجها النووي عن quot;الوكالة الدولية للطاقة الذريةquot;. وتخلص الصحيفة إلى أن هدف أنقرة الأول هو ضرورة استئناف المحادثات بين إيران والغرب باعتبارها السبيل الأوحد إلى بناء الثقة بين الجانبين.

أستراليا وتيمور الشرقية: خصصت صحيفة quot;ذا أستراليانquot; جزءاً من افتتاحيتها لعدد يوم الثلاثاء للتعليق على حدث استقالة رئيس وزراء تيمور الشرقية مرعي الكثيري، وهي استقالة ترى الصحيفة أنها ستحل مشاكل البلاد الآنية، ولاسيما الأزمة الحكومية التي -تقول الصحيفة- قادت البلاد إلى الفوضى والاضطرابات، وكانت وراء إرسال قوات أسترالية إلى هناك. وأوضحت الصحيفة أنه إذا كان السبب المباشر لاستقالة الكثيري مجهولاً، فالمؤكد أن أسباباً مختلفة ساهمت في تدني شعبيته، ومنها الحملة الشرسة التي خاضها خصمه السياسي شانانا غيوسماو، والسنوات الأربع والعشرون التي قضاها الكثيري في المنفى بالموزمبيق خلال وقت كانت تكافح فيه تيمور الشرقية من أجل الاستقلال، وهو ما جعله يبدو في أنظار البعض بعيداً عن الشعب! يضاف إلى ذلك طريقة إدارته quot;الستالينيةquot; للحزب، واتهامه باستعمال العنف للقضاء على خصومه السياسيين، وفقاً لما تزعمه الصحيفة!

وتعد تيمور الشرقية واحدة من أفقر بلدان العالم حيث لا يتعدى الدخل الفردي لغالبية سكان البلاد دولاراً واحداً في اليوم. غير أن الصحيفة تتوقع أن يتغير ذلك على اعتبار أن تيمور الشرقية ستشرع قريباً في تحصيل 15 مليار دولار أسترالي من الحقوق والضرائب عن نصيبها في حقول الطاقة التي quot;تفاوضت أستراليا بشأنها بكرم وسخاءquot; مع تيمور الشرقية، وهو سبب إضافي -كما تقول الصحيفة- يدعو إلى ضرورة توفر البلاد على quot;حكومة مستقرة وشفافةquot;، مستنتجة أهمية الاحتفاظ بالقوات الأسترالية في تيمور الشرقية لمساعدتها في الخروج مما يبدو أنها quot;ولادة عسيرةquot;.

quot;العبور إلى أميركاquot;: كان هذا هو عنوان افتتاحية صحيفة quot;ذا تايمز أوف إيندياquot; الهندية ليوم الخميس، والتي خصصتها لموضوع الاتفاق النووي الهندي- الأميركي، وذلك بمناسبة تصويت quot;لجنة العلاقات الدوليةquot; التابعة لمجلس النواب الأميركي على الاتفاق بأغلبية 37 صوتاً مقابل 5 أصوات فقط. ورجحت الصحيفة أن يتم تبني الاتفاق بحلول أغسطس المقبل في حال حصول تأييد مماثل في quot;لجنة العلاقات الخارجيةquot; التابعة لمجلس الشيوخ. لتظل بعد ذلك quot;العقبة الرئيسية الوحيدةquot; التي تواجه نيودلهي هي إقناع أعضاء quot;مجموعة المزودين النوويينquot; الخمسة والأربعين. وهنا تشير الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا تميلان إلى الوقوف في صف المطالب الهندية.

الصحيفة أشارت إلى أن بعض البنود التي ألحقت بالاتفاق الرئيسي هي quot;مستحبةquot; وليست ذات طابع إلزامي؛ ومن ذلك مثلاً البند المتعلق بإيران، والذي ينص على ضرورة أن تساعد الهند الجهود الأميركية الرامية إلى الحيلولة دون امتلاك إيران أسلحة نووية، وهو ما من شأنه أن يثير غضب وانتقادات اليساريين واللوبيات الإسلامية في نيودلهي. ومن ذلك أيضاً بند آخر يدعو إلى تعاون هندي في quot;مبادرة نشر الأمنquot;، وهو ما ترى الصحيفة أنه يصب في مصلحة الهند على اعتبار أنها quot;عانت الكثير بسبب الانتشار النووي في محيطهاquot;، لتخلص بعد ذلك إلى ضرورة ألا تحجب هذه البنود الملحقة حقيقة أن الرئيس بوش قد وفى بوعده في الدفاع بقوة عن الاتفاق لدى عرضه على الكونغرس.

إعداد: محمد وقيف