الإثنين: 2006.07.010

توقيع

فاتح عبدالسلام

مؤتمر دول جوار العراق في طهران قال كلاما جميلا لمساعدة العراقيين ولكن هل كان كلاما جديدا؟ ألم يسمع العراقيون اجمل العبارات في وصف شعور العرب والمسلمين أزاء ما يعانيه بلدهم منذ ما يزيد علي ثلاث سنوات. فالدولة التي تعادي امريكا تنتقم منها عبر هذا البلد الوسيط والمركزي في موقعه السياسي الذي اسمه العراق. وكذلك تفعل الدولة التي تريد الضغط علي واشنطن لمكاسب سياسية او اقتصادية بعيدة عن المنطقة. ونري حلفاء الولايات المتحدة من اقصي الشرق وأقصي الغرب يلعبون اللعبة نفسها ولكن علي وفق قواعد اخري مع الامريكيين من خلال تجديد المشاركة بقواتهم في العراق او التلويح بسحبها او حتي سحبها فعلا. فأين مؤتمر الجوار مما يحصل في العراق.؟ فقد سمعنا كلاما من رئيس البرلمان العراقي علي الشاشة بعد عودته من زيارة طهران قال فيه صراحة ان ايران قدمت له ما يشبه شيكا علي بياض قائلة : ليطلب العراق ماذا يريد لمساعدته وسترون كيف نلبي طلباتكم، ولكم ان تقولوا ما تشاءون اذا خالفنا وعودنا. اذن ايران تريد تقديم اي شيء للمساعدة ولكن لم يخبرنا الزائر العائد عن المقابل الذي تطلبه ايران وهذا في لغة السياسة والمصالح حق مشروع. ولا نعلم شيئا عما اذا كان العراق قد طلب اشياء محددة من ايران او لم يطلب او فيما اذا كان له نية لكي يطلب. ثمة لاعب ذكي يلعب امام لاعبين اذكياء لذلك فأن اللعبة لن تحسم بسرعة وسوف تستمر الي اوقات غير متوقعة في انتظار غفلة احد اللاعبين او ارتكابه الخطأ القاتل في الوقت المحرج، وستبقي الساحة العراقية ميدانا لذلك كله. وهو امر بحد ذاته ينسف جميع المقولات الجميلة التي قيلت في ذلك المؤتمر او سواه. ألم نسمع من بريمر ذات يوم كلاما يشبه العسل؟ ألم نسمع من احزاب المعارضة قبل تسلمها السلطة بعد الاحتلال الامريكي كلاما ينافس الاحلام السعيدة.
لا احد يستطيع مساعدة العراقيين قبل امرين. الاول ان يساعد العراقيون انفسهم والثاني هو استذكار الدول الاخري ان العراق دولة مستقلة ولو نظريا فربما يساعد هذان الامران علي ايقاف شيء من نزيف الدماء.
الحل داخل العراق ولبس خارجه مهما قيل عن تدخل خارجي وضغوط ولوبيات وفتاوي تعمل ضد البلد. ولكنكم تصرون علي الدخول من النافذة والابواب مشرعة او ستكون مشرعة لو قلتم كلمة وعنيتموها.
انه عراق جوار المؤتمر وليس مؤتمرا لجوار العراق.