الجمعة: 2006.09.08
إيمان حسين
طالب اكثر من 300 من شيوخ العشائر اغلبهم من السنة باطلاق سراح الرئيس المخلوع صدام حسين وارجاعه الى الحكم والاستمرار في العمليات المسلحة ضد القوات الاميركية - وفي حقيقة الامر ضد العراقيين العزل - هذا ما تناقلته وكالات الانباء اخيرا. نحن هنا لسنا بصدد من هو صدام حسين وماذا قدم للعراقيين من فقر وتخلف وجوع وقهر واستبداد وظلم وسحق لمعنى الانسانية داخل كل مواطن عراقي.. ولسنا بصدد ذلك الهدم وليس التصدع فقط، الذي سببه صدام في بناء الشخصية العراقية وتكوينها، والتي كانت مثار اعجاب وافتخار.
ولسنا بصدد ما يعيشه العراق اليوم من قتل طائفي على الهوية وتناحر وخلق الفتنة وكلها من صنع صدام حسين.. ولسنا بصدد ما فعله صدام حسين باسم القومية العربية بالاخوة الاشقاء الكويتيين ولاتزال فلوله تروج لفكرة عودة الفرع الى الاصل وفكرة كره الكويت.. ولسنا بصدد حروبه وجرائمه التي لا تعد ولا تحصى ضد كل اطياف الشعب العراقي، والمقابر الجماعية التي تعتبر مجزرة في حق هذا الشعب، وجريمة الانفال ضد الاخوة الاكراد في الشمال.. ولسنا بصدد تهجير العراقيين في ارض الشتات بين المنافي يتحملون البرد والجوع هربا من بطشه.. كل ذلك ليس بغريب او جديد فهو نشيد وطني يردده الجميع من عراقيين وكويتيين. وكل من ذاق طعم الظلم على يدي هذا الطاغية.
ولكن الذي نحن بصدده هو هؤلاء الذين يعيشون عصر الناقة والجمل والرعي في عهد الكمبيوتر والانترنت والدش والتطور النوعي في تكنولوجيا المعلومات.. كيف يواجهون شعب العراق بكل اطيافه وهم يطالبون بعودة الطاغية الى الحكم؟! وكيف سيتعاملون مع الشارع العراقي الذي سرعان ما طالب بتغيير القاضي السابق زركار امين عندما بدأ بمحاكمة الطاغية في قضية الدجيل، كونه كان قاضيا هادئ الاعصاب ويعطي المجال للطاغية ان يتحدث كيفما يشاء.. وحينها امتلأت مستشفيات بغداد بالعراقيين الذين ارتفع ضغط الدم عندهم واصيبوا بجلطة ومنهم ثلاثة فارقوا الحياة على الفور بسكتة قلبية نتيجة أول يوم في محاكمة الطاغية وكيف كان القاضي رزكار يتعامل ببرود اعصاب معه، الامر الذي جعله يقدم استقالته وتأتي المحكمة بالقاضي رؤوف عبدالرزاق رشيد الذي كما يقال بالعراقي 'برد قلوبنا' الى حد ما.
المشكلة ان هناك من يعتقد ان عجلة الحياة تعود الى الوراء وهذا حقه كونه قابعا بين جماله واغنامه، ولا يدري كيف تسير الحياة وتتقدم.. ولا يريد ان يقتنع بان صدام حسين واعوانه قد ذهبوا الى 'مزبلة التاريخ'.. هذا اذا اقتنعت بهم.. ربما الوضع الحالي سيئ في ظل هذا الانفلات الامني، الذي يقف وراءه فلول النظام البائد وشلة المنتفعين والمطبلين ايام النظام السابق، ومن لا يريد للمشروع الديموقراطي ان ينجح في العراق، لكن ذلك كله مهاترات ومزايدات على حساب الشعب العراقي، الذي يقول لأمثال هؤلاء لو كان الوضع عكس ذلك وكان صدام على رأس الدولة العراقية فهل كان سمح لهم بان يطالبوا بعودة من كان يحكم العراق قبله؟! ويخرجوا في تظاهرات تطالب بالعودة؟! اتحدى الاجابة بكلمة نعم!
التعليقات