جنبلاط: تهديدات الظواهري تلاقي تهديدات الأسد ونسأل حزب الله عن موقفه منها

الاحتجاجquot; على زيارة رئيس الوزراء البريطاني يُترجَم تهجّماً على رئيس الحكومة... وquot;حزب اللهquot; يصعّد تهديداته
بلير يؤكّد للسنيورة المساعدة في الاعمار وتدريب الجيش وتجهيزه


بيروت


الحدث الأبرز أمس تمثّل في الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، حيث أنّ هذه الزيارة بقدر ما كانت على درجة كبيرة من الأهميّة في إطار المعركة الديبلوماسيّة التي تخوضها الحكومة لاستكمال تنفيذ القرار الدوليّ 1701، فإنّها quot;اشتبكتquot; مع معطى سياسيّ محليّ في ضوء قرار الفريق الذي يقوده quot;حزب اللهquot; الاحتجاج على هذه الزيارة والعبور من الاحتجاج إلى إطلاق مواقف ضدّ الحكومة ورئيسها فؤاد السنيورة. وهذا ما تجلّى في اعتصام الـ2000 الذي بدا نوعاً من quot;التحميةquot; في الشارع ضدّ الحكومة.

خلال المحادثات التي تمّت بين بلير والسنيورة وشملت الوزراء الذين قاطع منهم وزراء quot;حزب اللهquot; وquot;أملquot;، ورؤساء لجان نيابيّة، ركّز رئيس الحكومة اللبنانيّة على quot;الاعتداء الصارخ الذي لا تزال إسرائيل تمارسه بحقّ القرار 1701quot;، وشدّد على quot;الانسحاب الإسرائيلي التام والوقف الدائم لإطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيينquot;.
وفيما أكّد أنّ quot;بريطانيا تستطيع أن تلعب دوراً إيجابياً في إعادة إحياء عمليّة السلام على المستويات كافّة في الشرق الأوسطquot;، لفت السنيورة إلى أنّ quot;ثمّة تفهماً بريطانياً متزايداً لأهميّة مزارع شبعا وضرورة نزع الفتيلquot;، مشيراً إلى أنّ quot;بريطانيا ستكون من ضمن الدول الأساسيّة الداعية إلى عقد مؤتمر دولي لدعم لبنان واقتصادهquot;.

ودعا بلير إلى quot;المساعدة في إعادة الإعمار وفي تعزيز قدرات الجيش لضمان الأمن في البلد(..)quot;.

من جهته، أكّد بلير أنّ بلاده ستساعد في إعادة إعمار الجسور، وأعلن عن تقديم quot;ما يزيد عن 40 مليون جنيه استرلينيquot;، وعن تقديم quot;التدريبات والتجهيزات إلى الجيش اللبنانيquot;.
وقال إنّ quot;تطبيق القرار 1701 بالشكل المناسب هو الفرصة الأفضلquot;، مشدّداً على أنّ quot;القرار1701 وضع مساراً لا بدّ أن نلتزم بهquot;. وإذ لفت إلى نيّة تحريك عمليّة السلام الاقليمية quot;على قاعدة دولتين تعيشان جنباً إلى جنب بسلامquot;، قال بلير quot;نريد أن نرى لبنان نموذجاً لكلّ المنطقة، نموذجاً للديموقراطية والحرّية والإزدهار(..)quot;.
مصادر السنيورة

وفي ختام زيارة بلير، أعربت مصادر الرئيس السنيورة عن ارتياحها quot;لكون الزيارة وما رافقها، يثبت أنّ لبنان بلد طبيعي يستقبل رئيساً ويسمح لمواطنيه بالتعبير عن رأيهم في آنquot;.
وأضافت انّ quot;الحكومة كانت أمام ثلاثة خيارات، فإما أن تعتذر عن عدم استقبال بلير فيفقد البلد مصداقيته ويخسر علاقاته، وإما أن يستقبل بلير ويمنع الاحتجاج فيدخل البلد في مواجهات، وإما أن يستقبله ويسمح بالاحتجاج في أمكنة محدّدة فيحافظ على علاقاته ويؤمن حريّة التعبير وهذا ما حصلquot;.

وقالت المصادر لـquot;المستقبلquot; انّ quot;الرئيس السنيورة ركّز على أن لا استقرار في المنطقة، إلا بحلّ القضية الفلسطينيةquot;، ولفتت الى انّ quot;بلير يمكنه بصداقته مع الرئيس الأميركي جورج بوش وبعلاقته مع اسرائيل أن يحرّك هذا الموضوعquot;، مشيرة الى أن بلير quot;أبدى اقتناعه بهذا الطرحquot;. وذكرت انّ السنيورة شدّد على quot;ضرورة تطبيق القرار 1701، عبر وقف الخروق الاسرائيلية وانسحاب اسرائيل، بما في ذلك من مزارع شبعا، وانتشار القوات الدوليةquot;.

وفي لقاء مع عدد من الاعلاميين شاركت quot;المستقبلquot; فيه أوضح السفير البريطاني جيمس واط انّ quot;أهمية الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء البريطاني تكمن في انّها تحصل قبل اجتماع مجلس الأمن (الذي سيناقش تقرير الأمين العام كوفي أنان حول القرار 1701) وقبلَ العودة الى التحرّك الديبلوماسي في المنطقةquot;، لافتاً الى انّ quot;الزيارة تندرج في اطار اعادة احياء عملية السلامquot;.
وإذ أشار الى أنّ quot;البحث تناول تقويم التطوراتquot;، أكد انه quot;كان اتفاق على انّ السبب الرئيسي للمشكلة هو عدم التوصّل الى حلول جذريةquot;. وشدّد واط على quot;أولويّة التنفيذ الكامل للقرار 1701 وإعادة الاعمارquot;. وأوضح انّ بلاده quot;لا تعتبر حزب الله بفرعَيه السياسيّ والعسكريّ منظمة ارهابيّة وهذا التوصيف يقتصر على جهاز الأمن الخارجي للحزب (..)quot;.

quot;الاحتجاجquot;

وكانت زيارة بلير ووجهت باعتصام طالبي كان quot;حزب اللهquot; عموده الفقري، حشد نحو 2000 بحسب وزارة الداخليّة، تخلّله هجوم مركّز على الحكومة عبر الهتافات التي استعان فيها المعتصمون بمكبّر صوت برتقالي أعارهم إيّاه quot;التيّار الوطنيّ الحرّquot;. ومن أبرز ما أطلق من شعارات quot;إيه يللا سنيورة اطلع برّاquot; وquot;مبارح رايس واليوم بلير وبكرا اولمرتquot;.
عضو quot;كتلة الوفاء للمقاومةquot; النائب حسن فضل الله أعطى quot;الإطار السياسيquot; للموقف، إذ اعتبر أنّ quot;استقبال بلير رسمياً يُعتبر إساءة كبيرة واستفزازاًquot;، مستنكراً quot;استحضار بلير ودم الشهداء لم يجفّ بعدquot;، مشككاً في أنّ quot;هناك مَن يريد الانتقال بهذا الزائر الثقيل من الشراكة في العدوان إلى الإسهام في تكريس تدويل لبنان(..)quot;.

أما الهجوم الأعنف فجاء من النائب علي عمّار الذي شنّ حملة تهديدات ضدّ قوى 14 آذار والحكومة وقد اتّهمها جميعاً بـquot;التماهي مع العدوان واستباحة دماء اللبنانيين وتهجيرهمquot;. وتحدّث عن قيام الأكثرية بـquot;اغتصاب السلطة ومال الناس والدولةquot;.
ودعا الى quot;رحيل الحكومة التي لا تؤتمن على مصير الوطنquot;، معلناً انّ quot;حزب الله لن ينتهي إلا عندما ينتهي الإنجيل والقرآنquot;، مضيفاً آن quot;حزب الله هو كذلك بالمضمون والكلمة والسلوكquot;. وخاطب قوى 14 آذار بالقول quot;اذا كنتم تريدون البحث في سلاح حزب الله فليس لديكم سوى أحذية قانا للتفاوض معها (..)quot;

جنبلاط

من جهة أخرى، وفيما برزت دعوة الرجل الثاني في تنظيم quot;القاعدةquot; أيمن الظواهري للبنانيين الى رفض القرار 1701 والى quot;عدم الاستسلام للضغوط الغربيةquot; وإلى أن ينظموا quot;حرباً جهاديةquot;، اعتبر رئيس quot;اللقاء الديموقراطيquot; النائب وليد جنبلاط في اتصال مع quot;المستقبلquot; ان quot;هذا التهديد غريب ويتقاطع مع ما كان (الرئيس السوريّ) بشّار الأسد قاله قبل مدة من أن لبنان سيصبح مركزاً للقاعدةquot;.
وقال جنبلاط quot;كأن هناك في مكان ما تنسيقاً بين النظام السوريّ والقاعدة كما حصل في العراق حيث تمّ إرسال ما يسمّى المجاهدين لمحاربة الأميركيينquot;. وأضاف quot;كأنّ المطلوب ايضاً تعطيل حكومة الوحدة الوطنية في فلسطينquot;.
ورأى أن quot;أفضل جواب على هذه الرسالة التي تهدّد الوحدة الوطنيّة اللبنانية والاستقرار وتهدد الانجاز المتمثّل بالنقاط السبع الذي تبنته الحكومة بالتعاون مع الرئيس برّي، هو أن يُسأل حزب الله الذي وافق على الـ1701 ما موقفه من تهديدات الظواهريquot;.

وكان جنبلاط أدلى بمواقف بارزة خلال لقاء مع quot;المنظمات الشبابية لقوى 14 آذار، حيث قال quot;في النهاية ليسوا هم فقط في الشارع، يوجد غيرهم في الشارع أيضاً ومن ثمّ إلى أين نصل؟quot;. ودعا إلى quot;تحصين الجيش لتكون له القدرة على الانتشار وإقفال الحدودquot;، مؤكداً أنّه quot;من دون مراقبين دوليين فاعلين على الحدود مع سوريّا لن يكون هناك حلّquot;.
وسأل جنبلاط الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله quot;ماذا عن المحكمة الدوليّة والسلاح خارج المخيّمات وتحديد مزارع شبعا وترسيمهاquot;، وهي البنود التي تمّ التوافق عليها بالإجماع في مؤتمر الحوار الوطني. ورأى أنّ quot;المطالبة بحكومة اتحاد وطني هي للإتيان بحكومة لا تمرّر المحكمة الدوليّة وهذا كلّ الموضوعquot;.

وشدّد على quot;ثلاثة أمور رئيسيّة: اتفاق الهدنة وحصريّة السلاح في يد الدولة، وبسط الدولة سيطرتها على كلّ المناطق بما في ذلك الجنوب والمخيّماتquot;، لافتاً إلى أنّها جزء لا يتجزأ من اتفاق الطائف.

نسيب لحود

من ناحيته، اعتبر رئيس quot;حركة التجدّد الديموقراطيquot; نسيب لحود أنّ اتهام quot;حزب اللهquot; لقوى 14 آذار بالتبعيّة للسفارات quot;معيب وآمل ألاّ يتكرّرquot;. وأمل quot;أن يساجلوا معنا بعيداً عن التخوينquot;. ورأى أنّ quot;التوقيت الصالح لتغيير الحكومة هو بعد تغيير رئيس الجمهوريّة(..)quot;.

أنان ـ براميرتس

على صعيد آخر، وفيما يقدّم الأمين العام للأمم المتّحدة كوفي أنان تقريره حول تنفيذ القرار 1701 الجمعة المقبل 15 أيلول، ذكرت تقارير ديبلوماسيّة أنّ رئيس لجنة التحقيق الدوليّة القاضي سيرج براميرتس يحيل تقريره إلى مجلس الأمن في 25 أيلول الجاري على أن يعقد المجلس اجتماعاً لمناقشة التقرير في 29 الجاري.