عدد القتلى الأميركيين في العراق فاق 3 آلاف عسكري...
ومجالس عزاء بالرئيس العراقي السابق في دمشق والقاهرة ...



دمشق , بغداد , عمان - ابراهيم حميدي , نبيل غيشان

في مؤشر الى عمق التحولات السياسية في العالم العربي، طالبت الأحزاب الأردنية المعارضة، وبينها حزب laquo;الإخوان المسلمونraquo; الذي كان حليفاً لإيران، الحكومة بإغلاق سفارتها في عمان، محملينها والولايات المتحدة مسؤولية إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي حضرت ابنته الكبرى رغد اعتصاماً نظمته تلك الأحزاب والنقابات المهنية، في أول ظهور علني لها.

الى ذلك فتح العراقيون المقيمون في سورية مجلس عزاء في دمشق لتقبل التعازي بصدام، وتقدم أقاربه المجلس. وقررت نقابة الصحافة المصرية فتح مجلس عزاء اليوم في القاهرة.

أمنياً فاق عدد قتلى الجنود الأميركيين في العراق الثلاثة آلاف بعد مقتل جنديين أمس في ديالى، وأعلن الرئيس جورج بوش أنه laquo;حزين لمقتل كل عسكريraquo;، فيما يتوقع أن تعم التظاهرات المضادة للحرب معظم المدن الأميركية.

وفي مواجهة الانتقادات الشديدة للولايات المتحدة لسماحها بإعدام صدام في اول أيام عيد الأضحى، نقلت وكالة laquo;رويترزraquo; عن مسؤول عراقي قوله ان laquo;السفير الأميركي في بغداد زلماي خليل زاد طلب من رئيس الوزراء نوري المالكي تأجيل تنفيذ الحكم اسبوعين، لكن المالكي رفض ذلك، وفوجئ الاميركيون بتقديم وثائق الإعدام يوم الجمعةraquo;.

وكانت مشاركة رغد في اعتصام عمان قصيرة جداً، ظهرت خلالها بثياب الحداد السوداء، وعلى عينيها نظارتان سوداوان وخاطبت المعتصمين قائلة: laquo;بارك الله فيكم وأشكركم على الاحتفاء بالشهيد صدام حسينraquo;.

وقال مصدر أردني رسمي لـ laquo;الحياةraquo; ان مشاركة وزير التنمية السياسية محمد العوران في الاعتصام laquo;لا تعبر عن موقف الحكومة الاردنيةraquo;.

وهاجم المتحدثون بعنف ايران، إلى حد أن بعض الخطباء طالب الحكومة بإغلاق السفارة إلايرانية في عمان، محملين من سموهم بـ laquo;الصفويين المجوسraquo; مسؤولية laquo;اغتيال صدامraquo;، وأطلقوا هتافات معادية لطهران وإسرائيل وأميركا وصلوا صلاة الغائب على روح صدام.

وتخلل الاعتصام مشادة كلامية بين مرددي الهتافات والمراقب العام للاخوان سالم الفلاحات الذي لم يعجبه وصف أحدهم نائب رئيس الجمهورية العراقي رئيس laquo;الحزب الاسلاميraquo;، طارق الهاشمي بأنه laquo;عميل وجبانraquo;، ما أحدث بلبلة في صفوف المعتصمين قبل ان يتدخل بعضهم لضمان حسن سير الاعتصام الذي استمر نحو ساعتين.

ودأبت جماعة الاخوان في الاردن على التزام الصمت أمام مواقف laquo;الحزب الاسلاميraquo;.

ووضع عضو هيئة الدفاع عن صدام حسين نقيب المحامين صالح العرموطي السفارة الايرانية في عمان في مصاف laquo;السفارات العدوة الاسرائيلية والاميركية والبريطانيةraquo;، مطالباً بإغلاقها. وأعلن في كلمة حماسية انه laquo;سيقوم شخصياً بمقاطعة نشاطات السفارة الايرانية في عمانraquo;.

في دمشق شارك في تقديم العزاء آلاف العراقيين المقيمين في سورية. وشوهد رؤساء عشائر و laquo;بعثيونraquo; واكاديميون ومثقفون يقدمون التعزية الى بعض أقارب صدام الذين تقدموا مجلس العزاء.

وقالت مصادر عراقية لـ laquo;الحياةraquo; امس ان السلطات السورية وافقت على طلب ابن شقيق صدام، إقامة مجلس عزاء عائلي في جامع الأكرم، على ان يستمر ثلاثة أيام تنتهي اليوم.

وقال احد المشاركين لـ laquo;الحياةraquo; ان عشرات الآلاف من laquo;جميع المؤمنين بخط السيد الرئيس صدام، شاركوا في قراءة الفاتحة على روح البطل صدامraquo;، قبل ان يشير الى ان laquo;فكر البعث القومي هو الوحيد الذي يحمي العراقraquo;.

وكانت الحكومة السورية تأخرت بإصدار موقف رسمي من تنفيذ حكم الإعدام بصدام، الى ان ظهر وزير الاعلام محسن بلال على قناة laquo;الجزيرةraquo; ليلاً، واعرب عن استغرابه لتوقيت التنفيذ واصفاً ذلك بـ laquo;المؤلم والمفجع حيث جاء مع أول أيام عيد الاضحى المبارك ومع توقيت صلاة العيد ومع زيارة الحجاج لبيت الله الحرام حيث الأمان والسلام والاخوة والتآخيraquo;، قبل ان يعبر عن الامل في ان laquo;لا يؤدي ذلك الى زعزعة الاستقرار في العراقraquo;.

في بغداد، اتهم النائب الكردي المستقل، محمود عثمان الحكومة الاميركية بـ laquo;التسريع بإعدام صدام قبل الانتهاء من محاكمته في قضية الانفال والاسلحة الكيماوية التي استخدمها ضد الأكرادraquo;. معتبرا ان ذلك يندرج في laquo;مخطط اميركي اشتركت فيه بعض الدول المتورطة بمساعدة صدام ونظامه في امتلاك هذه الاسلحة خشية افتضاح دورها في هذه القضية وما سيترتب على ذلك من تداعيات وملاحقات دوليةraquo;.

وتظاهر المئات من أهالي الدور قرب تكريت امس استنكاراً لتنفيذ حكم الاعدام وحمل معظم الشباب أسلحة رشاشة وأطلقوا العيارات النارية في الهواء، وهتفوا laquo;مقتدى يا جبانraquo; و laquo;يا حكيم يا جبان يا عميل الاميركانraquo;، وأزاحوا الستار عن جدارية كبيرة تحمل صورة لصدام كتب عليها laquo;الشهيد البطل صدام حسينraquo;.

واصدرت الحكومة العراقية أمس قراراً بإغلاق قناة laquo;الشرقيةraquo; التي يديرها الاعلامي سعد البزاز متهمة إياها بإثارة الفتن الطائفية على خلفية تغطيتها حدث إعدام الرئيس السابق.

من جهة أخرى، ارتفعت حصيلة قتلى الجيش الأميركي الى3001 بعدما قتل جنديان أمس في ديالي.

ورفض البيت الأبيض إصدار بيان لمناسبة ارتفاع حصيلة قتلى الجيش، واكتفى بالقول ان الرئيس جورج بوش حزين لوفاة كل جندي.