5/1/2007

إصابة مروحية كينية قرب الحدود وحواجز النهب تعود الى مقديشو


مقديشو، نيروبي - الخليج، وكالات:

أقر مسؤولون أمس بأن واشنطن قدمت معلومات استخباراتية لاثيوبيا وساعدت مروحيات اثيوبية في استهداف قادة المحاكم الاسلامية، وانضمت البحرية الامريكية الى عمليات مطاردة مقاتلي المحاكم، فيما أصيبت مروحية كينية بنيران أرضية قرب الحدود مع الصومال، في وقت تحدثت جامعة الدول العربية عن قيام الادارة الامريكية بطرح مبادرة لعقد ldquo;مؤتمر سلامrdquo; حول الصومال في نيروبي، في حين عادت الحواجز وعمليات النهب الى مقديشو، وشن مسلحون عدة هجمات اوقعت قتلى وجرحى، واعترفت الحكومة الصومالية بأنها لم تتمكن من اعتقال أي من قيادات المحاكم الاسلامية.

وقال مسؤول كيني استناداً الى معلومات استخباراتية إن اربع مروحيات اثيوبية ضربت مواقع على عمق ثلاثة كيلومترات داخل كينيا ldquo;كادت تصيب ثلاث عربات نعتقد انها كانت تقل زعماء من المحاكم الاسلاميةrdquo;. وأوضح المسؤول الكيني ان العربات الثلاث ldquo;كانت ملاحقة من قبل قمر صناعي امريكي وكافة المؤشرات تدل على ان قادة المحاكم كانوا بداخلهاrdquo;.

وفيما أكد مسؤول حكومي صومالي تفاصيل الحادث، اعترفت الحكومة الصومالية بأنها لم تعتقل حتى الآن أحداً من رموز وقيادات المحاكم الاسلامية الذين تفرقوا في المناطق الجبلية المتاخمة للحدود مع كينيا. الا ان مصادر قريبة من المحاكم ذكرت ان عناصرها تستعد لتنظيم صفوفها والقيام بهجمات معاكسة ضد القوات الاثيوبية والحكومية الصومالية. ولم تكشف المصادر ما إذا كانت قيادات المحاكم ترغب في الحوار من جديد مع الحكومة الصومالية إذا تم احياء محادثات الخرطوم من جديد على أساس الاتفاقيات السابقة.

وكان مسؤول أمريكي اعلن الاربعاء ان قوات البحرية الامريكية انضمت الى عمليات مطاردة مسلحي المحاكم الاسلامية. وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية شون ماكورماك ان القوات الامريكية المتمركزة في جيبوتي تقوم بدوريات في الشواطىء قبالة الصومال في محاولة للقبض على زعماء المحاكم الاسلامية، اضافة الى عناصر من تنظيم ldquo;القاعدةrdquo; مطلوبين في تفجير السفارتين الامريكيتين في نيروبي ودار السلام عام 1998.

واشار المتحدث إلى أن واشنطن تعمل بشكل وثيق مع جارات الصومال من بلدان القرن الافريقي ldquo;لضمان عدم تمكن هؤلاء من عبور هذه الحدود والخروج من الصومالrdquo;.

وكانت السفارة الامريكية في كينيا حذرت رعاياها هناك من احتمال قيام جماعات مسلحة بشن هجمات انتقامية بعد هزيمة المحاكم الاسلامية في الصومال. ودعت المواطنين الامريكيين الى توخي الحيطة والحذر وتجنب التظاهرات والتجمعات الكبيرة، واخذ الحذر عند ارتياد الأماكن العامة والمعالم، كما دعتهم الى تجنب السفر الى الصومال، كما اوضحت السفارة ان الولايات المتحدة لها الحق في تعقب مقاتلي المحاكم الذين تعتقد ان لهم صلات بشبكات ارهاب دولية.

في غضون ذلك، أعلن مدير إدارة التعاون العربي الافريقي ومسؤول ملف الصومال في الجامعة العربية السفير سمير حسن عن وجود ldquo;عدة مبادرات مطروحة ومنها مبادرة أمريكية تسعى لعقد مؤتمر للسلام خاص بالصومال يعقد في نيروبي تحت رعاية أمريكية وبدعوة من حكومة كينيا. واشار الى أن واشنطن تجري اتصالات مع كينيا وأوغندا والجامعة العربية والاتحاد الافريقي حول الوسائل الكفيلة بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في السادس من ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وكان الرئيس الصومالي عبدالله يوسف أحمد التقى أمس الأول في نيروبي بمبعوث خاص من الاتحاد الافريقي وناقش معه التطورات على الساحة الصومالية. وقال سعيد جنيت رئيس مفوضية الأمن والسلم الافريقية ان الاتحاد سيرسل 4500 جندي لحفظ السلام في الصومال خلال اسابيع.

وفي الاطار ذاته، وصل أمس الى العاصمة الاثيوبية أديس ابابا الرئيس الاوغندي يوري موسيفيني لاجراء محادثات مع رئيس الوزراء الاثيوبي ميلس زيناوي حول الترتيبات الخاصة بنشر قوات افريقية في الصومال. وقد بدأ الاتحاد الافريقي تحركاته وسط دعوات دولية لسحب القوات الاثيوبية من الصومال. كما اعلن وزير الخارجية الالماني فرانك ولتر شتاينماير أن مجموعة الاتصال الاوروبية حول الصومال ستجتمع اليوم في نيروبي لبحث ارسال قوات افريقية الى هذا البلد.

وتأتي هذه التطورات في وقت بدأت الفصائل الصومالية تسليم اسلحتها ببطء شديد مع انتهاء المهلة التي حددتها الحكومة الانتقالية لتسليم الأسلحة أمس، وسلمت احدى الفصائل الصومالية عشر سيارات حربية وأسلحة وذخيرة، فيما قال نائب وزير الدفاع الصومالي صلاد علي جيلي ان الحكومة ستستخدم القوة لتجريد الفصائل والميليشيات من اسلحتها إذا لم تسلمها طوعاً.

وكانت العاصمة مقديشو شهدت خلال اليومين الماضيين عودة الحواجز وعمليات النهب والسلب للمرة الأولى بعد رحيل مقاتلي المحاكم الاسلامية. وشن مسلحون الليلة قبل الماضية هجوماً على سيارة تقل مسافرين في الضاحية الشرقية للعاصمة أسفر عن قتلى وجرحى.. كما هاجم مسلحون أمس شاحنة فقط قرب مقديشو بهدف نهب أموال من كانوا بالشاحنة، واسفر الهجوم عن اصابة عدة اشخاص بجروح. وتحدث وزير الداخلية الصومالي حسين عيديد عن وجود نحو 3500 عنصر من مقاتلي المحاكم الاسلامية مختبئين في العاصمة وضواحيها.

وفي تطور آخر، ذكرت الشرطة الكينية أن مروحية عسكرية كينية كانت تقوم بدورية فوق الحدود الصومالية تعرضت الاربعاء لاطلاق نار من الأرض ألحق بها اضراراً فادحة. وأوضح المسؤول ان المروحية استهدفت في هولوغو في قطاع ايجارا شمال ليبوي على الحدود الصومالية، مشيراً إلى أن المروحية اضطرت الى الهبوط بعدما اصيبت بأضرار بالغة، موضحاً ان الحادث لم يسفر عن سقوط ضحايا.