خالد القشطيني


هذا ميدان جديد ينبغي احتضانه في دنيا الفكاهة. فحتى الآن يجري منح الجوائز لأحسن الممثلين الكوميديين وأفضل المسرحيات او الأفلام أو الكتب الفكاهية. لم يفكر أحد باختيار أعظم رئيس دولة فكاهي، أو أعظم فكاهيات رؤساء الدول؛ فلو فتشنا قليلا لوجدنا كل هذه الفيض من النكات والتقليعات عن هتلر وتشرشل وعبد الناصر ولويد جورج وسواهم من الكثيرين. أين تقليعات جحا والملا نصر الدين وقره قوش مما سمعناه عن هتلر وغوبلز؟ لا أدري ما الذي كان بإمكان الكوميديين ان يفعلوه لولا وجود كل هؤلاء الرؤساء.

يبدو لي من باب التكهن، أنه لو جرت مباريات في هذا الخصوص في أيامنا هذه لفاز بها بدون شك الرئيس الامريكي جورج بوش. هناك أكثر من كتاب مكرس كليا للتقليعات عليه. وقلما يمر أسبوع من دون أن يضج القراء أو المستمعون بنكتة جديدة عنه. والآن ازدحمت مواقع الانترنت بالنكات الجورج بوشية. وقلما يمر حدث أو تطور في ميدان ما إلا و زجوا الرئيس الامريكي فيه بنكتة طريفة عنه.

خذوا حكاية أسلحة الدمار الشامل. ما ان تقرر إرسال مركبة فضائية الى كوكب بلوتو، وهو أبعد الكواكب في مجموعتنا الشمسية، حتى وقف أحد الكوميديين على المسرح ليسأل جمهور النظارة: هل تعلمون لماذا قررت الحكومة الامريكية إرصاد مبالغ طائلة لإرسال هذه المركبة الى بلوتو؟ التفت القوم حيرى في الجواب، قال أحدهم للبحث عن النفط؟ وقال آخر لبناء فيلا يتقاعد فيها جورج بوش فلا يصله الصحافيون. تعددت الأجوبة ولكن الكوميدي هز رأسه نافيا ثم قال: laquo;لا.. كلكم على خطأ. الكوكب بلوتو هو الأمل الوحيد الذي بقي لجورج بوش في العثور على أسلحة صدام حسين للدمار الشامل!raquo;.

بيد ان أروع نكتة سمعتها مؤخرا دارت حول الحوار الذي جرى بين جورج بوش وحلاقه. ما ان جلس الرئيس الامريكي على كرسي الحلاقة حتى انطلق حلاقه الخاص في الحديث عن آخر ما ورد من أخبار العراق. يقال ان هناك عصابة تخطط لاختطاف رئيس الحكومة العراقية. هز جورج بوش رأسه نافيا. واستمر الحلاق فقال، سمعت من جندي عائد من العراق انه أوشك على الانتحار إذا بقي في العراق حتى الصيف. ولكن جنديا آخر قال إنه وجد الشتاء لطيفا جدا في العراق. ويقال ان بعض العساكر أخذوا يبيعون أسلحتهم للعراقيين.

استمر الحلاق في ترديد حكاياته عن العراق والعراقيين حتى تضايق الرئيس الامريكي من هذه الثرثرة الحلاقية. فالتفت الى الرجل وهو ماسك بالمقص يقطع ويهندس تسريحة شعره فقال له: ما هذا؟ لماذا تكرر كل هذا الكلام عن العراق والعراقيين؟ فأجابه قائلا: laquo;آسف يا سيدي الرئيس. ولكنني وجدت انه كلما جاء ذكر العراق والعراقيين وقف شعرك على رأسك فيسهل علي قصه وتوضيبه!raquo;.