د. صالح النملة: لم يخطئ رئيس الوزراء البريطاني في بلاغته الانجليزية والتي استوحاها من اللغة القانونية القوية؛ عندما كتب مقاله الهام في مجلة الشؤون الخارجية الأمريكية للشهرين الأول والثاني من عام 2007م Forjen Affairs. January/ February 2007، فبعد أن امتدح توني بلير القرآن في إطاره التاريخي حيث وصفه بأنه كتاب تجديد في وقته الزمني ختمها السيد بلير بكلمة quot;ولكنquot;، وكانت quot;هذه كبيرة جداً، حيث أوضح أن العالم الغربي يواجه التعصب والإرهاب من المسلمين، وأن الصراع اليوم هو صراع على المبادئ وصراع داخل الحضارات، وليس فيما بين الحضارات، وذكر أن الصراع اليوم هو داخل الحضارة الإسلامية نفسها، وأنه يجب على الغرب الاقتناع وإقناع الجمهور الغربي والعربي والإسلامي والمسيحي بأن الصراع هو في داخل الحضارة الإسلامية، وأن على الغرب العمل على دعم المعتدلين داخل العالم الإسلامي ضد القوى المقاومة للمبادئ والقيم الغربية، ولذلك فهو يرى أن اختراق الغرب للقوى الإسلامية هام وحيوي من أجل ضرب طرف بالطرف الآخر، ويعتبر ذلك هاماً وحيوياً من أجل سيادة القيم والمبادئ الغربية على العالم الإسلامي .

ويذكر بلير أن التحالف الأمريكي الأوروبي في هذا الجانب في غاية الأهمية والحساسية من أجل التوحد لنصرة القيم الغربية في أطراف العالم الإسلامي، ويتهم القوى الأوروبية المعادية للولايات المتحدة الأمريكية بأنها أقرب إلى الجنون والحماقة إذا هي لم تساند الجهد الأمريكي في العالم الإسلامي وخصوصاً في العراق وأفغانستان. كما يرى أن الخطر الحقيقي هو ليس من التدخل الأمريكي الكبير في شؤون الشرق الأوسط، بل الخطر الحقيقي هو على القيم والمبادئ الغربية عند الانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط .

ويذكر السيد بلير أن السياسة الخارجية للغرب يجب أن تقودها المبادئ الغربية أولاً من اجل تحقيق المصالح، لأن نشر المبادئ الغربية واستقرارها وهيمنتها على العالم الإسلامي هو المحرك والأمل للإبقاء على المصالح الغربية مستمرة وقائمة .

إن الصراع الحقيقي مع العالم الإسلامي حسب رأي توني بلير هو صراع مبادئ وقيم، وأن الغرب يجب أن يتوحد على طرفي المحيط من أجل التأكيد على هذا الانتصار القيمي الغربي على العالم الإسلامي، حتى وإن كان ذلك يتوقف على خلق توازن قوى وصراع داخلي داخل العالم الإسلامي؛ سواء على أسس جغرافية أو فكرية أو مذهبية، لأن الأهم هنا - حسب فهم السيد بلير - هو سيادة الحضارة والقيم الغربية على العالم الإسلامي