19 يناير 2007


القدس - الخليج

أعرجان يعينان رئيس الأركان

تراوحت ردود فعل الصحافة ldquo;الإسرائيليةrdquo; على استقالة رئيس الأركان دان حالوتس بين الترحيب باعتبارها بديهية نتيجة لفشله في حرب يوليو/تموز الماضي ضد حزب الله، ورأت أنه برحيل حالوتس فإن المشاكل التي يعاني منها الجيش ldquo;الإسرائيليrdquo; لن تنتهي، وبين الأسف باعتبار أن حالوتس يعتبر من أفضل الضباط في الجيش، ناهيك عن أنه بادر إلى تقديم استقالته قبيل صدور تقرير فينوغراد بشأن إخفاقات الجيش في الحرب على لبنان.
وأشارت صحيفة ldquo;يديعوت أحرونوتrdquo; إلى مشكلة خلافة حالوتس فقالت إن أعرجين (إيهود أولمرت وعمير بيرتس) سوف يتوليان تعيين رئيس الأركان الجديد. في حين ذكرت الصحيفة من جهة أخرى أن جنرالين فقط من جنرالات هيئة الأركان أثنيا على حالوتس، وذلك من بين 20 جنرالاً حضروا الاجتماع الذي شرح فيه حالوتس سبب استقالته. كذلك قالت الصحيفة إن رئيس الأركان بدأ يفكر بالاستقالة منذ أسبوعين،وبعد تردد اتخذ القرار في نهاية الأسبوع الماضي عندما ldquo;نضج الأمرrdquo;، لكنه طلب تأجيل نشر الاستقالة بسبب ldquo;عملياتيrdquo; حسب قول الصحيفة.
وكان حالوتس يكرر دائماً أنه لن يستقيل ما لم يطلب منه رئيس الوزراء ذلك. لهذا السبب كانت استقالته مفاجئة، ليس لهيئة الأركان فحسب، بل للعديد من المسؤولين والسياسيين. وقال النائب ايفي ايتام (الاتحاد الوطني) إن استقالته هي ldquo;نتيجة حتمية لفشل الحرب في لبنانrdquo;. وقال النائب ابشالوم فيلان (ميرتس) ldquo;آمل أن تكون الاستقالة نموذجاً لبقية المسؤولين عن إدارة الحربrdquo;. أما النائب يوفال شتاينتس (ليكود) ldquo;لقد أدرك حالوتس أنه في الوضع الحالي سيجد صعوبة في قيادة عملية ترميم وإنعاش الجيشrdquo;.
في إطلالة على تعاطي الصحافة ldquo;الإسرائيليةrdquo; مع استقالة حالوتس يمكن أن تتضح الصورة عن حجم الهزة التي ضربت ldquo;إسرائيلrdquo; وجيشها جراء عدوانها الفاشل على لبنان قبل 6 أشهر.
تبدأ الآن اللعبة القبيحة لاختيار ملكة الجمال. ليس ذلك بسبب المرشحين، والعياذ بالله، وكلهم أهل حسن، بل بسبب الحُكام: رئيس الحكومة ووزير الدفاع. أي سلطة عامة - أمنية يوجد لهذين الشخصين ليختارا رئيس الاركان القادم للجيش ldquo;الاسرائيليrdquo;؟ هل هما اللذان كان يجب عليهما أن يسبقا أفراد الجيش وأن يُعيدا المقاليد فورا بعد الحرب؟ هل هما اللذان قد تحذرهما لجنة فينوغراد؟ هل هما بطتان عرجاوان - إحداهما بسبب تحقيقات الشرطة والثانية قد يركله حزبه الى الخارج خلال زمن قصير - هل يستحقان أن يُعينا الشخص الذي سيأخذ على عاتقه ادارة الجيش في احدى أشد الفترات التي نعرفها؟
في الايام القريبة، عندما ينشر النبأ عن أن ايهود اولمرت وعمير بيرتس قد اجتمعا في القدس ليقررا من هو رئيس الاركان القادم، فلن يكون في الامكان النظر الى هذا النبأ بلا استهزاء. هل يمكن أن نكون على قناعة تامة بأن اعتبارهما لن يتأثر بامكانية أن الشخص الذي سيختارانه رئيسا للاركان قد يشهد في لجنة فينوغراد بل قد يشهد عليهما هناك؟ ألسنا جميعا بشرا؟.
يوجد شيء ما أعوج هنا. البلاط، أو الراقصون، أو من شئتم. رئيس الاركان قدم كتاب استقالة الى رئيس الحكومة في يوم الاحد. انه لا يعتد بوزير الدفاع وهو المسؤول عنه من قبل المستوى السياسي. الكتاب موجه الى رئيس الحكومة فقط. أهذا طبيعي؟ رئيس الحكومة يحتفظ بجيبه بكتاب استقالة رئيس الاركان لمدة يومين ولا يتحدث بذلك الى وزير الدفاع. أهذا طبيعي؟.
على نحو رسمي يطرح وزير الدفاع اسم المرشح الذي يفضله لرئاسة الاركان ليوافق على ذلك المجلس الوزاري المصغر. ولكن في أكثر الحالات يُحسم الأمر قبل ذلك بينه وبين رئيس الحكومة. عندما يكون وزير الدفاع ذا وزن عام - سياسي، تكون لرئيس الحكومة مشكلة إخضاعه. أراد وزير الدفاع موشيه ارينز ايهود باراك رئيسا للاركان. وفضل اسحق شامير رئيس الحكومة آنذاك يوسي بيلد - لكن باراك هو الذي اختير. وأراد اسحق مردخاي موفاز رئيسا للاركان، وأراد نتنياهو متان فلنائي - لكن اختير موفاز. إن وزير الدفاع شخص رئيسي في التعيين الحاسم جدا في ldquo;اسرائيلrdquo;. هل يمكن أن يقضي بيرتس ولا يعلم أحد يعرف أين سيكون بعد عدة اشهر.
إن نظام العلاقات الشخصية في هذا المثلث - اولمرت وبيرتس وحالوتس - يضمن حرب وراثة قبيحة. في الحقيقة هي في ذروتها: فنحن نُغرق بالتسريبات وبالحيل الاعلامية من المقربين ومقربي المقربين. فهكذا مثلا يهمسون أن باراك يؤيد المدير العام لوزارة الدفاع غابي اشكنازي - وهو شيء قد يجعل بيرتس الذي يؤيد اشكنازي يُغير رأيه نكاية بخصمه باراك. أما ما يمكن الثقة به فهو أنه سيكون لباراك المقبول جدا على اولمرت كسلطة أمنية، وزن بل ربما يكون وزنا حاسما في تعيين رئيس الاركان القادم. يوجد لرأي رئيس الاركان السابق امنون ليبكين ايضا وزن ثقيل خاص، وسيكون بنيامين نتنياهو ايضا هنا شخصية رئيسة.
بسبب السلطة الاشكالية لبيرتس واولمرت وبسبب الخوف من فتح متسلسل لصناديق بندورا في اثناء حرب الوراثة هناك من يتحدثون عن ldquo;تعيين خاطفrdquo;. أمس أجرى بيرتس مقابلات خاطفة مع المرشحين غينتس، وكابلنسكي واشكنازي؛ وفي يوم الجمعة قد يُسرب اسم المرشح المفضل. واحتمالات أن يتحقق هذا الاختيار الخاطف ليست مرتفعة. لأن امكانية أن يتوصل اولمرت وبيرتس الى اتفاق بسرعة كهذه خيالي تقريبا. إلا اذا كان هذان غارقين في ضائقة أكبر مما نتصور.
في هذه المناسبة، اذا كان لرئيس الاركان شيء من الأمل بأن يؤيد باراك وعامي أيلون، الوريثان الممكنان لبيرتس في وزارة الدفاع استمرار ولايته فسيخيب ظنه.
على أية حال، اذا لم يكن لوزير الدفاع ولرئيس الحكومة مرشح متفق عليه، فان هذه وصفة أكيدة لانفجار يمكن أن ينتهي ايضا الى قرار إلى عزل بيرتس فورا والى ازمة سياسية (وربما يوجد من يريد ذلك خاصة).
لا ريب في أن موعد تقديم التقرير المرحلي للجنة فينوغراد هو تاريخ حاسم. اذا سيستطيع الجمهور أن يعلم هل المُعيِّنون أهل وهل المُعيَّنون أهل. لهذا هناك امكانية أن يتولى رئيس اركان مؤقت في الوقت الذي سيمر حتى تقديم الاستنتاجات المرحلية - في منتصف فبراير/شباط، وبداية مارس/آذار. إن نائب رئيس الاركان كابلنسكي هو القائم بعمل رئيس الاركان على نحو طبيعي، ويستطيع أن يعمل في الوظيفة مؤقتا. لن يكون في الامكان تعيين المدير العام لوزارة الدفاع، غابي اشكنازي، رئيسا للاركان مؤقتا.
إن تعيينا مؤقتا لرئيس اركان ليس وضعا صحيحا في هذا الوقت، والجيش يحتاج الى استقرار والى يد مُوجهة ولا يوجد مزيد من الوقت لكل ذلك، لكن هذا أخف الضرر. الامكانية الاخرى الطبيعية في الايام السوية هي أن يُعين الآن رئيس للاركان لولاية تامة. لا الانتظار حتى استنتاجات لجنة فينوغراد. يوجد هنا مشكلة ايضاً. إن تعيينا كهذا ستنبعث منه دائما روائح كريهة لاعتبارات مرفوضة وامتيازات سياسية.


اليكس فيشمان
المراسل العسكري ليديعوت أحرونوت.