ويليام أركين
سألني كثيرون عما إذا كان تصويت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بوقف نشر 21500 جندي أمريكي إضافي في العراق سيوقف فعلا عملية إرسال القوات الأمريكية. والإجابة هي بالطبع لا، فهذا التصويت غير ملزم، بل وبالإضافة إلى ذلك، فإن لجنة العلاقات الخارجية لا تمتلك كيس النقود. والأهم من هذا وذلك هو أن عملية إرسال القوات الأمريكية إلى العراق قد بدأت بالفعل.
أعرف أن واشنطن تعتبر مكانا شيقا لمن يعيش فيها، يمكن للمرء أن يظن أن حرب العراق تدور رحاها هناك في العراق.
وأنا أعرف أن وسائل الإعلام، لا يمكنها نشر أخبار الحرب على الأرض بدون تقرير لا يمكن فك شفرته لا يقول شيئا عن التقدم المحرز هناك.
إن ما يحيرني ويصيبني بالدهشة هو السبب الذي يجعل وسائل الإعلام الكبيرة بوجه عام لا تنشر أخبار زيادة أعداد القوات الأمريكية في صدر صفحاتها الأولى.
هذا خبر من أخبار الصفحات الأولى لأكبر الصحف لأن المزيد من الجنود الأمريكيين يجري إرسالهم إلى الحرب رغما عن أنف الشعب الأمريكي. هذا خبر من أخبار الصفحة الأولى لأنه يبدو وكأنه سحابة دخان وعملية نصب.
لقد تحدثت عن الصمت الغريب الذي التزمته معظم الصحف الكبرى عندما وصلت أول دفعة من القوات الأمريكية التابعة للفرقة 82 المحمولة جوا بالمروحيات من الكويت منذ أكثر من عشرة أيام إلى القاعدة الأمريكية الضخمة في مدينة التيجي شمال العاصمة العراقية بغداد، ثم استقرت في قاعدة العمليات الأمامية وقاعدة الرستمية على مشارف مدينة الصدر الشيعية شمال شرق بغداد.
يقول إس إس أن الكتيبة الثالثة والكتيبة السادسة من مشاة البحرية الأمريكية التابعتين لمعسكر ليجون شمال كاليفورنيا غادرتا الولايات المتحدة إلى العراق قبل اسبوع.
وقد وصل هؤلاء الجنود إلى الحبانية غرب بغداد لبدء العمل في محافظة الأنبار. وهناك أنباء حول إمكانية نقلهم إلى مكان آخر قبل نهاية الشهر.
يقول إس إس الذي له آخ شقيق في الكتيبة، إنه لا يوجد أي تغطية إخبارية عن سفر أي من الوحدتين من كارولينا الشمالية أو وصولهم إلى العراق.
ولم نقرأ إلا خبرا صغيرا في صحيفة تشارلوت أوبزيرفر وقناة إيه بي سي المحلية التي أذاعت تقريرا عن ذلك يوم الاثنين من الاسبوع الماضي.
وفي الوقت نفسه كشفت وزارة الدفاع الأمريكية النقاب عن أن قوات الكتيبة الأولى من الفرقة السادسة من مشاة البحرية الأمريكية والكتيبة الثالثة من الفرقة الرابعة من مشاة البحرية الأمريكية سيتم إرسالهم إلى محافظة الأنبار لمدة تتراوح من شهرين إلى ثلاثة أشهر في إطار عملية زيادة القوات الأمريكية في العراق. كما سيتم نشر الوحدة الخامسة عشر التابعة لمشاة البحرية الأمريكية إلى محافظة الأنبار لمدة 45 يوما.
وبهدوء أيضا غادرت الوحدة السادسة والعشرين التابعة لمشاة البحرية الأمريكية قاعدة ليجون في أوائل يناير على ظهر عدد من السفن في طريقها إلى العراق في إطار الزيادة المقترحة للقوات الأمريكية، كما أشارت وكالة الصحافة الفرنسية أسوشيتد برس فقط ولم يأت ذكر هذا الخبر في أي من الصحف الكبيرة الأخرى.
عندما تنتهي عملية التجييش في الشهر المقبل، سيكون لدى قوات مشاة البحرية الأمريكية حوالي ثماني كتائب في محافظة الأنبار بدلا من ست كتائب في الوقت الحالي. وبمجرد انتهاء فترة الشهرين أو الثلاثة أشهر، سيتم إرسال كتيبتين أخريين من الولايات المتحدة لإراحة الكتيبتين اللتين تم إرسالهما سابقا.
لماذا لم تغط وسائل الإعلام الكبيرة أيا من هذه التطورات؟ أنا أعتقد أنه من وجهة النظر العسكرية أن سلاح الجيش ومشاة البحرية الأمريكية وجدا نفسيهما بين نارين، إما الإعلان عن نشر القوات من أجل الأسر كالمعتاد، أو أن يتصرفا بتواضع لأنهم أنفسهم ليس لديهم طموحات كبيرة من أن هذه الزيادة البسيطة في عدد القوات الامريكية في العراق يمكن أن تقلب الأمور.
وفي الوقت نفسه يبدو أن وسائل الإعلام والصحف الكبيرة نفسها تركز على ما يجري في واشنطن وعلى انتخابات الرئاسة الأمريكية المزمع إجراؤها في عام 2008 أي في المستقبل البعيد.
من ناحية أخرى جذب انتباهي خبر صغير في صحيفة فايتفيل أوبزيرفر. يقول الخبر ما يلي
إن القائد العام للفرقة 82 المحمولة جوا الجنرال ديفيد رودريجيز قام بزيارة إلى قوات اللواء الثاني في قاعدة لويالتي يوم الاثنين الماضي.
أعلن الجيش أن رودريجيز قام بتوزيع 28 ميدالية بما فيهم النجمة البرونزية لعدد من الجنود الأمريكيين في حفل في القاعدة.
حصل بعض الجنود على النجمة البرونزية لمجرد الانتشار من فورت براج إلى الكويت ومنها إلى بغداد. ياله من تقدير، لا عجب إذن أن يبدو الجيش الأمريكي بهذا التواضع.
- آخر تحديث :
التعليقات