واشنطن laquo;على علمraquo; بمساعي تركيا ... وترتيبات لزيارة الأسد أنقرة بعد عيد الفطر ...



دمشق , رام الله - إبراهيم حميدي , محمد يونس

قالت مصادر متطابقة لـ laquo;الحياةraquo; أمس إن اتصالات ديبلوماسية تجري لترتيب laquo;زيارة عملraquo; للرئيس بشار الأسد الى انقرة في 17 الشهر الجاري تلبية لـ laquo;دعوة رسميةraquo; من نظيره التركي عبدالله غُل، مشيرة الى وجود مساع تركية بـ laquo;علمraquo; اميركي لوضع laquo;جميع المسارات بما فيها السوريraquo; على طاولة مؤتمر واشنطن واقناع دمشق بالحضور. لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت (أ ب) ابلغ وزير الخارجية التركي علي باباجان انه يريد التركيز في laquo;مؤتمر الخريفraquo; على الموضوع الفلسطيني وليس على بدء حوار مع سورية.

وعلم ان الموعد النهائي لزيارة الرئيس السوري الى تركيا لم يؤكد بعد، وان الأسد سيلتقي خلال زيارته الرئيس غل ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان بهدف البحث في الاوضاع في الشرق الاوسط وتعزيز العلاقات الثنائية التي شهدت نقلة نوعية بعد زيارة الرئيس السوري في بداية 2004 على قاعدة توقيع الاتفاق الأمني في أضنا في 1998.

وأوضحت المصادر ان باباجان يسعى من خلال اتصالاته المكثفة مع دمشق وأطراف اخرى تحقيق ثلاثة أمور: الاول، التأكيد لدمشق، بما لا يدع أي مجال للشك، بأن الغارة الاسرائيلية لم تحصل بـ laquo;ضوء أخضرraquo; من القيادة العسكرية او السياسية التركية، والثاني العمل على حضور سورية المؤتمر الدولي وان يتناول laquo;جميع المسارات التفاوضية مع اسرائيلraquo;، والثالث ترتيب لقاء بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونظيرته الاميركية كوندوليزا رايس على هامش مؤتمر دول جوار العراق الموسع في اسطنبول يومي 2 و3 الشهر المقبل.

وأشارت المصادر الى ان اتصالات تركية - اميركية حصلت قبل زيارة باباجان الى دمشق بداية الاسبوع الجاري قبل اطلاق انقرة laquo;اقتراحاraquo; يقوم على ضرورة وضع laquo;جميع المسارات على طاولة الاجتماع الدوليraquo;، على ان تكون المرحلة الثانية اجراء مفاوضات ثنائية تشمل هذه المسارات تفصيلا بحيث تكون هناك مفاوضات سورية - اسرائيلية لبحث قضية الجولان، بعدما يكون laquo;الاجتماع حدد المرجعيات والأسسraquo;.

وقالت المصادر ان مبعوثاً اميركياً زار انقرة قبل جولة باباجان وان laquo;رسالةraquo; اميركية حملت الى دمشق. لكن المصادر الديبلوماسية التركية لم تؤكد ذلك، قائلة: laquo;اننا نتبادل وجهات النظر في شكل دائم مع الجانب الاميركيraquo;. وزادت ان انقرة laquo;ليست مدعوة في شكل رسمي الى الاجتماع كي تبحث في تعديل جدول الاعمال. لكنها ستسعى باتصالاتها الى ان تكون جميع المسارات مشمولةraquo;.

ولوحظ ان الوزير المعلم عبّر عن مسار يعكس تحقيق باباجان نتائج ايجابية أولية خلال محادثاته في دمشق في موضوعي laquo;مؤتمر الخريفraquo; واللقاء مع رايس، حيث قال المعلم ان المشاركة في المؤتمر laquo;تتوقف الى حد كبير على الدعوة لحضور المؤتمر ومرجعياته واهدافه، والأهم هل سيكون موضوع الجولان على الطاولة آخذين في الاعتبار ان الدعوة اذا وجهت الى سورية فلكونها عضواً في لجنة المتابعة العربيةraquo;.

وفهم من هذا الموقف ان دمشق تريد ان تكون مدعوة بصفتها طرفا في القضية وليست كعضو في اللجنة. ولاحظت المصادر ان الاميركيين يقولون ان سورية مدعوة مع باقي الاطراف الاعضاء في لجنة المبادرة laquo;في حين ان لبنان مدعو وليس عضوا في هذه اللجنةraquo;.

ولوحظ ايضاً ان الديبلوماسية التركية تبذل جهودا بالغة لتأكيد laquo;الصدقية التركية والصداقة مع سوريةraquo; و laquo;ازالة جميع الشكوكraquo; بأن انقرة كانت على laquo;علم مسبقraquo; بالغارة الاسرائيلية. وشملت هذه الجهود: اتصال اردوغان بالاسد فور حصولها، واستعجال زيارة المعلم بعد يومين منها، وحرص باباجان على ان تكون دمشق اول محطة في جولته العربية، واعطائه مقابلات صحافية بينها واحدة للتلفزيون الرسمي السوري، وطلبه عقد مؤتمر صحافي مع المعلم لـ laquo;توضيح الموقفraquo; من الغارة وصولاً الى ترتيب laquo;زيارة العملraquo; للأسد والعمل على ان تشمل اسطنبول كي تكون منبراً اعلامياً وسياسياً واقتصادياً لسورية كما حصل في زيارة 2004.

وفي رام الله واصل الوفدان الفلسطيني والاسرائيلي امس لقاءاتهما التفاوضية في اماكن سرية في اسرائيل، بعيداً من عيون وسائل الاعلام. وقال عضو الوفد الفلسطيني ياسر عبد ربه: laquo;سنتابع الاجتماعات بشكل مكثف آملين في التوصل الى وثيقة سياسية تجيب على قضايا الوضع النهائيraquo;. وظهر، مع انطلاق المفاوضات، تراجع ملحوظ في التوقعات الفلسطينية منها، اذا اعلن الرئيس محمود عباس انه يسعى للتوصل الى laquo;وثيقة سياسيةraquo; في هذه المفاوضات بدلاً من laquo;اتفاق اطارraquo; طالب به بعد الاعلان عن laquo;مؤتمر الخريفraquo; الذي سيُعقد، وفق مصادر فلسطينية واسرائيلية بين 28 تشرين الثاني (نوفمبر) والاسبوع الاول من كانون الاول (ديسمبر).

ووصل امس الى المنطقة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفد ولش، والمبعوث الخاص للجنة الرباعية توني بلير. واجتمع ولش امس مع المسؤولين الاسرائيليين على ان يجتمع اليوم مع عباس ورئيس حكومته سلام فياض.