بغداد -فرات الدليمي
* هل بات كل شيء قابلاً للبيع وخاضعاً للمساومة والعرض والطلب، ربما في القضايا التجارية والاقتصادية البحتة، لكن أن تصل الأمور إلى الإنسان نفسه وتصبح أعضاؤه محط اهتمام الشركات العالمية والوسطاء دون رحمة أو رأفة؟
ربما ما يقال لا يقارب الواقع ولا ينفذ إلى أعماق الحقيقة فما يجري في العراق مثير للدهشة ومخالف لأبسط التعاليم السماوية والقيم الإنسانية والحضارية.
من هو المشتري ومن البائع من السلعة وكيف يتم استدراجها واستغفالها أو جرها بعنوة وتحت سطوة السلاح وغياب القانون إلى مشرحة الموت في المشفى أو على قارعة الطريق.
هل بلغت الآدمية درجة من الانحطاط حل فيه بيع الإنسان وهو مازال على قيد الحياة طالما انه سلعة مطلوبة ونادرة، وهل صحيح ما يقال عن جثث يتم الاستيلاء عليها لبيعها أو دفع مبالغ ضخمة من قبل أهل المتوفى لدفنها دون تقطيعها.وما صحة المعلومات التي تفيد بأن البحث يجري بعناية عن الفصائل النادرة للعيون وسلامة الأعضاء وقوتها وعدم إصابتها سابقا بالأمراض، هل هذا الواقع ما تريده واشنطن للعراق؟ وهل تكرست الديمقراطية وحقوق الإنسان فعلا!! هذا ما يطرحه غلاف المجلة لهذا العدد عن تجارة الموت لذئاب باتوا يتفحصون الأجساد التي أمامهم كجزارين يعاينون قطيعا من الماشية!! *
* هل يصدق أحد أن جريدة يومية عراقية تعلن عن مناقصة لتقديم أفضل عرض سعر لجمع الجثث من شوارع بغداد وحفظها في برادات لحين تسليمها لذويها والتعرف عليها؟ وأن يشير نص الإعلان إلى أنه إذا لم يتم التعرف على هذه الجثث فعلى المتعهد أن يتعهد بدفنها بمعرفته..؟
المظهر السابق الذي أدهش العراقيين في صباح أحد الأيام مجرد واحد من المشاهد لظاهرة يدور حولها العديد من الروايات التي تلوكها ألسنة العراقيين.. فهل بتنا نرى في العراق تجارة مزدهرة تسمى تجارة الأموات؟..
ويروي العراقيون أن فريقا طبيا أمريكيا يشارك في معظم العمليات العسكرية التي تنفذها القوات الأمريكية ويكون موقعه خلف خطوط الهجوم ليتعامل مع جميع الجرحى الذين يتساقطون في تلك المعارك من أفراد المقاومة أو المواطنين الجرحى أثناء تلك المعارك ويمتلكون من الأجهزة أحدثها ومن المعدات ما يؤهلهم لإجراء عمليات صغيرة في أرض الميدان.. والفريق طبي سري يرتدي البزات العسكرية مهمته بالإضافة إلى مداواة الجرحى وإسعافهم، انتزاع الأعضاء البشرية الصالحة من الجثث قبل أن تنتهي فترة صلاحيتها ومن ثم بيعها إلى مراكز طبية أمريكية وأوروبية لاستخدامها في إنقاذ مرضى أمريكيين موضوعين على قوائم انتظار قطع الغيار البشرية العراقية.
روايات متعددة
الروايات التي لا تنتهي تؤكد أن بعض مظاهر إيقاظ الفتنة وقفت وراءها مافيا الأعضاء البشرية، فقد كان البعض من السنة والشيعة يظنون أن الجثث التي تم العثور عليها بينما تبدو في أنحائها آثار التشويه تشير إلى وقائع تعذيب أو تمثيل تمت على يد متطرفين من أبناء الطائفة الأخرى، وذلك إلى أن أدرك الجميع أنهم يواجهون عدوا واحدا لا يهتم لأمر سني أو شيعي وهي مافيا تخصصت في خطف الأبرياء لتقتلهم وتنتزع أعضاءهم التي تصلح للبيع مثل الكليتين والرئتين وبعض الأوردة والشرايين والأهم من ذلك قرنيات العيون، كما أن عصابات إجرامية تشكلت لكل منها تخصص محدد تنفذه عقب حدوث أي عمليات إرهابية يروح ضحيتها عدد من المدنيين، ففريق يسرق وينهب المتعلقات الشخصية للشخص القتيل وهاتفه الجوال وفريق يحصل على الجثة ليرى ما إذا كان بها عدد من الأعضاء البشرية يصلح للاستئصال ثم البيع لتجار وسماسرة الأعضاء البشرية أم أنهم سيساومون الأهل على مقابل مادي لاستعادتهم جثة ابنهم ودفنها بمعرفتهم.ويذهب البعض إلى أبعد من ذلك حيث يشير إلى تورط موظفين بوزارة الصحة العراقية ومصلحة الطب العدلي في بيع أجزاء من الجثث المحفوظة في البرادات الحكومية وسرقة الجثث التي يتم التعرف على صاحبها ومن ثم مساومة أهله وذويه على استرداد جثته ؟ أو بيع جثث عراقيين قضوا في تفجيرات لعصابات إجرامية تقوم بعمليات التفاوض مع أهل المتوفين لبيعهم جثث ذويهم.وقال تقرير صدر عن منظمة الصليب الأحمر الدولية أن عدد المفقودين في العراق ارتفع إلى أكثر من مليون مفقود يصعب حتى البحث عنهم أو معرفة مصيرهم بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، وأكد التقرير أن احتمال وجود أحياء ضمن هؤلاء المفقودين ضعيف جدا وأن الجثث المشوهة التي تصل إلى الطب العدلي ويتم دفنها دون التعرف على ذويها هي التي تمثل العدد الأكبر من هؤلاء المفقودين مشيرا إلى أن مصدرا بدائرة الطب العدلي أكد أن عدد الجثث مجهولة الهوية والمشوهة وصل في شهر واحد إلى 947 جثة.
ملف مسكوت عنه
قضية شائكة وغريبة وواحدة من الملفات المسكوت عنها على المستوى الرسمي من قبل الإدارة الأمريكية والحكومة العراقية، ولكنها شائعة ومعلومة لدى جميع العراقيين الذين يعيشون فصول تلك المآسي كل يوم ولدى إخوانهم وأقربائهم ممن هاجروا إلى دول أخرى وفضلوا أن ينقلوا حقائق ما يدور في الداخل العراقي ليقف العالم على حقيقة حجم الكارثة الإنسانية التي تحدث في العراق الجديد.. و(المجلة) بدورها التقت بعدد من العراقيين في هذا التحقيق المثير الذي يكشف عن حقائق مرعبة.
تجارة مزدهرة.. للأسف الشديد
في البداية يتحدث الدكتور محسن خليل السفير العراقي ومندوب جامعة الدول العربية السابق عن هذا الأمر قائلا: للأسف الشديد أن هناك بالفعل تجارة للجثث وللأعضاء البشرية في العراق وهى تجارة تزدهر مع زيادة العمليات الإرهابية، وأصبحنا نرى مافيا من نوع جديد تتاجر في الجثث، والمثير في الأمر هو تورط عدد من المسئولين في ما يسمى بالحكومة العراقية أمثال مسئول عراقي سابق شغل منصبا مهما في الحكومة، وهو نفسه أحد قادة فرق الموت بجيش المهدي والذي من المفترض أن يكون من الناحية النظرية واحدا من المطلوبين لدى القوات الأمريكية التي تساوي بين القاعدة وجيش المهدي من حيث الخطورة إلا أنه فاجأ الجميع بعد اختفائه من العراق بأنه موجود في نيويورك وأنه بانتظار حصوله على اللجوء السياسي بعد أن حمله مسئول أمريكي إلى الولايات المتحدة تقديرا لجهوده مع الأمريكيين طيلة مدة توليه حقيبة الصحة بالحكومة العراقية، ويستعرض خليل سيرة هذا المسئول الذاتية ويقول: لقد كان طبيبا، ولكن كيف لطبيب تم فصله من مستشفى جامعي لقيامه بأعمال تتنافى والأخلاق كبيع أسئلة الامتحانات للطلبة أن يصبح مسئولا حكوميا بهذه الدرجة الرفيعة، وما هي مؤهلاته العلمية التي تؤهله لهذا المنصب، فقد كان يساعد الأطباء الأمريكان في الحصول على ما يريدون من أعضاء بشرية عراقية، وجميع الجرحى العراقيين يكونون تحت تصرف عدد من الأطباء معدومي الضمير الذين يبيعون الكليتين والقلب والعينين والرئتين بحفنة دولارات زهيدة، ولكنها تصبح كثيرة نظرا لكثرة الجثث الواردة إليهم.وقد تحولت مصلحة الطب العدلي في عهد مسئول سابق ورفيقه الذي كان أقرب مساعديه ويتولى الدائرة الإدارية إلى مصيدة وسوق لبيع الجثث بالجملة ولبيع أعضاء العراقيين الجرحى المغدور بهم على يد حفنة السماسرة ومعدومي الضمير، ليت الأمر اقتصر على تجارة الجثث فجميع العراقيين يعلمون أن مستشفيات (اليرموك والثورة والكاظمية والشعلة والنور) الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود، التي أصبحت مرتعا لعناصر من فرق الموت الذين يقتلون المرضى والمصابين ومن ثم يحصلون على أجزاء من أجسادهم صالحة للبيع بالتعاون مع أطباء وسماسرة من ضعاف النفوس، وكشفت مصادر أن وزارة الصحة كانت تنفق جزءا من ميزانيتها على عناصر جيش المهدي لتمويل عملياتهم القذرة، واحتضان الأمريكيين لهذا المسئول وحمايته بل وتسفيره إلى الولايات المتحدة يضع العديد من التساؤلات حول موقفهم من فرق الموت وهل هم بحق ضدها أم أنهم يستفيدون بشكل كبير من إشاعة الفوضى والدمار في كل أنحاء العراق.
محاولة برلمانية للتصدي للظاهرة
ويقول الدكتور عبد الستار الراوي الأستاذ بجامعة بغداد: منذ فترة ليست بقليلة حاول أحد النواب بالبرلمان العراقي ممن تحركت أفئدتهم لهول ما يراه العراقيون كل يوم ويستيقظون عليه كل صباح من دمار وأصوات انفجارات وجثث ملقاة في الشوارع مبتورة الأطراف ومستأصلة الأجزاء أن يلفت انتباه أعضاء البرلمان إلى ظاهرة القتل المبرر وغير المبرر والتي انتشرت بين صفوف الناس وعدم القدرة على التعرف الجنائي على القاتل أو المقتول، وكيف أن معظم القبور والشواهد التي تضم القتلى في المدافن التابعة لوزارة الصحة تحمل لافتات مكتوب عليها مجهولو الهوية.. حاول هذا النائب إثارة هذه القضية إلا أن طلبه قوبل بالرفض من الأغلبية في المجلس بحجة أن هناك أموراً أهم يجب أن تناقش ويتم الانتهاء منها مثل بحث الحقائب الوزارية ومحتويات كل حقيبة وما تحمله من مردود سياسي واقتصادي سيعود على الدولة بالنفع، وهذا المثال يوضح لنا مدى استهانة الحكومة بأرواح الأبرياء وأن من يتنازل عن حماية أبناء وطنه يكون خارجا عن الخدمة الوطنية ولا يستحق هذا المنصب، وللأسف الشديد تحدث انتهاكات لكرامة المواطن العراقي أثناء فترة حياته وحتى بعد وفاته. وفى ظل زيادة العمليات الإرهابية وأعمال العنف الطائفي بشكل كبير في الأعوام الأخيرة فقد أصبحنا نرى تجارة جديدة وهى الاتجار في الموت.. وكيف أن عدد القتلى والمصابين يقترب من 5 آلاف قتيل وجريح كل شهر أي ما يزيد على 150 شخصاً يوميا وهو رقم كبير جدا يجعل الكثيرين من المتكسبين في عصر الحروب يفكرون في استغلاله والتربح من وراء هذا الأمر.
أعضاء بشرية صالحة للاستعمال الآدمي
روايات عديدة كانت ترد من المناطق الملتهبة والتي تنزل إليها القوات الأمريكية وتنفذ فيها عملياتها العسكرية تؤكد وجود رجال يرتدون ملابس عسكرية وقفازات ويحيطون وجوههم بأقنعة واقية يسيرون خلف خطوط الهجوم ولديهم من المعدات الطبية والأدوات ما يجعلهم قادرين على إجراء عمليات جراحية معقدة في قلب الميدان بهدف استئصال أعضاء بشرية من الجرحى أو القتلى في الميدان واقتلاع أعضائهم الحيوية الصالحة للبيع مثل الكلى والكبد والرئة والعين وأحيانا القلب ولكن ذلك يستلزم نقل المصاب إلى مستشفى للحصول على قلبه ثم تنقل هذه الأعضاء بطرق معينة إلى برادات خاصة تمهيدا لسفرها خارج العراق، بحسب عبد الله العراقي عضو مؤسسة عز العراق ومسئول مكتب القاهرة، الذي يؤكد أن القوات الأمريكية تجمع جثث القتلى خلال عملياتهم العسكرية ويقومون بحرقها أو تشويه معالمها وأمام عدسات الصحفيين والمراسلين يتحججون بجمع هذه الجثث لرشها بالمبيدات حتى لا تتفشى الأوبئة، وبطبيعة الحال ظهرت فرق عراقية تنافس الأمريكية في هذه التجارة وأصبحت الأولى تبيع للثانية الأعضاء البشرية بأسعار لا مثيل لها جعلت الأمريكان لا يغامرون بكشف عملياتهم والاكتفاء بالشراء من تلك الفرق، وتجدر الإشارة الى أن سعر الكليتين لا يتعدى الـ 150 دولاراً والعينين بـ100 دولار وهى أرقام لا تذكر مقارنة بالفائدة التي تعود على الأمريكيين من هذه التجارة، ويضيف العراقي متذكرا ما حدث لإحدى السيدات التي تلقت اتصالا هاتفيا من مجهولين يخبرونها أن ابنتها تعرضت للخطف وأنه يتوجب عليها دفع 60 ألف دولار لاستعادتها وعندما أخبرتهم أن هذا المبلغ كبير وأنها لا تملكه اتفقا على 30 ألف دولار، بالفعل استجابت الأم المسكينة لمطالب الخاطفين الذين يحرصون على الاتصال من تليفون الشخص المفقود ليقنعوا أهله انه معهم، واقترضت المبلغ من الأهل والأصدقاء وباعت منزلا كان مملوكا لهم، وسلمت للخاطفين النقود في انتظار رؤية ابنتها، كل هذا يدور بالتليفون وتلقت السيدة مكالمة تخبرها بمكان ابنتها وذهبت مع رجال من الأسرة ليكتشفوا أن الفتاة جثة هامدة قضت بأحد الانفجارات منذ فترة وأنهم تعرضوا لعملية نصب، وقصص أخرى مشابهة كثيرة تختلف فيها طرق العرض والطلب ولكن بعضها يؤكد تورط موظفي الحكومة في عدد من هذه الحوادث حيث شوهدت أكثر من مرة سيارات إسعاف تهرع إلى مكان الانفجار وتجمع جثث الضحايا والمصابين وتحمل تلك السيارات لوحات حكومية تابعة لوزارة الصحة.
ظاهرة قديمة-جديدة
وبدأت تجارة الأعضاء البشرية بعد حرب الخليج الثانية وفرض الحصار الاقتصادي على العراق وتدهور الأحوال المعيشية للسواد الأعظم من فئات الشعب الفقيرة التي كانت تشكل الأيدي العاملة وعماد المشروعات الاقتصادية الكبرى التي توقفت من جراء الحصار الاقتصادي حسبما يرى الدكتور عبد الكريم العلوجي الكاتب العراقي، لتظهر هذه التجارة الغريبة والجديدة على المجتمع العراقي وهى بيع الأعضاء البشرية إلى بعض الجهات والمراكز التي كانت بمثابة سماسرة يعملون كوسطاء لصالح مراكز طبية خارجية في عدد من الدول العربية التي تبيعها للرعايا المرضى الذين هم على استعداد ليدفعوا الكثير مقابل التمتع بالصحة، وقد تم كشف العديد من هذه العصابات في عهد النظام العراقي السابق وتم إلقاء القبض عليهم وتغليظ العقوبات على مثل هذا النوع من التجارة وتضييق الخناق على من يعملون فيه، الأمر الذي دعاهم إلى نقل نشاطهم إلى خارج الحدود العراقية وأصبح الاتفاق يحدث في العراق والعمليات تجرى في الأردن، ثم نشطت هذه التجارة مرة أخرى وعادت بقوة على يد عدد من الشركات الأجنبية بعد احتلال العراق بالتعاون مع عدد من الأطباء والسماسرة من معدومي الضمير لتتكون في العراق عصابات تعيش وتقتات على دم الأبرياء ووفقا للتقديرات والإحصائيات فإن 2700 عراقي يقضون كل شهر نسبة كبيرة منهم لا يتم العثور على جثثهم ونسبة أخرى توجد مشوهة ومبتورة الأطراف والأعضاء وملقاة في نهر دجلة أو تم حرقها في مقابر جماعية حتى لا يتم كشف أعمال هذه العصابات التي أصبح لها تخصصات وأقسام، فهناك مجموعات للخطف المسلح هذه وظيفتها تخطف وتساوم وأخرى للخطف وبيع الأعضاء وهؤلاء يقتلون ويستأصلون ثم يرمون الجثث أو يحرقونها وهناك مجموعات تقتل فقط في العراق من أجل الكراهية أو تصفية الحسابات أو إشعال الفتنة الطائفية وهم فرق الموت، ومن هؤلاء انبثقت مجموعات تبيع الجثث لذويها بمبالغ كبيرة بعد إيهامهم أن الضحية لا زال على قيد الحياة ولاستعادته يجب دفع مبلغ من المال، وأكد العلوجي أن مدينة مثل (الصدر) يوجد بها كل هذه الأوجه من الأنشطة الإجرامية ويوجد بها الآن خدمة جديدة وهى خدمة توصيل الجثث، وأن كل هذا بسبب حالة الانفلات الأمني غير المسبوقة التي يشهدها العراق حاليا، كما أكد أن حالات القتل وعدد العمليات الإرهابية سيزداد بعد نهاية شهر رمضان الكريم حيث قلت بشكل ملحوظ أعداد القتلى في العراق من 2700 إلى 2000 قتيل فقط وهو ما يتوقع زيادته مرة أخرى مع أول أيام العيد ليكون عيدا بلون الدم لصالح سماسرة الحروب وتجار الدم.ومن جانبه نفى مسئول إعلامي بسفارة العراق بالقاهرة هذه الروايات في مجملها، أو أن يكون هناك تجارة للجثث في بغداد أو أي من مدن العراق، وأكد أنه لم يسمع عن هذا الأمر وأن هذا الكلام جديد عليه وأنها المرة الأولى التي يصل إليه مثل هذه الأخبار وطلب من محرر (المجلة) أن يوافيه بكل المعلومات التي تتحدث عن هذا الأمر. وأضاف أنه من غير المعقول أن يتم بيع الجثث لذويها مرة أخرى، وأضاف إن تحدثنا عن تجاوزات قد تحدث هنا وهناك مثل حالات اختطاف أو طلب فدية أو مساومات فهذا الأمر قد يحدث في أي مكان فضعاف النفوس موجودون في جميع أنحاء العالم، ولا يجب الحديث عن هذا الأمر الذي لم نسمع عنه باعتباره ظاهرة وصلت إلى حد كبير من الانتشار، فالحكومة العراقية تبذل قصارى جهدها ليعم الأمن والأمان في جميع ربوع وأنحاء العراق وفي النهاية رفض المسئول الدبلوماسي التصريح بهويته في (المجلة) وقال إنه ليس مسموحا له الإدلاء بتصريحات حول هذه القضية *
بـ 100 دولار أحصل علىlaquo; قلبraquo; عراقي وخذ laquo;عينهraquo; مجانا!!!!
المجلة: سرمد الجبوري
* عندما قالت ( سميرة ) وهي الطبيبة في مشافي بغداد : (احذر فأنت ستقع في دوامة المافيا وتجار الحروب والأطباء أيضا وما تبحث عنه انتحار ومن ثم سيبيعون أعضاء جسدك بسعر رمزي..)! عادت بي الذاكرة إلى أيام خلت عندما ابتكرت أكثر من طريقة لتعود (نانسي) إلى حياتها الأولى ولاحميها من حزن مفترض ما كنت لأقبله لها في محنتها الميدانية الصغيرة مع محاميها .. لقدد نجحت .. أذكر هذا وأنا اعبر الحدود بعد دفع الرشاوي والأتاوات إلى حواجز المخابرات وقطاع الطرق من الجنسيتين ثم استعمل شكلي ولغتي الفرنسية لتجاوز حواجز القوات الأمريكية لأصل في النهاية إلى .. تجار الموت والجثث!
فرق أمريكية من الأطباء وفرق عراقية من تجار الموت ( أطباء وممرضين) ومافيا الأعضاء البشرية من جنسيات أخرى إضافة إلى شركات طبية عالمية .. يشتركون جميعا في مهنة واحدة هي شراء وبيع الأعضاء البشرية لجثث عراقية قضت حديثا أو جرحى أجهز عليهم ليحصلوا على القطعة الطازجة والمطلوبة بشدة في أمريكا ودول أوروبية وهناك تقارب شديد في الشراء وتباين حاد في المبيع يخضع لحالة الزبون وحالته الصحية والمالية ومن هو!
الأمريكيون رواد هذه التجارة
بضغط من الشركات الطبية الأمريكية يرافق القوات الأمريكية فريق متخصص من الأطباء يكون جاهزا مع معداته وسياراته لاقتلاع الكلى والعيون وأعضاء أخرى في دقائق من العراقيين القتلى والجرحى وقد تنتزع الأعضاء في الأرض مباشرة ودون الحاجة لإدخاله إلى السيارة حسب الوقت والسرعة ونوع العضو الذي يوضع في براد ثم ينقل للمعالجة السريعة، وأخيرا إلى المستهلك. وكي لا تنكشف أعمال هذه الفرق تنقل الجثث إلى سيارات خاصة ndash; أثناء تواجد الصحافة مثلا- بدعوى رشها بالمبيدات منعا من انتشار الأوبئة كالطاعون لحين تسليمها لذويها وبعد نزع الأعضاء تحرق الجثة في الغالب إن استطاعوا هذا وتشوه معالمها لإخفاء السرقة التي تمت في الوقت الذي تنكر قوات التحالف كل هذا جملة وتفصيلا.التقارير الواردة من بغداد تتحدث عن أسعار تشترى بها هذه الفرق من مثيلتها العراقية الأعضاء البشرية بما يثير شهية القتل لدى الأخيرة .. يصل سعر الكلية الواحدة إلى 50دولارا والعين البشرية إلى 35 دولارا أمريكيا بينما يرتفع سعر القلب إلى أكثر من هذا بكثير لأنه يستلزم معالجة طبية سريعة لا تتوافر في العادة في ساحات الحروب وإذا ما ظفر بالقلب منح للمشتري حافز تشجيعي كالعين مثلا إن كان من تجار الجملة وعلى الرغم من حالات لاحظها أهالي الضحايا وبعض الجنود الأمريكيين إلا أن الموضوع أقفل تماما ومنع الجنود من التحدث عنه تماما أما الأهالي فقد وجهت لهم تهديدات بالقتل.
ملاك الموت العراقي: أطباء وممرضون
الدكتورة ( سهاد ndash; غ) طبيبة جراحة في أحد مشافي بغداد قدمت تفاصيل مريعة عن آلية عمل التجار فهم يتعاملون علنا ولا يكترثون بقانون ولا شرع إلا بالدولار أو اليورو.. قالت د / سهاد :( البداية مع شخص من رجال الدكتور) وهو أحد بارونات هذه التجارة عرض علي تصدير 10كلى أسبوعيا بسعر 25 دولارا للكلية الواحدة أو الدلالة على الجثث المتوقعة والجرحى لقاء عمولة شهرية ولم أجرؤ على الرفض لئلا يشتري أحد أعضائي عندما أتحول أنا إلى جثة. وسايرت الأمر إلى أن جاءني نفس الشخص وطلب كلية لزمرة دم نادرة وأشار إلى مريض موجود في المشفى جرح بانفجار ولم تمض ساعة واحدة كانت كليتا المريض تسافران إلى جهة أخرى بينما سلمت بقايا الجسد إلى أهل المريض اليوم التالي مع تقرير مشفوع انه توفي نتيجة للمضاعفات !!!
قبضت د ndash; سهاد 50 دولارا أعطتها لوالدة المتوفى؟!!!
لا يختلف الأمر مع الممرضين فهم بمثابة عملاء للفرق الأمريكية أو العراقية فهم يوجهونهم إلى الجثث التي يمكن الاستفادة منها وقد يقومون هم أنفسهم بعمليات سرقة الأعضاء من الجثث والمرضى أثناء العمليات الجراحية أو لدى نقاهة المرضى في المشفى أو في المشارح ويقبضون عمولتهم بالدينار العراقي أو الدولار الأمريكي.
مافيا الأعضاء البشرية العراقية
هم الوسطاء بين السلعة والمستهلك وعادة هم من المجرمين السابقين حولوا نشاطهم إلى تجارة الأعضاء أو أضافوها إلى أنشطتهم الأخرى وقد يكونون من طبقة التجار التي طفرت بالحرب quot;المقشدينquot; ومع وجود مشتر دائم بأسعار مجزية (الفرق الأمريكية) ومشترين آخرين يدفعون بسخاء تطورت هذه التجارة إلى ما يشبه التنظيم فله عناصره التي تصفي الضحية ومن يقترب من هذا الموضوع ومن أطباء وممرضين متعاملين معهم و قيادة متنفذه مدعومة لدى الجهات العليا كل هذا يحيل -الدكتور- إلى ما يشبه ملاك الموت الأسود الذي ينظر إلى الإنسان على انه مكسب كل شيء فيه قابل للتجارة.. والبيع! وهو يقسم هذه التجارة الدموية إلى مفرق وجملة فالزبون الطيار الذي يسعى للحصول على كليه أو عضو لقريب له أو صديق غير الذي يشتري للتجارة فالكلية للأول تصل أسعارها إلى 500 دولار للزمر العادية و 1500 دولار للزمر النادرة ولديه جاهزية دائمة للحالات الطارئة طبعا بأسعار أعلى من السابق. أما من يتاجر إلى 50 دولاراً للكلية الواحدة و الأمريكان أولى من غيرهم ndash; حسب رأيه!!
ويستطيع من يجلس مع الدكتور أن يتداخل في المساومة معه كمن يشتري سجادة وتبدأ المفاصلة بلون العيون مثلا ومدى سلامتها مع صاحبها الأصلي ويقول إن مسؤوليته كاملة حتى تسليم العضو ومن ثم فهو غير مسؤول عن سوء التخزين أو عدم الخبرة الطبية ويقبض سلفا قيمة العضو ويقول إن أساس التجارة الثقة. الدكتور له رجاله وعملاؤه، وكثيرا ما صفي من جرؤ على تحديه وله في الحرس الوطني العراقي والأمن العراقي أياد يمررون له الكثير من المعاملات الخطرة بينما تغض القوات الأمريكية الطرف عنه لتعامله الدائم مع فرقها الطبية .. يقول إن كثيراً من الأعضاء البشرية العراقية تحيا في جنود أمريكيين جرحوا فأنقذتهم نفس الأعضاء التي ساهمت في الوصول إلى الموت!! يتنافس الدكتور مع غيره على تجارة الأعضاء وحتى مع الفرق الأمريكية التي تفوز هي في المنافسة تاركة له هامشا للربح إن شاء وله زبائن من أمريكا وأوروبا ودول شرق أوسطية عندما تغادر الدكتور تشعر بالغثيان والسرور بأنها استطاعت الإفلات من نظرات التفحص لتاجر ndash;ذئب ndash; يتفحص الجسد الذي أمامه كجزار ويحيل الشكل الإنساني إلى العملة الخضراء أو إلى الوجه الحقيقي *













التعليقات