د. عالية شعيب
جرس انذار من العيار الثقيل ربما، لكن لقضية قديمة قدم قوم لوط في القرآن الكريم، الذي اختصر بعظمته ومعجزاته الوجود والأزمان وما فيهما. وقبل أن استطرد أود ان تشاركوني حادثة بسيطة مررت بها من ايام في مقهى منعزل وجميل، آخذ أوراقي وأجلس بهدوء فيه للعمل.
يعرف النادل طلبي، ويجلب الشاي الأخضر دون كلام. دخل مجموعة من الشباب وبدأ الصخب يعلو والكلام الناعم والتعبيرات الموحية وارتبك جوي الجميل الهادئ. هممت بالرحيل حين توجه أحدهم لي متعرفاً علي وطالباً مني أن أشاركهم الجلسة. اعتذرت بهدوء متحججة بأوراقي والعمل وغيرها. لكنه أصر ونهض البقية معه يسحبونني لمجلسهم، رفعت نظري لأتأمل هذا الشباب الفتي الخالي من الرجولة، فالصدور الواضحة الماكياج الملابس الموحية وحركات الايدي، كل معه حبيبه، يضع يده عليه، محتضناً كتفه ويتشاركون في الشيشة ويقتربون جداً من بعض في الضحك والكلام. وشعرت بالدم يركض غضباً في عقلي.
قال أحدهم، دكتورة كنت معنا من فترة وبعدين تخليتي عنا. أجبته: لم أكن في يوم أو لحظة معكم، كتبت عنكم كنوع من التنبيه والتحذير والتوعية، وكتبت دراسة كاملة مفصلة عن شذوذ البنات. وقفز آخر يدلع: احنا موجودين سواء كنت معانا أو لا. لنا تجمعات وجمعيات ونشاطات ونشرات laquo;بسraquo; كلها في الخفاء مؤقتاً وستظهر للعلن في الوقت المناسب. قلت: لا يمكنكم اجبار المجتمع لتقبلكم. ومعارضتنا لكم من المحبة ومن خوفنا عليكم. انتم استثمار المستقبل. انتم اليوم طلبة، ولكن عندما تدخلون عالم الوظيفة، كيف ستواجهون المجتمع والناس. قال احدهم: عادي، laquo;غصبنraquo; عنهم يتقبلونا.
وانتبهت فوراً للشخص المتكلم ولا أدري ما أسميه، بشكله الغلط الفاضح، وسألته بهدوء: العفو، هل رأتك امك أو أحد من أهلك قبل الخروج من البيت. رد باستهزاء. laquo;وي دكتورة شخباري.. أمي! انا من أمس مو راد البيت. امي ما تدري عني وابوي كله مسافر ترى الأهل والاسرة شي قديم. بس موجود عندكم وفي الكتبraquo;، قتلني بكلماته هذه، وقلت وبعد.. ماذا بعد، والى اين انتم ذاهبون بأنفسكم وبالبلد. قالوا: نحن باقون على ما نحن عليه، وقريباً سنظهر على السطح. ونتمنى تكتبين عنا. وها أنذا أنقل كلماتهم ليس ايماناً بهم أو تشجيعاً لهم - والعياذ بالله - ولكن لعل الغافلين يستيقظون.
ها أنذا ارن الجرس من جديد وأرمي هذا الحجر الضخم في البركة الراكدة. وأقول للأستاذ النائب الكريم الذي طالب من ايام بأعلى صوته باغلاق محلات المساج الرجالية لما فيها من شبهات، أقول الشواذ ليسوا بحاجة لصالون لممارسة شذوذهم. الموضوع أكبر وأخطر. ولقد وعدني الاخوة - الاخوات بتزويدي بنشرة دورية خاصة بهم وبدوري سأسلمها للمسؤولين. ورغم انهم اختاروني كوسيط بين الجمهور وبينهم الا اني أترفع عن هذا الدور، راجية الله تعالى أن يحمي شبابنا ووطننا الغالي من كل الشبهات والافات.
- آخر تحديث :
التعليقات