الأثنين 5 فبراير 2007

سردار عبدالله

عندما يقف العالم، او جزء منه متفرجا على الاخطار وهي تكبر، فإن الكارثة قادمة لامحالة، والخطر الذي يهدد الامن والسلام العالميين يظل يكبر ايا تكن الحجج التي قد تبرر او لاتبرر الوقوف موقف المتفرج. لكن عندما يقف جزء من العالم متواطئا ndash; عن قصد او بدون قصد ndash; فإن الخطر عندما يكبر يمكن ان يخرج عن نطاق السيطرة، عندها لايعلم الا الله ماالذي سوف يحدث، والتاريخ مليئ بالامثلة المشابهة، لعل ابلغها صعودا هتلر والنازية التي اوصلت العالم الى كارثة الحرب العالمية الثانية واستخدام القنبلة الذرية.
عندما تحرر العراق من الديكتاتورية، لم يقف العالم كله مع العراق، بل ان الكارثة هي ان الكثير من بلدان العالم وحتى البلدان العربية، لم تكتف بالوقوف موقف المتفرج، بل وقفت ضد العراق في محنته، وكل ذلك تحت ذريعة الوقوف بوجه الهيمنة الامريكية في المنطقة والعالم. وبعيدا عن نوايا واهداف هذه الدول، كان خطر الارهاب الاصولي يكبر ويكبر، حتى جاوز كل الحدود التي كان يمكن تخيلها. وبعد كل هذه الحروب نجد الوضع اكثر خطورة من ذي قبل. الارهاب الاصولي يكبر وينتشر بصورة لم نشهدها من قبل، فها هو يبرز برأسه من افريقيا، وهاهو ينجح في اشعال فتنة طائفية في العراق، قد تهدد امن المنطقة برمتها، وهاهو يعود ليشكل خطرا كبيرا حتى في افغانستان. والقائمة تطول، هذا في حال اذا استثنينا العمليات الارهابية التي حدثت في دول اوروبية.
كان العالم متوهما من الوقوف ضد العراق، وكان منشغلا بمعاركه الدونكيشوتية مع امريكا، ونسي ان العراق قد يشكل الجبهة المركزية للارهابيين، وقد يتحول الى جبهة تعيد للارهاب فرصة الانطلاق مرة اخرى وتهديد كل العالم. اما الآن فإن على العالم ان يعترف بأن العراق يشكل حقا الجبهة المركزية للحرب على الارهاب، ومن هذا المنطلق يتوقف مصير الحرب العالمية بين الارهاب والعالم المتمدن على نتائج العملية السياسية في العراق، مما يحمل العالم مسؤولية الانتقال الى تحمل مسؤولياته تجاه العراق، ولايكفي الانتقال من موقف الضد الى موقف المتفرج، فنار الارهاب المندلعة قد تحرق المتفرجين قبل الآخرين.

[email protected]