الرأي العام

كشفت مصادر ديبلوماسية غربية لـ laquo;الرايraquo;، أن دمشق أبلغت laquo;حزب اللهraquo; في شكل مباشر الخميس والجمعة الماضيين، أن عليه اللجوء الى التصعيد. وقالت ان المسؤولين السوريين استغربوا laquo;اللهجة المرنةraquo; التي تضمّنها الخطاب الاخير للأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله، خصوصا حديثه عن ضرورة ايجاد تسوية سياسية في لبنان، واعتبروا هذا الكلام بمثابة تراجع أمام حكومة فؤاد السنيورة.

وأضافت أن المسؤولين السوريين المكلّفين التعاطي مع laquo;حزب اللهraquo; وجهوا ما يشبه اللوم الى الأمين العام. ورد مساعدو نصرالله بأن نواباً يمثلون الحزب لم يقصّروا في التصعيد، كذلك فعل مسؤولون حزبيون ركّزوا حملتهم على الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط وعلى قائد حزب laquo;القوات اللبنانيةraquo; سمير جعجع، الذي وقف أخيراً في وجه laquo; التيار الوطني الحرraquo; الذي يتزعمه النائب ميشال عون، حليف laquo;حزب اللهraquo;. وشرح مساعدو نصرالله، للسوريين أن لا مصلحة حالياً في التصعيد من اجل التصعيد، نظراً الى أن تحركاً للحزب في هذا الاتجاه يزيد من اتساع الهوة بين الشيعة والسنّة في البلد. ولهذا السبب يفضّل الحزب التركيز على جنبلاط بصفة كونه درزياً، وعلى جعجع بصفة كونه مارونياً، تفادياً لمواجهة مباشرة مع السنّة.

وذكرت المصادر أن هذا التوجه لـ laquo;حزب اللهraquo; لم يقنع السوريين الذين يصرّون في الوقت الراهن على الدخول في مواجهة مباشرة مع الحكومة اللبنانية بغية اسقاطها، حتى لو كان ثمن ذلك مواجهة ترتدي طابعاً سنّياً - شيعيّاً في أحياء بيروت. وقالت ان السوريين تخوّفوا من أي انهاء للاعتصام في وسط بيروت، معتبرين أن ذلك سيفسّر بانه خطوة كبيرة الى خلف يقدم عليها laquo;حزب اللهraquo;.

من جهة أخرى، كشفت مصادر عربية التقت جنبلاط في باريس قبل ايام، أن الزعيم الدرزي في غاية التشاؤم ازاء الوضع، ويرى أن لبنان يسير بخطوات ثابتة في اتجاه حرب اهلية. ونقلت عن جنبلاط أن النظام السوري الذي لا يستطيع سماع اسم المحكمة ذات الطابع الدولي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لا يرى لنفسه مخرجاً غير افتعال حرب اهلية، ايّا تكن النتائج التي ستترتّب على مثل هذه الحرب داخل سورية نفسها التي لا يمكن الاّ أن تتأثّر بمواجهة ذات طابع سنّي - شيعي في لبنان.

كذلك كشفت المصادر أن جنبلاط يعي تماماً أن حياته في خطر وانه مرشح للتعرّض لمحاولة اغتيال في اي لحظة.

وفي هذا السياق، أفاد مصدر أمني أن ليس مستبعداً تعرّض جنبلاط لمحاولة اغتيال ينفذها شخص من الطائفة الدرزية ينتمي الى احد الأحزاب الموالية للنظام السوري، مثل الحزب السوري القومي الاجتماعي أو غيره، تفادياً لتصوير أن المحاولة ذات طابع شيعي. ولم يستبعد تجنيد شاب درزي لتنفيذ هذه المهمّة، علماً أن كبار المسؤولين في دمشق على رأسهم الرئيس بشّار الأسد كانوا ذكروا مراراً في جلسات خاصة أن للنظام السوري، دروزاً موالين له تماماً، مثلما أن هناك دروزاً موالين لجنبلاط.