الأربعاء 7 فبراير 2007

فؤاد الهاشم

.. تناولت عشاء فاخرا في فندق laquo;مينا هاوسraquo; العريق بمنطقة الأهرامات وبدعوة من الزميل العزيز والدبلوماسي النشط laquo;نواف العنزيraquo; وبحضور النائب في مجلس الشعب عن الحزب الوطني السيد laquo;محمد الغريانيraquo;، وهو رجل دمث الخلق واشترى آخرته.. بدنياه! كيف؟! تبرع هذا النائب بأرض يملكها على النيل في مدينة laquo;مغاغاraquo; بوسط صعيد مصر، ثمنها - في السوق العقاري - يصل الى ثلاثين مليون جنيه مصري من اجل بناء مستشفى ومركز طبي ومسجد ودار لتحفيظ القرآن من أجل أهلها، ووصلت فيه الكلفة الشاملة - للمرحلة الأولى فقط - حوالي سبعين مليون جنيه، أي ما يعادل ثلاثة ملايين ونصف المليون دينار! يريد هذا النائب - أيضا - أن يضمن استمرارية المشروع بعد laquo;عمر طويل ان شاء اللهraquo; فقرر بناء مركز استثماري يأتي بمدخول مالي شهري للطاقم الطبي للمستشفى، وكذلك لعشرات الأسر الفقيرة التي تحصل على راتب شهري منه.. كمساعدة يبتغي منها مرضاة الله تعالى! لم يكتف بذلك، بل تبرع بعدة ملايين أخرى من الجنيهات لتحسين وتجميل وتبليط مداخل مجلسي الشعب والشورى الى درجة ان الرئيس حسني مبارك فوجئ بذلك الجمال والذوق والفخامة حتى في اعمدة الاضاءة وقال.. laquo;يا ريت كان عندنا خمسة من النائب محمد الغريانيraquo;! ابتدأ حياته التجارية في عام 1975 باستيراد الحديد ومواد البناء وأصبح اسم laquo;الغريانيraquo; ماركة مسجلة تعتمدها كل وزارات الدولة إذا ارادت لمنشآتها الجديدة.. الجودة والفخامة والذمة.. النظيفة!! اقول قولي هذا وانا اعرف نوابا في مجلس الأمة دخلوا البرلمان وهم على.. laquo;بساط الحميد المجيدraquo;، وخلال السنة الأولى أو الثانية توالدت الأرقام والأصفار في حساباتهم الجارية كالبكتيريا، وتضخمت دفاتر شيكاتهم كالأورام السرطانية، ومع ذلك، لم نسمع ان احدهم laquo;هز جيبه شويةraquo; وتبرع بترميم مدارس مثل ثانوية laquo;جابر الأحمدraquo;، أو أرسل طلاب علم الى الخارج أو بنى حديقة أو دار حضانة أو أنشأ معهدا للمعاقين.. وغير ذلك كثير!! نعم، لو كان هناك خمسة laquo;غريانيraquo; في مصر وخمسة laquo;غريانيraquo; في الكويت، وخمسة laquo;غريانيraquo; في كل بلد عربي، لأصبحنا أكبر منافس لـ.. سويسرا!!