عطاء الله مهاجراني

كان بنيامين نتنياهو يشبه إيران بألمانيا النازية، بمعنى اننا في عام 1938 وإيران هي ألمانيا، والآن يعد أحمدي نجاد العدة لهولوكوست أخرى. وأكد نتانياهو أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدا ليس لإسرائيل حسب، وإنما أيضا للعالم الغربي بأسره. وبينما ينفي الرئيس الإيراني حدوث الهولوكوست، فانه يعد لهولوكوست اخرى للدولة اليهودية.

وهذا تفسير خاص من جانب نتنياهو، فما هو مرشده في التفسير؟

في الفلسفة يناقش بعض الفلاسفة العلاقة بين الفعل laquo;يكونraquo; والفعل laquo;ينبغيraquo;. وعندما يقول نتنياهو انه عام 1938 وان إيران هي ألمانيا، فانه من الطبيعي ان ننتظر العاقبة. فهذا التشبيه هو منهج تفكير او تبسيط للمسألة. فنتنياهو كان يتحدث في إذاعة الجيش الإسرائيلي، ولمح إلى أن إسرائيل تمتلك القدرات العسكرية الضرورية لمنع التهديد النووي الإيراني. ويقول نتنياهو laquo;لا أريد أن أحلل القدرة المطلوبة لإزالة التهديد الإيراني ولكن هذه القدرة موجودةraquo;.

ويبدو ان نتنياهو يهيئ نفسه لحرب ضد إيران. هل يفكر الناس والسياسيون والكتاب والفلاسفة الإسرائيليون بالطريقة ذاتها، التي يفكر بها رئيس الوزراء السابق؟

وبعد الحرب بين إسرائيل ولبنان هل تعتقد إسرائيل بحرب أخرى؟ وهل تبرير نتنياهو لحرب على إيران منطقي أو مقبول؟ ما هو دليله؟ وعندما يقارن عام 1938 بعام 2007 كيف يقارن بين هاتين الفترتين؟ قرأت تعليقا في صحيفة laquo;يديعوت أحرونوتraquo; الإسرائيلية كتبه ناثان فريدمان، وفيه جاء ان laquo;نتنياهو وأولمرت كلاهما يخبراننا نحن في الولايات المتحدة، أنه يجب إيقاف إيران. كان هذا هو الشيء ذاته قبل الحرب على العراق، عندما ابلغنا الإسرائيليان باراك وشارون، بالتهديد الذي كان يشكله العراق. إسرائيل تستخدم الفقاعة ذاتها كما فعل بوش وانتهى الاثنان إلى موقف أضعفraquo;.

ومن ناحية أخرى قال الحائز جائزة نوبل روبرت أومان من الجامعة العبرية في القدس في مؤتمر هرزليا: laquo;والآن بعض الكلمات حول تهديد ثالث ربما يكون الأعظم بين كل التهديدات. انه لا يأتي من إيران. وليس من الجماعات الإرهابية ولا من أي مصدر خارجي. انه يأتي من داخلنا. لقد التقينا العدو وهو نحن. بدون أي دافع نحن لن نحتمل ما نقوم به الآن؟ لماذا نحن هنا؟ وماذا نطمح إليه هنا؟ نحن هنا لأننا يهود؛ ولأننا صهاينة... ستنهينا المرحلة إلى ما بعد الصهيونيةraquo;.

ماذا حدث في إسرائيل؟ لماذا يشعر البروفسور أومان، الذي دافع عن الحرب في خطابه عند استلامه جائزة نوبل يوم 8 ديسمبر 2005، بالقلق الآن عن مرحلة ما بعد الصهيونية؟

أظن أنه على حق حينما يركز على الدافع؟ حينا سأل شخص ما الدكتور توبين الذي حصل هو الآخر على جائزة نوبل للاقتصاد، إن كان ممكنا اختصار معنى الاقتصاد بكلمة واحدة، كان جوابه: نعم. والكلمة هي الحافز. الاقتصاد هو حول الحوافز. حتى الثورة تخلق حافزا وطنيا أيضا. والثورة هي ثمرة الحافز، لذلك نحن نجد الوطن على استعداد للتخلي عن حريته واستقلاله، وهذا يعني أننا نشهد أفضل رمز للحافز في البلدان الثورية. وأعني الحوافز الناجمة عن الثورة هي أقوى من الحوافز الناجمة عن الاقتصاد.

متى سيتعزز هذا الحافز؟ هل سيصبح أقوى حينما يدافع الشعب عن حكومته؟ الجواب واضح.. حينما يواجه تهديدا أو حينما يشعر بأن دولا أخرى ضده. وهل يجب إبقاء المعرفة والعلوم حكرا على الغرب؟ إنه من الواضح أن الطاقة النووية هي حجر الزاوية للتطور. إنها غلطة كبيرة من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا أن تقوم بتجديد طاقتهما النووية مع إسرائيل بينما يكون ذلك ممنوعا على إيران.

والآن يمتلك الإيرانيون حافزا قويا للتقدم وتقوية استقلالهم، ومن الواضح أن هناك تعددية حزبية في إيران، حيث هناك بعض الأحزاب تنتقد الحكومة، لكن ذلك لا يعني أنها لا تدافع عن وطنها. التقيت في الفترة الأخيرة امرأة إيرانية تعمل في البي بي سي بلندن وقالت: أنا على استعداد للتضحية بروحي من أجل بلدي، وهي ليست متدينة ولا ترتدي الحجاب وهي مثال بسيط يوضح عمق الحوافز الإيرانية.

من جانب آخر أوّل بريزنسكي هذا الأمر قائلا: laquo;يمكن لأي هجوم أميركي على إيران أن يشبه هجوم هتلر على بولندا يوم 1 سبتمبر 1939raquo;.

فمن هو هتلر إذن؟