الجمعة 16 فبراير 2007

تفاؤل حذر بإمكان إحياء التسوية في لبنان

بيروت - الخليج

ldquo;الكلام السياسيrdquo; لزعيم الأكثرية اللبنانية رئيس ldquo;تيار المستقبلrdquo; النائب سعد الحريري، وما يشبه طرح المقايضة الذي عرضه في خطابه أمس الأول في الذكرى الثانية لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، بين المحكمة الدولية وبين مطلب المعارضة لحكومة وحدة وطنية، فتح الباب أمام احياء المبادرات الداخلية لإيجاد تسوية للأزمة، بالتوازي مع المشاورات الايرانية السعودية الجارية على قدم وساق، والتي اعاد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني تزخيمها بزيارته أمس الأول الى السعودية ولقائه نظيره الامير بندر بن سلطان، قبل أيام قليلة من الزيارة المرتقبة للرئيس السوري بشار الاسد الى طهران، حيث سيكون الملف اللبناني ابرز الملفات المطروحة للنقاش، خصوصاً ان الحريري جدد التأكيد ان قنوات الاتصال بينه وبين رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي مفتوحة، وأمل، في حديث الليلة قبل الماضية الى محطة ldquo;سي إن إنrdquo; الامريكية، بتقوية الحوار مع بري لحل المشاكل السياسية، مع تواتر الحديث عن لقاء قريب مرتقب بينهما، بعد سلسلة اتصالات بين الجانبين، آخرها منذ يومين، مهّدت لتخفيف التوتر في العلاقة.

وقد جاءت كلمة الحريري ldquo;السياسيةrdquo; لتكسر حدة الازمة، ولتشيع تفاؤلاً حذراً عند اللبنانيين، حيث رحب بري بها، وأكد، في حديث صحافي، انه رأى فيها ldquo;فتحاً للأفق وكلاماً معقولاًrdquo;، مشيراً الى انه يرحب باللقاء مع الحريري، وهو على تواصل دائم معه. وانتقد بري التصريحات النارية لكل من جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في ldquo;القوات اللبنانيةrdquo; سمير جعجع، وأوضح انه ldquo;استمع بقلة ارتياح الى بعض الكلمات التي ألقيت في مهرجان الاربعاء رغم خلوّها من الكلام السياسي، لكنه ارتاح عندما استمع الى الحريري لأن مجرد الكلام بلغة الحوار يمثّل علامة إيجابية تحتاج إليها البلادrdquo;. وأوضح أن الاتصالات العربية جارية وأنه تواصل قبل أيام مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ولم يسمع منه كلاماً عن قرب قدومه الى بيروت، لكنه أكد له انه مرحب به في أي وقت وأن المعارضة ترحّب بعودته وليس كما يشاع. وقال بري إنه اطلع من موسى على نتائج اتصالاته، وعلى أن هناك حاجة إلى مزيد من التشاور. كما أبدى بري ارتياحه الى انتقال المسؤول الإيراني علي أكبر لاريجاني من جديد الى السعودية آملاً أن يظل الأفق مفتوحاً أمام حل قريب.

في هذه الاثناء، تترقب الاطراف المعنية بحل الازمة الكلمة السياسية التي سوف يلقيها الامين العام ل ldquo;حزب اللهrdquo;، السيد حسن نصر الله، اليوم، في ذكرى استشهاد القياديين في الحزب الامين العام السابق السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب، والتي يتوقع ان تحمل رداً رسمياً للحزب على ldquo;طرح المقايضةrdquo; الذي عرضه النائب سعد الحريري، وموقف الحزب من التطورات على الحدود اللبنانية الجنوبية، وتأكيده استمرار الحزب على خيار المقاومة، علماً أن النائب عن ldquo;حزب اللهrdquo; في البرلمان حسين الحاج حسن كان أبدى ارتياحاً لخطاب سعد الحريري، وأكد استعداده للموافقة على اقرار المحكمة، ولكن بعد ادخال تعديلات عليها.

من جانبه، رحب رئيس تكتل التغيير والاصلاح، المعارض، العماد ميشال عون بطرح الحريري، وقال ldquo;ان كلامه مهم إذا كان قادراً على ان يتوافق مع القيام بخطوات شجاعة، كما طرحrdquo;.

واكد عون، في تصريحات له أمس، ان المعارضة جاهزة للقيام من جهتها بقرارات شجاعة من اجل حل الازمة، لكنه كان حذراً في الاغراق في التفاؤل، حيث لفت الى مفارقة تكمن في ان ما قاله الحريري وطرحه يتناقض كلياً مع ما قاله حليفاه وليد جنبلاط وسمير جعجع اذ رفض الأخير اعطاء المعارضة ldquo;الثلث الضامنrdquo;.

وعن خطوات المعارضة الأخيرة المقبلة، قال عون ldquo;نحن في انتظار موقف الحريري من المبادرات الجاريةrdquo;.

من جهتها، أكدت مصادر الموالاة أن كلام سعد الحريري فتح باب الحوار مع المعارضة على مصراعيه، ورأت أن الكرة الآن هي في ملعب المعارضة. وإذ قلّلت من ردات الفعل حول كلام النائب وليد جنبلاط، وأنه ليس بقصد تعطيل التسوية المحتملة، كما اتهمه ldquo;حزب اللهrdquo;، فإنها رأت في المقابل أن جنبلاط بعث بخطابه الناري غير المسبوق، لأنه يعتبر أن المشكلة التي تعترض الحل سورية، وليست لبنانية، وأن هجومه على النظام السوري هو في هذا الاتجاه (...).

وأكدت الأوساط أن الأمور ذاهبة نحو التهدئة، وليس نحو التصعيد، وتوقعت أن تكون الأزمة سائرة نحو الحل قبل حلول موعد القمة العربية في الرياض نهاية آذار/مارس القادم.