معلومات متضاربة في بغداد عن مكان الصدر وأنباء عن وجوده في الأهوار ...


بغداد - الحياة


تحاول الأطراف السياسية السنية في العراق النأي بنفسها عن المواقف laquo;المتشددةraquo; لـ laquo;هيئة علماء المسلمينraquo;، خصوصاً موقفها من الخطة الأمنية الجديدة، التي أعلنتها الحكومة، الساعية الى احتواء مسلحين وميليشيات، في نطاق تنظيم laquo;اللجان الشعبيةraquo; التي كلف تشكيلها رئيس هيئة اجتثاث البعث أحمد الجلبي، وعضو الهيئة علي اللامي، والقيادي في laquo;الحزب الاسلاميraquo; نصير العاني.

الى ذلك، اتهم نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي أمس laquo;هيئة العلماءraquo; بالخروج عن دورها الديني وبدئها التدخل في القضايا السياسية، معتبراً ذلك laquo;مأخذاً كبيراً عليهاraquo;.

وقال في تصريحات الى laquo;الحياةraquo; ان laquo;السنة ليست لديهم مرجعية دينية كالشيعةraquo;. ووجه انتقاداً لاذعاً الى وزير الدفاع السني واتهمه بـ laquo;الضعف وعدم الكفاءةraquo;.

من جهة أخرى، علمت laquo;الحياةraquo; ان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر وعدداً من زعماء تياره وقادة laquo;جيش المهديraquo; موجودون في منطقة الأهوار، حيث كان يلجأ معارضو النظام السابق.

واشترك laquo;الحزب الاسلاميraquo; الذي يرأسه الهاشمي في إقرار نظام laquo;اللجان الشعبيةraquo; التي يتوقع ان تشكل في بغداد حسب توزيعها الطائفي. وأكد اللامي أن هذه اللجان laquo;شكلت باقتراح من رئيس الوزراء نوري المالكي الذي كلف الجلبي والعاني الاشراف عليهاraquo;.

وأوضح اللامي لـ laquo;الحياةraquo; اسلوب تشكيل اللجان، فقال ان laquo;اختيار اعضائها سيتم بحسب المناطق، فالحي الذي يبلغ تعداد سكانه مليون نسمة يتم اختيار 1000 منهم ليشكلوا حلقة أو لجنة الحيraquo;، و laquo;تعتمد الهيئة في اختيار عناصر تلك اللجان على نظام المحاصصة الطائفية او الحزبية لتفادي الاختراقات التي قد تحصلraquo;.

ويرى مراقبون ان نظام اللجان الشعبية وسيلة لاحتواء مسلحين وميليشيات اخترقت الأجهزة الأمنية ونفذت مجازر بغطاء رسمي. لكن اللامي استبعد ذلك، وأكد أن laquo;اختيار العناصر المسلحة في هذه اللجان سيتم بإشراك شيوخ العشائر ووجهاء الأحياء البغدادية وبعض رجال الدين وممثلي مؤسسات المجتمع المدني وأعضاء مجالس بغداد. ولن تشهد اختراقات كالتي حصلت في الجيش والشرطةraquo;. وستضطلع اللجان الشعبية بمراقبة ومشاركة القوات العراقية في عمليات الدهم.

وسبق للمشروع أن طرح في مراحل مختلفة ورفض على مستويات عدة، لأن اللجان قد تتحول إلى ميليشيا مناطقية، وتزيد المشكلة تعقيداً بدلاً من حلها.

ويرى الهاشمي ان الحكومة laquo;تأخرتraquo; في حل مشكلة الميليشيات، وان تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر laquo;استطاع ادارة الأزمة بذكاء وتجاوز الموقفraquo; عبر laquo;الانحناء أمام العاصفةraquo;، وقال ان الميليشيات laquo;أخفت أسلحتها قبل انطلاق الخطة الأمنية وهرّبت قادتها الى الخارجraquo;.

الى ذلك، نفى الشيخ سهيل العقابي، القيادي في التيار الصدري، مغادرة مقتدى الصدر الى ايران، وقال لـ laquo;الحياةraquo; ان laquo;ما تردد حول ذهابه الى ايران محض أكاذيب عارية عن الصحةraquo;. لكن النائب سامي العسكري من كتلة laquo;الائتلافraquo; الشيعية أكد ان الصدر موجود في طهران، وقال انه laquo;في زيارة قصيرة ليبحث قضية الحوار الايراني - الاميركيraquo;، وأخذ على أنصاره نفي الخبر.

وعلمت laquo;الحياةraquo; من مصادر مطلعة ان الصدر وعدداً كبيراً من قادة laquo;جيش المهديraquo; موجودون على الحدود العراقية - الايرانية، في منطقة الأهوار، التي كانت ملجأ الجهات المعارضة للنظام السابق.