الأثنين 26 فبراير 2007

التهديدات الارهابية في بريطانيا بلغت أعلى مستوياتها

لندن - عمر حنين

كشفت وثائق بريطانية امس ان رئيس الوزراء توني بلير تجاهل تحذيرات الرئيس الفرنسي جاك شيراك حول العواقب ldquo;الكارثيةrdquo; لاجتياح العراق، وان التهديد بشن هجوم ارهابي في بريطانيا من قبل اسلاميين يعيشون ويقيمون داخل المملكة المتحدة بلغ اعلى مستوياته منذ احداث 11 سبتمبر ايلول 2001 في الولايات المتحدة.

فقد اعلن مستشار سابق مقرب من رئيس الوزراء البريطاني ان بلير تجاهل تحذيرات الرئيس الفرنسي شيراك حول العواقب ldquo;الكارثيةrdquo; لاجتياح العراق. وقال السير ستيفن وال المستشار السياسي السابق الابرز لبلير ان رئيس الوزراء ومستشاره الاعلامي آنذاك الستير كامبل قاما عمدا بتقديم صورة سلبية عن معارضة فرنسا لاجتياح العراق لتبرير خيارهما بالقيام بهذه العملية. وجاءت هذه التصريحات في اطار الحلقة الثانية من وثائقي مؤلف من ثلاث حلقات تبثه هيئة الاذاعة البريطانية ldquo;بي بي سيrdquo; حول رئيس الوزراء البريطاني ويحمل عنوان ldquo;بلير: القصة من الداخلrdquo; ويبدأ بثه الثلاثاء المقبل. وينقل ستيفن وال كلاما لبلير قاله له اثناء رحلة كان يتوجه فيها الى قمة اوروبية في اكتوبر/تشرين الاول ،2002 وتحدث خلالها عن تحذيرات جاك شيراك بخصوص العراق. وقال شيراك كما نقل عنه ldquo;ليو لن يشكرك ان قدت بريطانيا الى الحربrdquo; في اشارة الى المولود الاخير لبلير. وبحسب وال فان الرئيس الفرنسي وصف بقوة لرئيس الوزراء البريطاني ldquo;العواقب الكارثيةrdquo; لاطاحة صدام حسين. واضاف وال ldquo;ان توني بلير لم يعر اي اهتمام لما قاله شيراك. بل نظر الى السماء وقال ldquo;آه جاك، العجوز العزيز جاك، فهو لا يدرك شيئا، أليس كذلكrdquo;.

وكان بلير وكامبل قررا فضلا عن ذلك تحميل شيراك مسؤولية المأزق الدبلوماسي بخصوص استصدار قرار ثان من مجلس الامن الدولي لمنع اجتياح العراق. وأوضح المستشار السابق ldquo;أتذكر تلك اللحظة لانني كنت بالصدفة في الممر (في داونينيج ستريت) عندما كان (بلير) والستير كامبل فيه ايضا وقررا لعب الورقة المعادية لفرنساrdquo;. وأضاف ldquo;وسنحت لهما الفرصة عشية ذلك عندما اعطى الرئيس شيراك مقابلة تلفزيونية قال فيها (...) ان فرنسا ستستخدم حق الفيتو ضد اي قرار يجيز الحربrdquo;.

من جهة اخرى نقلت صحيفة ldquo;صنداي تلجرافrdquo; عن تقرير سري للحكومة ان ما قد يصل الى اكثر من الفي شخص مقربين من القاعدة، اي اكثر بكثير مما كانت تقدره حتى الآن اجهزة الاستخبارات، يعدون لهجمات انتحارية على اهداف غير استراتيجية. واضافت الوثيقة ان ldquo;مستوى خطط القاعدة لشن هجمات في بريطانيا وعدد المستعدين للمشاركة في هجمات هو اعلى مما كنا نتوقعrdquo;. وتابعت ldquo;لا نزال نعتقد بأن القاعدة ستحاول البحث عن فرص لشن هجمات واسعة النطاق على اهداف وبنى تحتية اساسية. وهذه الهجمات يتوقع ان تنفذ عبر عمليات انتحاريةrdquo;. واوضحت الصحيفة ان ldquo;المخططات لشن هجماتrdquo; ضد بريطانيا ستأخذ حجما اكبر هذه السنة ،2007 معتبرة بحسب التقرير السري أن القاعدة تملك موطىء قدم في كل دولة تعد غالبية اسلامية.

والوثيقة التي تحمل اسم ldquo;معطيات حول تهديد المتطرفينrdquo; تشير الى ان افغانستان ستتجاوز العراق كقاعدة للهجمات الارهابية ضد القوات الغربية.

واعتبرت الوثيقة انه ldquo;مع العنف الذي يتكثف في افغانستان والذي اصبح في صلب تغطية وسائل الاعلام، ستصبح هذه الدولة اكثر جذبا للاجانب الراغبين في الجهادrdquo;.

وكانت اليزا مانينجام بولر رئيسة جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية ldquo;ام اي 5rdquo; اعلنت في نوفمبر تشرين الثاني الماضي ان عناصر جهازها يلاحقون اكثر من 1600 مشتبه ينتمون الى 200 مجموعة وغالبيتهم على علاقة بالقاعدة. وفي يوليو تموز 2005 وقعت اربع هجمات في وسائل النقل العامة في لندن ما ادى الى سقوط 56 قتيلا بينهم المنفذون الاربعة.