الخميس 1 مارس 2007


كشف الشاب الفلسطيني مروان الجبور تفاصيل معاناته في أحد السجون السرية التابعة للمخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وقال الجبور وهو في الثلاثين من العمر إنه أمضى اشهرا طويلة عاريا ومكبل اليدين في عزلة تامة داخل زنزانة ضيقة في مكان مجهول، وروى لمنظمة هيومن رايتس ووتش الأمريكية المعنية بحقوق الإنسان في تقرير لها نشرته أول أمس أنه ولد في الأردن ونشأ في السعودية قبل أن ينتقل عام 1994 إلى باكستان. وقال اعتقل في التاسع من مايو / أيار عام 2004 في لاهور (باكستان) وبعد أن أمضى أربعة أيام صعبة جدا لدى الاستخبارات الباكستانية، نقل الى منزل خاص في إسلام اباد ثم تم تحويله إلى سجن حيث استجوبه عناصر أمريكيون مطولا. وبعد شهر نقل في طائرة إلى سجن آخر تحت حراسة أمريكية حصرا ولم يكشف له أحد عن مكان وجوده غير أن مدة الرحلة الجوية والطعام الذي قدم له إضافة إلى الطقس وبعض الإيحاءات في كلام العناصر الذين استجوبوه جعلته يعتقد انه في أفغانستان. ونزعت عنه ثيابه لدى وصوله ووضع في زنزانة بدون نوافذ لا تفوق مساحتها مترين تبقى فيها الإنارة مضاءة باستمرار ولا تحتوي سوى على دلو وغطاءين قديمين وأبقيت إحدى يديه مكبلة أرضا وكان مراقبا بشكل متواصل بواسطة كاميراتين وميكروفون مثبتة على الجدران. وفي اليوم التالي، حلق الحراس شعره ولحيته واقتادوه إلى قاعة استجواب حيث صور جسده العاري بشكل مفصل وفق إجراء خضع له مجددا لدى خروجه من السجن بعد سنتين. وحين لم يكن يبدي تعاونا مرضيا، كان يكبل ساعات في وضعيات مؤلمة إلى حد لم يعد يقدر على التنفس، أو يخضع لسماع موسيقا شبيهة بموسيقا أفلام الرعب بصوت عال جدا. كما هدده الأمريكيون بزجه في ldquo;قفص للكلابrdquo; وقال انه اضطر إلى الانتظار 18 شهرا قبل ان يشاهد نور الشمس مجددا وتزال السلاسل عن قدميه. وبالرغم من توسله المستمر، لم يسمح له يوما بتوجيه أي رسالة إلى زوجته وبناته الثلاث كما انه لم يتمكن من التكلم إلى معتقلين آخرين إلا بصورة عابرة جدا وخلسة وقد خضع لعزلة تامة في السجن.