الجمعة 2 مارس 2007


فرنسا توافق على المشاركة في مؤتمر بغداد

بغداد، القاهرة، دمشق، موسكو - الخليج

اكد العراق ان مؤتمر بغداد سيوفر فرصة لامريكا للحوار مع فرقائها، ورجحت روسيا لعب دور الوسيط بين واشنطن ودمشق وطهران، وأكد مصدر سوري ان بلاده ستطرح ورقة تؤكد فيها ان الحل في العراق ليس بالقوة العسكرية وستدعو الى اعادة النظر بالدستور، ودعت الجامعة العربية الى تضافر الجهود كافة لمساعدة العراق، وأعلنت بريطانيا وفرنسا رسميا المشاركة في المؤتمر، الذي رأى محللون امريكيون انه فرصة سانحة لبلادهم لحل الخلاف مع إيران.

فقد أكد مستشار رئيس الحكومة العراقية سامي العسكري امس أن المؤتمر الدولي الذي سيعقد في بغداد في العاشر من مارس/ آذار الجاري سيوفر فرصة للادارة الامريكية للحوار مع فرقائها في المنطقة. وقال إن الهدف الرئيسي للمؤتمر هو الحصول على ldquo;دعم دولي لمسار الديمقراطية والحكومة العراقية ومشروع المصالحة الوطنية في البلاد والتأكيد على دور بلدان الجوار بضرورة ضبط حدودها واحترام العراق وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وعدم استخدام أراضيها كممرات للارهابيينrdquo;. وأضاف أن المؤتمر سيوفر كذلك ldquo;فرصة للادارة الامريكية للحوار مع فرقائها في المنطقةrdquo;. وقال العسكري ldquo;إن المؤتمر سيكون حكوميا بالدرجة الاساسية وسيحضره وزراء خارجية الدول التي تمت دعوتها من قبل الحكومة العراقية فضلا عن حضور آخرين على مستوى خبراء ولا مكان لحضور جماعات أخرى مثل البعثيينrdquo;، وذلك فيما يبدو ردا على معلومات اكدت ان سوريا ستطرح ورقة للبعثيين العراقيين.

وقالت ldquo;البينة الجديدةrdquo; العراقية امس إن ldquo;المؤتمر هو بمثابة تدويل للقضية العراقية وإن من ثمار ذلك تحقيق مصالحة وطنية بين الاطراف التي توالي إيران والاخرى التي توالي سورياrdquo;. وتابعت أن المؤتمر ldquo;سيفتح الطريق واسعا أمام حلول جذرية للعنف المتصاعد في العراق وإيجاد أرضية صالحة لبناء مشروع عراقي جديد واعدrdquo;. وكشفت أن ldquo;الجماعات البعثية التي تنضوي تحت قيادة يونس الاحمد وهو قيادي بارز في حزب البعث المنحل على استعداد للمشاركة في العملية السياسية تحت اسم جديد سيعلن في وقت لاحق، وستطرح سوريا ورقته في حين ستجد الجماعات البعثية الاخرى بزعامة عزة إبراهيم الدوري (الرجل الثاني في النظام العراقي السابق) عزلة كبيرة لارتباطها الوثيق بتنظيم القاعدةrdquo;.

وقال مصدر سوري رسمي ان الوفد السوري سيكون برئاسة احمد عرنوس مساعد وزير الخارجية، واشار الى ان دمشق ستقدم ورقة تستند إلى اربع نقاط رئيسية هي: الحل غير ممكن بالوسائل العسكرية، بل لابد من مقاربة سياسية، وجدولة الانسحاب شرط نجاح المصالحة الوطنية، وإعادة النظر في الدستور بما يضمن حقوق جميع العراقيين، وإعادة بناء الجيش وقوات الامن العراقية على اساس وطني بعيدا عن الجهوية والمذهبية وحل المليشيات كافة.

وأكد رئيس وفد الجامعة العربية إلى المؤتمر أحمد بن حلي أن الجامعة مع أي جهد يبذل لمساعدة العراق في الازمة التي يواجهها الآن. وقال ابن حلي امس الخميس إن الازمة العراقية ldquo;ترتبط عناصرها مع دول الجوار والمتمثلة في البعد الاقليمي إلى جانب البعد الدوليrdquo;. وطالب بضرورة ldquo;تضافر الجهود وتنسيقها على المستوى العربي والاقليمي مع المستوى الدولي.. ونراها فرصة لطرح خطة عمل لمساعدة العراقيين لتفادي ما يمكن أن يمس نسيج المجتمع العراقي والانطلاق نحو منع الفتنة الطائفية وإعادة الامن والاستقرار في العراقrdquo;. وأعرب المسؤول العربي عن اعتقاده بأن ldquo;وجود هذه الاطراف المعنية مباشرة بالحالة في العراق يمكن أن يكون انطلاقة جديدة لمعالجة هذه الازمة المترابطة الخيوط والمتعددة الاطراف والتواصل إلى توافق في الرأيrdquo;. وأكد ابن حلي أن ldquo;الجامعة العربية على استعداد لدعم خطة الرئيس الامريكي جورج بوش في العراق إذا كانت ترمي إلى الخروج من العراق وتسليم مقاليد السلطة إلى العراقيين فنحن نساعد على إعادة العراق إلى وضعه الطبيعي والاستقرار والامن وخروج القوات الاجنبيةrdquo;.

وأعلن متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية الخميس ان بلاده ستشارك في مؤتمر بغداد، وقال ldquo;سيكون لنا حضور رسمي في المؤتمر على مستوى رفيعrdquo; الا انه لم يكشف عن تفاصيل. وأعلنت فرنسا الليلة قبل الماضية أنها قررت الرد بشكل إيجابي على دعوة الحكومة العراقية للمشاركة في المؤتمر. واعلنت كل من الولايات المتحدة وفرنسا وسوريا مشاركتها في المؤتمر الا ان ايران لم تعلن مشاركتها بعد.

وقال وزير الخارجية الروسي ان بلاده مستعدة عندما تقدم اليها الدعوة للمساعدة في التسوية العراقية، وشدد ان روسيا ليست ممن يتشفى او يشمت، مشيرا الى موقف بلاده الواضح من غزو العراق، وأضاف ان موسكو تريد ان تعمل مع الاخرين من اجل منع انهيار كارثي في العراق، لأن آثاره ستكون قاسية على مناطق حساسة اخرى في العالم. وشدد لافروف على اعادة بناء الجيش العراقي على اساس وطني وتسليحه جيدا وشطب ديون العراق، وإجراء مصالحة وطنية حقيقية. وقال ميخائيل مارجيلوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفيدرالية (الغرفة العليا للبرلمان) إنه من الممكن أن تكون مشاركة بلاده في المؤتمر نافعة من وجهة نظر الموقف الذي تتمسك به موسكو في حل قضايا الشرق الأوسط. وأضاف أنه ldquo;بوسع روسيا أن تكون مشاركاً مهماً كامل الحقوق في هذه الفعالية. وبوسع ممثلي روسيا القيام بدور الجسر بين الأمريكيين والسوريين وبين الأمريكيين والإيرانيينrdquo;. وقال إنه من الممكن أن تكون مشاركة روسيا في هذا المؤتمر نافعة لأنه لدى روسيا موقف واضح من قضية التسوية في العراق مبني على ضرورة صيانة سيادة ووحدة أراضي البلد وحق العراقيين في تقرير المصير.وأعلن مارجيلوف أن ldquo;قرار المشاركة الروسية ومستوى المشاركة قيد الدرس في الوقت الحاضرrdquo;.وشدد المتحدث باسم الخارجية الروسية على الحاجة الى اختراق باتجاه تسوية سياسية للازمة العراقية.

ورأت ldquo;واشنطن بوستrdquo; الصادرة امس الخميس في اعلان الادارة الامريكية المشاركة في مؤتمر العراق، فرصة لايجاد حل دبلوماسي للخلاف مع إيران في ملفها النووي وقالت ldquo;من المحتمل أن تواصل إيران البحث عن مخرج تقوم بموجبه بالاستجابة لمطالب مجلس الامن بتجميد عمليات تخصيب اليورانيوم دون إعطاء انطباع بأنها استسلمت. وأحسنت الادارة الامريكية صنعا عندما لم تستبعد بشكل كامل حدوث لقاء بين ممثلين أمريكيين وإيرانيين على هامش مؤتمر بغداد وذلك على الرغم من إصرار الادارة على موقفها بربط المفاوضات الرسمية المباشرة مع إيران بتجميدها نشاط تخصيب اليورانيومrdquo;.