أمراض الشيخوخة في تونس: مليون مسنّ مهدّدون... والأعصاب والمخّ في الصدارة

تونس ـ الشروق


ناهزت نسبة المسنين في تونس 9 حسب الاحصائيات الأخيرة بما يعادل مليون شخص من الشعب التونسي وهذه النسبة في تزايد باعتبار انقلاب قاعدة الهرم السكاني التونسي من شباب الى شيوخ، وبناء على هذه المعطيات تستوجب تحرّك المختصين والهياكل المعنية للاحاطة بالمسنين وتوفير طرق العلاج المناسبة.
ونظمت رابطة المناضلات التابعة للاتحاد الوطني للمرأة التونسية مساء أول أمس مائدة مستديرة حول أمراض الشيخوخة.
وقدمت الدكتورة ابتسام بن حمّودة أخصائية في أمراض الأعصاب والمخّ عن بعض أنواع أمراض الشيخوخة التي تصيب المسنين.
وقالت: laquo;أن المسن هو الذي يتجاوز سنّه 65 سنة والارتفاع في النسبة ناتج عن ارتفاع أمل الحياة وانخفاض عدد الوفايات وتحسّن ظروف العيش والوقاية من عدّة أمراضraquo;.
وذكرت أن هذا التطور يؤدي الى تكاثر الأمراض التي تهمّ فئة المسنين وتتطلب تجنيد موارد بشرية وزيادة في طاقة المراكز الصحية والاجتماعية التي تعتني بهذه الفئة.
وانطلاقا من اختصاصها قالت أن هناك ثلاثة أمراض تهمّ الشيخوخة وهي حوادث الأوعية الدموية الدماغية ومرض العثة (حيث يصبح المريض معتوها)، ومرض الباكنسون Packinson الذي يتعلق ببطء الحركة الخفيف.

وفيما يتعلق بحوادث الأوعية الدموية أفادت أنها تؤدي الى جلطة المخ أو تمزّق في الأوعية أو نزيف دموي بالمخ، وهي متواجدة بكثرة في جميع أنحاء العالم وتؤدي الى الوفاة والاعاقة النصفية.
ومن العوامل المؤدية الى كثرة هذه الأمراض نتيجة التقدم في السن وارتفاع ضغط الدم والتدخين والسمنة وعدم ممارسة الانشطة الرياضية والمشي، ومرض السكري وارتفاع نسبة الشحوم في الدم (الكولسترول).

ومن الأسباب الاخرى نجد انسداد عروق المخ وأمراض القلب.
وأشارت الى أن هذا المرض كلما تمت معالجته بصورة مباشرة كلما كان أفضل والاعاقة تكون أخف.
وفيما يتعلق بمرض العثة قالت هذا المرض يؤدي الى ضعف الذاكرة وهو مرض مشهور ومعروف من قبل الجميع تقريبا لأنه انتشر بصورة ملحوظة خلال السنوات الأخيرة.
وفي ما يتعلق بمرض الباكنسون ومن علاماته بطء خفيف في الحركة والتفكير.

* دور العائلة

وفي ما يتعلق بالعلاج قالت: laquo;وسائلها متعددة ومختلفة حسب الحالات وتعتمد على أدوية حديثة لكن لا يمكن استعمالها الا من طرف أطباء مختصين في أمراض المخ والأعصاب، وأضافت أنه يتم اعتماد الجراحة في بعض الحالات، لكن لا ينبغي أن نتغافل عن الجانب النفساني في العلاج والشفاء حيث يتعين عليها مساعدة المريض على تقبّل مرضه والتعاون مع الطبيب خاصة فيما يتعلق بالمواظبة على حصص تقويم الأعضاء والتمسيد وعلى تناول الأدوية.
وافتتحت السيدة عزيزة حتيرة رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة المائدة المستديرة معتبرة أن أمراض الشيخوخة هي موضوع الساعة باعتبار التحولات التي يعيشها مجتمعنا خاصة التي ترجّح ارتفاع نسبة المسنين.

وقالت نعيمة بن حمودة رئيسة الرابطة الوطنية للمناضلات: laquo;إن أمراض الشيخوخة عديدة ومتعددة وقد كانت الانطلاقة مع أمراض الأعصاب والدماغ بناء على خصوصيتهاraquo;.
وأضافت أن المسنين التونسيين يتمتعون بحظ الاحاطة العائلية باعتبار تماسك أفراد الأسرة والمجتمع وبذلك نرغب في الوصول الى جميع الشرائح لتوعيتهم حول أهم الأمراض وسبل الوقاية منها.
وتداولت الحاضرات بالنقاش أمراض الشيخوخة وعبّرت كل واحدة عن رغبتها في مزيد التعمّق في جميع الأمراض.