إفرايم ياعر وتمار هيرمان ـ هآرتس

حتى من قبل أن يتطرق رئيس الوزراء ايهود اولمرت، بشكل ايجابي إلى قرارات قمة الرياض التي اتخُذت على أساس مبادرة السلام العربية، اعتقد نحو نصف الجمهور الاسرائيلي ـ اليهودي بأن هذا القرار يمكنه أن يشكل على الأقل أساساً للمفاوضات بخصوص اتفاق السلام الاقليمي، والنصف الآخر اعتقد بأنه يتعين رفض هذه المبادرة من أساسها. في اوساط من سمعوا عن الاقتراح من قبل ـ نحو ثلثي الجمهور ـ توجد أغلبية واضحة لمؤيدي الاستجابة للمبادرة العربية، بينما قال اغلبية من أوساط من لم يسمعوا عنها انهم يعارضون الاستجابة لها. مع ذلك هناك اغلبية حاسمة وعابرة للمعسكرات تتمسك بالرأي القائل بأنه في أعقاب مكانة حكومة اولمرت اليوم فإنها لا تستطيع ابداً الدخول في مفاوضات حول تسوية سلام شامل.
على خلفية الزخم في العالم العربي نحو استئناف المفاوضات على أساس شرط التسوية السلمية، فحصنا في هذه المرة درجة اهتمام الجمهور الاسرائيلي ـ اليهودي بما يحدث في الدول العربية وصورة الدول العربية ذات الشأن. يتبين أن الاغلبية الحاسمة تعرف نفسها على أنها مهتمة جداً بما يحدث في العالم العربي من خلال التقارير الاعلامية والاخبارية. مع ذلك، قالت أقلية فقط بأنها تبحث عن معلومات تتجاوز ما تنشره وسائل الاعلام الاسرائيلية مثل شبكة الانترنت أو شبكات التلفزة الاجنبية.
الرأي السائد هو أن حجم التقارير بشأن ما يحدث في الدول العربية في وسائل الاعلام الاسرائيلية كافٍ، لكن الاغلبية تعتقد أن هذه التقارير ليست موضوعية وأنها متأثرة بمصالح اسرائيل. مع ذلك تعتقد اغلبية أكبر بأن تقارير وسائل الاعلام الاجنبية حول العالم العربي ليست موضوعية هي ايضا. الرأي السائد في اوساط الجمهور اليهودي هو أن جزءا فقط من المحللين الاسرائيليين يدركون فعلا ما يحدث وراء الحدود، وثمة تقدير مشابه، وإن كان أقل ايجابية، إزاء درجة الفهم لدى المحللين الاجانب للواقع العربي.
يتبين أن العالم العربي لا يُعتبر كتلة واحدة من قبل الجمهور اليهودي. ففيما تعتبر الاغلبية (حسب ترتيب تنازلي) سوريا، لبنان، السعودية، دولا معادية، تقدر أقلية من الجمهور بأنها تعتبر المغرب والاردن ضمن الدول المعادية، بينما انقسمت الآراء حول مصر.
فيما يلي أهم النتائج التي تمخض عنها quot;مقياس السلامquot; لشهر آذار الماضي.
كما في عهد باراك، نحو ثلثي الجمهور اليهودي (63 في المائة) سمعوا عن خطة السلام العربية قبل انعقاد قمة الرياض. بعد أن طُرحت عليهم أهم بنود الخطة، قال 46 في المائة من مجموع المستطلعين اليهود بأن المبادرة يمكن أن تكون على الأقل أساساً للمفاوضات حول السلام الشامل، والعدد نفسه بالضبط قال إنه يتعين على اسرائيل أن ترفضها من أساسها.
من خلال فحص العلاقة بين المعرفة المسبقة بالخطة والموقف من الكيفية التي يتعين على إسرائيل أن ترد عليها، يتبين أنه في أوساط من سمعوا بالخطة، فإن 52.5 في المائة يؤيدونها كأساس للمفاوضات، بينما يعارضها 41 في المائة منهم. في المقابل قال 55 في المائة ممن لم يسمعوا بالمبادرة من قبل انهم يعارضونها وأيدها 33.5 في المائة. الفروقات بين من سمعوا بالمبادرة وبين أولئك الذين لم يسمعوا بها يمكن أن تنبع من فجوات التعليم والمعرفة، لكن يُحتمل أيضا بأن من هم مبدئيا مُنفتحون أكثر على التسوية، هم أيضا معنيون أكثر بما يحصل في هذا المجال، ولذلك عرفوا بماذا يتعلق الأمر.
في أوساط الجمهور العربي سمع 44 في المائة عن مبادرة السلام العربية، ولكن بعد أن طُرحت عليهم أهم بنودها برز شبه اجماع، حيث قال 92 في المائة منهم ان هذا الاقتراح يتضمن أساساً للتفاوض حول اتفاق السلام الشامل. اغلبية حاسمة (72 في المائة من الجمهور اليهودي) تعتقد أن حكومة اولمرت لا تتمتع اليوم بالتأييد الجماهيري الكافي للدخول في مفاوضات حول التسوية الشاملة. هذا الوضع مماثل للتقديرات التي كانت ايام حكومة إيهود باراك عندما فقدت التفويض للدخول في محادثات طابا في أواخر العام 2000، وقبل الانتخابات التي هُزم فيها باراك على يد اريئيل شارون. وثمة مُعطى مثير للاهتمام بشكل خاص وهو أن الموافقة بأن حكومة اولمرت لا تملك تفويضا للدخول في مثل هذه المفاوضات، تتجاوز المعسكرات الحزبية وأن هذه هي وجهة النظر المهيمنة في اوساط ناخبي كل الاحزاب بمن فيهم حزب كديما الحاكم نفسه.
على خلفية الجمود المتواصل في الاتصالات بين اسرائيل وبين الفلسطينيين والدول العربية، فإن استئناف المباحثات في مبادرة السلام العربية في اطار قمة الرياض ، يُعتبر انعطافة هامة. حاولنا فحص درجة الاهتمام التي يُبديها الجمهور اليهودي بما يحدث في العالم العربي. يتبين أن مستوى الاهتمام مرتفع، 69.5 في المائة قالوا انهم مهتمون أو مهتمون جداً، بينما قال 30 في المائة فقط انهم ليسوا مهتمين أو مهتمون قليلاً بما يحدث خلف الحدود. وأظهر فحص العلاقة بين الأصل الطائفي وبين مستوى الاهتمام بما يحصل في الدول العربية، أن مستوى الاهتمام الأعلى برز في اوساط اليهود القادمين من اوروبا وامريكا من الجيلين الاول والثاني.
أقلية فقط من الجمهور اليهودي (18 في المائة) قالت إنها تبحث عن معلومات جديدة حول ما يحدث في العالم العربي من خلال وسائل الاعلام الاجنبية او الانترنت. هذا على ما يبدو لان الرأي السائد (44 في المائة) هو أن كمية التقارير في وسائل الاعلام الاسرائيلية كافية. 29 في المائة فقط قالوا إن التقارير الاسرائيلية قليلة جدا.
على ما يبدو، وفي إطار مستوى الثقة المتدني بالمؤسسات حيث هي، والتي تميز اليوم المجتمع الإسرائيلي، فإن أقلية فقط من الجمهور اليهودي فقط (32 في المائة) أعطت الاعلام الاسرائيلي من الناحية المهنية والموضوعية علامة مرتفعة، بينما قالت الاغلبية (53 في المائة) أن الاعلام الاسرائيلي مُمنهج ومتأثر بالمصالح الأمنية والسياسية الاسرائيلية. أما بالنسبة لوسائل الاعلام الاجنبية فقد قال 10.5 في المائة أن تقاريرها حول العالم العربي موضوعية. في المقابل قال 73 في المائة انها تميل لهذه المصالح أو تلك.
من السائد القول أنه في اوضاع الصراعات، يبدو الجانب quot;الآخرquot; معاد ومتجانس. نتائج الاستطلاع الحالي تبرهن على أن نظرة الجمهور الاسرائيلي ـ اليهودي إلى لعالم العربي متباينة جداً. أقلية فقط اعتبرت المغرب ومصر والاردن دولا معادية لاسرائيل (29 في المائة، 19 في المائة، 25 في المائة على التوالي). الآراء بصدد السعودية كانت منقسمة (46 في المائة قالوا انها معادية، و41 في المائة اعتبروها غير معادية أو صديقة، بينما اعتبرت الأغلبية أن لبنان وسوريا دولاً معادية (75 في المائة و89 في المائة ).


ترجمة: عباس اسماعيل