حرب صعدة بين الحوثيين والجيش اليمني
5 جبهات و40 ألف جندي والحسم صعب
الكويت: كشفت مصادر ديبلوماسية غربية لـlaquo;الرايraquo; ان المعارك الدائرة في محافظة صعدة اليمنية منذ ما يزيد على ثلاث سنوات تحولت الى حرب استنزاف للبلد، وقالت ان نحو ثمانية ألوية من الجيش اليمني، اي نحو اربعين ألف جندي، صارت في مواجهة، لا يبدو انها ستنتهي قريبا، مع الاف المتمردين التابعين لتنظيم شيعي اثنى عشري، في الأساس، يحظى بدعم غير مباشر من السلطات الايرانية. وقالت ان اشخاصا من آل الحوثي يشرفون على التمرد في صعدة بعد مقتل زعيمه بدر حسين الحوثي قبل نحو سنتين.
ويدعو الحوثيون (أنصار بدر الحوثي) الى احياء الامامة في اليمن والى نشر المذهب الشيعي الاثنى عشري، علما بان لا وجود لهذا المذهب في اليمن حيث ينقسم المواطنون عموما بين زيود وشوافع، لكن الحوثيين استطاعوا تنظيم انفسهم منذ سنوات وانشأوا نواة لحركة شيعية اثنى عشرية راحت تتمدد في اتجاه مناطق ومدن اخرى مستندة الى شعار laquo;الموت لاميركاraquo; وlaquo;الموت لاسرائيلraquo; كان يطلقه شبان جندوا لهذه المهمة في الجوامع خصوصا بعد صلاة الجمعة.
واضافت هذه المصادر التي تراقب الوضع اليمني عن كثب من دول خليجية عدة ان الحرب في صعدة باتت حربا حقيقية لكنها منسية في ظل التعقيدات التي تشهدها منطقة الخليج والوضع في العراق، واوضحت ان الحرب تدور على خمس جبهات وان الجيش اليمني لم يحقق حتى الان الحسم وذلك لاسباب عدة.
وجاء في طليعة الاسباب التي حالت دون القضاء على تمرد جماعة الحوثي ان المتمردين منظمون جيدا ولديهم دعم مالي كبير توفره لهم ايران عبر جمعيات شيعية في دولتين خليجيتين تتمتع الجمعيات الشيعية فيها بحرية حركة كبيرة استنادا الى المصادر ذاتها، اما الجيش اليمني فلا يبدو متحمسا للقتال في منطقة جبلية وعرة وهو يكتفي بالقصف من بعيد الامر الذي يفيد المتمردين اكثر مما يضرهم.
وذكرت ان عدد المتمردين زاد من دون ان يكونوا كلهم من الشيعة وذلك بعد انضمام مسلحين من مناطق مختلفة اليهم بسبب نقمتهم على السلطة.
ولدى كل مجموعة من المسلحين اسبابها الخاصة لتكون ناقمة على السلطة، وتحولت صعدة بذلك الى منطقة يلتقي فيها كل الذين يعارضون السلطة في اليمن عن طريق العنف ويسعون الى ازاحتها بالقوة.
وقدرت كلفة الحرب بالنسبة الى الحكومة اليمنية بنحو مليار ريال يوميا (خمسة ملايين دولار تقريبا) وهذا يفرض عبئا كبيرا على الدولة اليمنية التي لا مورد لها سوى ما تبيعه من النفط بكميات صغيرة مقارنة مع الدول الاخرى في المنطقة.
وقال خبير عسكري غربي ان حرب صعدة تبدو اخطر من حرب الانفصال صيف العام 1994 نظرا الى عدم القدرة على انهائها عسكريا، وزاد ان ما يزيد من خطورة الحرب ان المتمردين فتحوا خمس جبهات في وقت واحد واوجدوا تنسيقا بينها لشل قدرة الجيش اليمني على الحسم. ويذكر ان حرب الانفصال لم تستمر سوى شهرين وقد حسمها الجيش اليمني في يوليو من العام 1994 ومنع بذلك العودة الى الوضع الذي كان سائدا قبل الوحدة.
ولدى سؤال الخبير العسكري الغربي عن موقف دول الجوار من الحرب، قال ان السعودية لا تبدو، اقله حتى الان، على استعداد لدعم السلطة اليمنية.وخلص الى القول ان الاسلاميين في اليمن يعتبرون المستفيدين الوحيدين من حرب صعدة التي اخذوا في توظيفها سياسيا لمصلحتهم.
التعليقات