الثلاثاء 20 مارس 2007
القاهرة - الخليج
لولا أنني ldquo;عملتrdquo; نفسي ميتا لقتلوني مثل زملائي على الرغم من استسلامنا لهم كأسرى حرب.. بهذه الكلمات، بدأ المجند في حرب يونيو/حزيران 1967 عزت أحمد أبو سعد شهادته حول الممارسات ldquo;الإسرائيليةrdquo; تجاه الأسرى. وروى قصة التحاقه بالقوات المسلحة في 15 مارس/آذار 1967 في سلاح المدفعية، وقال: بعد فترة التدريب، تم ترحيلي إلى منطقة بئر العبد جنوب سيناء ضمن قوات الفوج 57 مدفعية سلاح جوي، وبعد أربعة أشهر اشتعلت الحرب، وفجأة ضرب المطار الملاصق للمدفعية من القوات الجوية ldquo;الإسرائيليةrdquo;، وجاءت لنا أوامر من قائد مدفعية المطار بالانسحاب وترك معداتنا المدفعية، وأسرعت وبعض زملائي من باب المعسكر إلى الصحراء للهروب وكان معنا السلاح الخفيف، ولأن معظمنا من المجندين الجدد لم نستدل على الطريق بالضبط فسرنا في الصحراء، وكانت تلاحقنا الطائرات من كل جانب، وعندما نرى إحداها تطير على مستوى منخفض ننبطح على الأرض، وظلت الطائرات تطاردنا أكثر من 7 ساعات إلى أن وجدنا هضبة جبلية، فأسرعنا بالاحتماء فيها والابتعاد عن أعين الطائرات، ولأننا لم نعرف الطرق كما يجب، ظللنا ندور في الصحراء طوال الليل في اعتقادنا أننا نسير في الطريق الصحيح، غير أنه مع بزوغ الشمس وجدنا أنفسنا لم نبتعد عن تلك الهضبة سوى عشرات الأمتار، ومن شدة التعب توقفنا عن السير، ومكثنا في وسط الصحراء إلى أن جاء بدوي وسألناه عن الطريق الذي يمكننا أن نسير فيه، فأرشدنا على طريق يستغرق الوصول إليه ثلاث ساعات، ووجدنا أمامنا نخيلا مكثنا تحته أكثر من ساعة، وكانت المياه التي في حوزتنا نفدت ldquo;ومن شدة العطش كل منا شرب بولهrdquo;. وأضاف أبو سعد أنه وثلاثة من زملائه ظلوا من دون طعام لمدة أربعة أيام. وفي اليوم الرابع، أي في 9 يونيو/حزيران في الحادية عشرة صباحا، طاردتهم دورية ldquo;إسرائيليةrdquo; وسط الصحراء، وأطلقت عليهم النيران، فاستشهد زملاؤه الثلاثة، وأصيب هو في ساقه بأربع رصاصات وأصيب في ظهره.
ويتذكر أبو سعد أنه ldquo;ادعى أنه ميتrdquo;، وفي هذه الأثناء نزل باقي طاقم قوات الدورية ldquo;الإسرائيليةrdquo; فوجدوا زميله مازال يتنفس فأمطروه بطلقات أخرى، واتجه آخر نحوه فركله بحذائه فاعتقد الجندي ldquo;الإسرائيليrdquo; ldquo;أنني فارقت الحياةrdquo; مثل زملائي. وتركتهم الدورية بعد أن جردتهم من أسلحتهم ومن قطع ذهبية ونقود كانت في حوزتهم، ويستطرد: لولا عملت نفسي ميتا لكانوا قتلوني مثل زملائي، وهنا تذكر تلك اللحظات العصيبة وانهمرت منه الدموع، وأضاف: لم أبك فقط على حدث لي، لكنني تذكرت زميل الدراسة والجيش وابن قريتي منية طوخ مركز السنطة محافظة الغربية، زميلي الجندي توفيق الجوهري.
وقال: الحمد لله، كان بطلا رفض استسلامنا واقترح علينا أن نبادر الدورية ldquo;الإسرائيليةrdquo; إطلاق النار، لكن الوقت لم يسعفنا. ويضيف: بعدما تركتنا الدورية ldquo;الإسرائيليةrdquo; التي اعتقد أفرادها أنني استشهدت مع زملائي، لم أستطع التحرك من مكاني، غير أنني حاولت مواصلة السير والهروب ودمائي تنزف بعد 5 ساعات، فلم أقاوم الآلام الشديدة فلجأت إلى الزحف على رمال الصحراء إلى أن دخل الليل واستسلمت للموت والشهادة بعد شعوري بالإرهاق الشديد وعدم قدرتي على التحرك. وفي صباح ثاني يوم شاهدني بدوي أسرع باتجاهي وما إن شاهدني، وأتذكر مقولته: ldquo;شد حيلك يا بطلrdquo; وأسرع بحملي، ولم أستطع التحدث معه لأنني كنت شبه فاقد الوعي، وظل يسير بي إلى أن شاهدنا بئر مياه، فاتجه نحوها وقام بتنظيف جروحي من الدماء النازفة.
وقال: فجأة شاهدنا دورية مصرية فصاح عليها ldquo;البدويrdquo; الذي حملني وساعدني ونظف جراحي بالمياه فجاءت الدورية، وما إن شاهدوني حتى أسرعوا بنقلي إلى معسكر وهناك تلقيت إسعافات أولية بسيطة، وتم نقلي إلى مستشفى بورسعيد، ومنها إلى مستشفى القوات المسلحة في القاهرة.
التعليقات