هارفي موريس وجاي دينمور ـ الفايننشال تايمز


في الأيام الأخيرة سيطرت على العناوين الرئيسية الإسرائيلية تحذيرات من حرب صيفية محتملة مع سورية، وهو احتمال يثير الذعر وسط جمهور لا يزال يتكيف مع تبعات صراع العام الماضي في لبنان. لكن ربما يتبين أن الحديث عن الحرب، غطاء لتجدد مفاوضات السلام التي تم التخلي عنها عام 2000، والتي يمكن أن تؤدي إلى إعادة حتمية للسيادة السورية على مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
إيهود أولمرت، رئيس الوزراء، وأرييل شارون، سلفه، رفضا مقترحات سلام من قبل دمشق قبل حرب لبنان. وعزا مسؤولون تردد إسرائيل في الانخراط مجدداً في المحادثات إلى مقاومة واشنطن quot;مكافأةquot; سورية، وهي دولة تربطها أمريكا بالإرهاب.
وهذا الأسبوع، حين كان أولمرت يعقد مجلس وزرائه الأمني في غمرة استعدادات عسكرية لمواجهة تهديد سوري محتمل، أكدّ للجمهور ولدمشق بشكل غير مباشر quot;أن إسرائيل لا تريد الحرب مع سوريةquot;.
وفي تعليقات بدا أنها موجهة للسياسيين والقادة العسكريين الذين كانوا يتحدثون عن احتمالات حرب في الصيف، قال أولمرت: quot;يجب علينا أن نتجنب الحسابات الخاطئة التي يمكن أن تؤدي إلى تدهور أمنيquot;.
ونشأت التوترات نتيجة مناورات عسكرية إسرائيلية وتقارير قالت إن سورية تعزز حدودها وترفع مستوى ترسانتها.
وكان على الجيش الإسرائيلي أن يكون مستعداً على جميع الجبهات، حسبما قال عمير بيريتز، وزير الدفاع، مضيفا: quot;علينا أن ننقل للسوريين أن تدريباتنا واستعداداتنا لا تعكس، بأي حال من الأحوال، خططا إسرائيلية لمهاجمة سوريةquot;.
ولإسرائيل مصلحة استراتيجية في التوصل إلى تسوية مع سورية التي يمكن أن تكبح دعمها لحزب الله اللبناني وتقطع علاقاتها الوثيقة مع إيران، لكن إسرائيل ترفض محادثات تستند بشكل مسبق إلى افتراض أن الجولان ستعاد إلى السيطرة السورية.
ويعتقد البعض أن أولمرت يعد الرأي العام لمثل هذه الخطوة. quot;فحتى حرب الصيف الماضي نادرا ما كان يأتي ذكر سوريةquot;، حسبما قال لـ quot;فاينانشيال تايمزquot; ألون ليل، مندوب إسرائيل إلى محادثات سرية مع السوريين في الفترة 2004 ـ 2006. وأضاف: quot;في السنوات الأخيرة أدت عزلة سورية الدولية إلى وهم بأن الجولان ستظل في أيدي الإسرائيليين إلى الأبد. هناك الآن جهود ضخمة لإعداد الجمهور لمفاوضات مع سوريةquot;.
وهناك أيضا مؤشرات على أن الولايات المتحدة ربما تخفف مقاومتها لمحادثات سورية ـ إسرائيلية مباشرة، مع أن كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية، تقول إنها لا تزال تحبّذ التعامل أولاً مع الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني.
ويزور وفد إسرائيلي واشنطن هذا الأسبوع لإجراء حوار استراتيجي منتظم مع الولايات المتحدة، يناقش موضوع إيران، والموضوع السوري أيضا. وقال شين ماكورماك، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: quot;لن نملي على الحكومة الإسرائيلية المسالك التي تسلكها في سياستها الخارجيةquot;.
لكنه أضاف: quot;بطبيعة الحال سنشير للإسرائيليين إلى حقيقة أن الحكومة السورية لم تظهر في الواقع، من خلال تصرفاتها، أية نية للقيام فعلاً بدور بناء في المنطقةquot;.
ومع هذا، اجتمعت رايس مع وليد المعلم، وزير الخارجية السوري، في مصر الشهر الماضي، فيما اعتبر نقطة تحول دبلوماسية.
وقال ليل: quot;لو أرادت رايس أن تجتمع مع وزيري الخارجية السوري والإسرائيلي معاً، سواء بشكل سري أو علني، فأنا متأكد أنها تستطيع القيام بذلك، لكنني لست متأكداً أنها تريد أن تفعل ذلكquot;.