السنيورة يلتقي رايس في باريس الاثنين
واشنطن ـ من هشام ملحم/ باريس ـ من سمير تويني
دعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير والسعودي الامير سعود الفيصل الى قيام حكومة وحدة وطنية في لبنان او توسيع الحكومة الحالية، على ان تلي ذلك الانتخابات الرئاسية. وصدر هذا الموقف قبل ثلاثة ايام من وصول وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى باريس لمناقشة الملف اللبناني مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، على ان تلتقي ايضا رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في العاصمة الفرنسية الاثنين.
وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي استقبل العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز واستبقاه والوفد المرافق له الى غداء عمل. وفي الباحة الخارجية لقصر الاليزيه، رفع الملك ابهامه، في اشارة الى نجاح المحادثات التي اجراها مع الرئيس الفرنسي، عندما سأله الصحافيون عن نتائج اللقاء.
وتحدث الناطق باسم قصر الاليزيه دافيد مارتينون عن quot;سرور الرئيس ساركوزي بالمحادثات الاولى مع الجانب السعوديquot;. وقال انه عقد والعاهل السعودي لقاء دام اكثر من 45 دقيقة، وناقشا quot;آخر المستجدات السياسية على الساحتين الاقليمية والدولية، ومنها موضوع السلام في الشرق الاوسط والمشكلة الفلسطينية والازمة اللبنانية والموقف السوري والملف الايراني. وجاء هذا اللقاء بناء على طلب العاهل السعودي بعد اجتماع موسع بين الوفدينquot;. وعقد اللقاء الثنائي quot;اثر التفاهم التام الذي تخلل الاجتماعquot;.
واشار الى ان الرئيس الفرنسي يطمح الى اقامة علاقات شخصية مع العاهل السعودي كتلك التي اقامها سلفه جاك شيراك، وكان quot;الاتفاق تاما بينهما واتسمت المحادثات بالود والصراحةquot;. ونقل عن ساركوزي انه في حاجة الى نصائح quot;رجل حكيم كالملك عبداللهquot;، كما ان العالم يحتاج الى السعودية لتفادي الخلاف بين الحضارات. ووصف المملكة بانها quot;قوة سياسية اساسية في الشرق الاوسط والعالم العربي، وترى الديبلوماسية الفرنسية ان من المهم التعاون معهاquot;.
واتفق الجانبان على اجراء تقويم صادق للعلاقات بين البلدين، على ان يعقد لقاء quot;خاصquot; لهذه الغاية في وقت لاحق. وقرر ساركوزي تلبية دعوة لزيارة السعودية قبل نهاية السنة.
وسئل مارتينون عن المبادرة الفرنسية المتعلقة بلبنان فاجاب quot;ان المشاورات قائمة، وسيقوم رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة بزيارة رسمية لباريس مطلع الاسبوع (الثلثاء) بناء على دعوة وجهها اليه الرئيس الفرنسي، للبحث في الوضع الصعب الذي يمر به لبنان بينما المعارك جارية في مخيم نهر البارد، وسيعلن الرئيس دعمه الكامل لحكومة السنيورة وستكون فرصة للبحث في احياء الحوار اللبناني الذي يعتبره ساركوزي ضروريا من اجل عودة السلام الى لبنانquot;.
وناقش كوشنير وسعود الفيصل الاوضاع في لبنان والمنطقة. وشكر الوزير السعودي لنظيره الفرنسي الزيارة التي قام بها موفد الخارجية الفرنسي جان ndash; كلود كوسران للمغرب لاطلاعه على أهداف المبادرة الفرنسية. وقال كوشنير انه بعد الانتهاء من انشاء المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، على المجتمع الدولي المساعدة على احياء الحوار اللبناني لـquot;اذابة الجليد بين الاطراف وتشجيعهم على تقديم حلول للأزمة اللبنانيةquot;.
وتوافق الطرفان السعودي والفرنسي على أهمية البحث في تأليف حكومة وحدة وطنية أو توسيع الحكومة الحالية للتحضير لاجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها. وهذا موقف جديد للفرنسيين والسعوديين في سلم الاولويات، بعدما كانا يعتبران ان الانتخابات الرئاسية تتصدر كل الملفات على أن تؤلف حكومة وحدة وطنية بعد اجرائها. وكذلك اتفق الطرفان على رفض انتخابات نيابية مبكرة على أن يبحث في هذا الموضوع بعد الانتخابات الرئاسية.
وشدد كوشنير على quot;ضرورة قيام تحرك سريع لان الوقت يدهمنا قبل اجراء انتخابات رئاسة الجمهوريةquot;، مشيرا الى أهمية دور البطريركية المارونية في اجراء هذه الانتخابات. ودعا الى دعم المؤسسات اللبنانية، وخصوصا بعد أداء الجيش اللبناني والتأييد الشعبي له.
وتحدث سعود الفيصل عن المخاوف السعودية من استعمال القوة لمواجهة ايران. وطالب باحترام مشروع الرئيس الفلسطيني محمود عباس واحترام نتائج الانتخابات النيابية التي يريد الدعوة اليها، وعدم مقاطعة الحكومة التي قد تنشأ عنها.
رايس
في واشنطن، أعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الوزيرة كوندوليزا رايس ستلتقي الرئيس السنيورة في باريس الاثنين المقبل، خلال زيارتها للعاصمة الفرنسية لعقد اجتماعات مع القيادة الفرنسية الجديدة بمن فيها الرئيس ساركوزي ووزيري الخارجية والدفاع.
وكان الجانب اللبناني اقترح الاجتماع الذي نوقش بين الاطراف الثلاثة خلال الايام الاخيرة، بما فيها الاتصالات التي أجراها جان ndash; كلود كوسران مطلع الاسبوع مع المسؤولين في واشنطن خلال زيارته للعاصمة الاميركية.
وقال مسؤول أميركي معني بهذه الاتصالات، ان رايس ستناقش مع المسؤولين الفرنسيين الوضع في لبنان، quot;كما ستناقش مع رئيس الوزراء السنيورة الوضع في لبنان، وستستمع الى مقترحاته في شأن أفضل السبل لمساعدة حكومته، ونحن يهمنا مساعدة اللبنانيين على معالجة مشاكلهم الراهنة سلميا وديموقراطياquot;.
وعن المخاوف والتهويلات من احتمال قيام حكومتين في لبنان اذا استمرت عملية تعطيل مجلس النواب وانتخاب رئيس للجمهورية في الفترة المحددة، قال المسؤول: quot;طبعا، لا نريد قيام حكومتين في لبنان، أو أي تحد للسلطة الشرعية. هناك حكومة شرعية منتخبة في بيروت ونحن ندعمها، كما تدعمها فرنسا والمجتمع الدولي يدعمها ويساعدها، ويهمنا استمرار هذا الدعمquot;.
وتناول الاستحقاق الرئاسي، فقال: quot;املنا ان يختار الشعب اللبناني عبر ممثليه رئيسا لبنانيا من دون تدخل خارجي من اي نوع، وان يتم ذلك وفقا للدستور وليس من خلال التلاعب بالدستور كما حصل في السابق على ايدي اطراف خارجيين وتحديدا سورياquot;.
ووصف محادثات كوسران في واشنطن، والتي شملت لقاءات مع وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية السفير نيكولاس بيرنز ومساعد الوزيرة لشؤون الشرق الاوسط السفير ديفيد ولش، بانها quot;كانت جيدةquot;. (مصادر اخرى قالت ان الاميركيين استغربوا اخفاق فرنسا في اعلامهم سلفا بدعوتهم الى مؤتمر عن لبنان في فرنسا، خصوصا ان باريس كانت دوما تستشير واشنطن في اي مبادرات تتعلق بلبنان. واضافت ان كوسران طمأن الاميركيين الى ان فرنسا تعتزم مواصلة تنسيق المواقف مع اميركا في موضوع لبنان، كما طمأنهم الى عدم وجود اي تغيير في موقف فرنسا من سوريا بعد انتخاب ساركوزي).
وعن القضايا المتوقع ان تثار في اجتماع رايس ndash; السنيورة، توقعت مصادر اخرى شاركت في الاتصالات التي ادت الى ترتيب الاجتماع، ان تشمل العقبات التي لا تزال تعترض التطبيق الكامل لقرار مجلس الامن 1701، اذ ينتظر ان يثير الرئيس السنيورة موقف لبنان من مسألة انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا ووضعها تحت وصاية الامم المتحدة، كما سيتطرق الجانبان الى مسألة مراقبة المعابر السورية بعد القرارات السورية الاخيرة اقفال بعضها، واستمرار عمليات تهريب الاسلحة من سوريا الى لبنان، الى المبادرات المطروحة لمعالجة الازمة السياسية في لبنان بما فيها نشاطات الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، والدعوة الفرنسية الى عقد مؤتمر لبناني في فرنسا منتصف الشهر المقبل لممثلين للقيادات اللبنانية. وقال ان مسألة الاستحقاق الرئاسي واحتمالات تعطيله اكان سوريا وquot;حزب اللهquot; ورئيس مجلس النواب نبيه بري ام الرئيس اميل لحود، ستكون من القضايا التي ستناقشها رايس مع الرئيس ساركوزي ومساعديه، وكذلك مع الرئيس السنيورة. وكررت المصادر ما قاله ولش للقيادات اللبنانية التي التقاها خلال زيارته الاخيرة لبيروت، من ان واشنطن ترفض اي محاولات لتعطيل الانتخابات الرئاسية التي تريدها ان تجري في موعدها الدستوري، وانها تؤيد انتخاب رئيس جديد quot;لا يكون مرتهنا لدولة أجنبية او لتنظيم ارهابيquot;، اشارة الى سوريا وquot;حزب اللهquot;.
وعن مسألة تأليف حكومة وحدة وطنية، يقول المسؤولون الاميركيون انهم يؤيدون حكومة الرئيس السنيورة، ويؤيدون اي سعي لحوار وطني، لكنهم يمتنعون عن الحديث عن اي حكومة جديدة او حجمها او طبيعتها.
التعليقات