بيروت - وسام أبوحرفوش
أخفق الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والوفد الرباعي العربي المرافق له في مساعيه الماراثونية التي أثمرت أربعة أيام في بيروت، من أجل دفع اللبنانيين إلى حل ينقذ البلاد من الأزمة المتمادية، وكشف قبل مغادرته العاصمة اللبنانية ليل أمس عن laquo;اتفاق لم يكتمل يقوم على معاودة الحوار بين الموالاة والمعارضة وفق جدول أعمال من ثلاثة بنود هي: حكومة الوحدة الوطنية والانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري والحفاظ على أمن لبنان واستقرارهraquo;.
وعلمت laquo;الرايraquo; ان موسى اقترح اتفاقاً مكتوباً تضمن هذه laquo;التسويةraquo; التي قبلتها الموالاة وقامت المعارضة برفضها في اللحظة الأخيرة.
وأشارت المعلومات الى انه في الوقت الذي كان موسى والوفد المرافق ينتظر جواباً نهائياً من المعارضة خلال اجتماعه المطول مع زعيم الغالبية البرلمانية سعد الحريري في قريطم، جاءه الرد سلبياً من مقر اقامة رئيس البرلمان نبيه بري في عين التينه حيث كان يعقد اجتماع لممثلي بري وlaquo;حزب اللهraquo; وتيار الوطني الحر الذي يتزعمه العماد ميشال عون.
وعلمت laquo;الرايraquo; ان عقدة المعارضة تمثلت في إصرارها على أولوية تشكيل حكومة الوحدة الوطنية يكون لها فيها الثلث المعطل وأكثر، على أن تتولى هذه الحكومة البحث في الملفات الأخرى، في الوقت الذي أصرت الموالاة على العودة الى الحوار حول بنود الحكومة والرئاسة والأمن، في موقف يتماهى مع مقترحات الوفد العربي.
وكان لافتاً ان موسى حذر في مؤتمره الصحافي وlaquo;بنبرة حازمةraquo; من تشكيل حكومة ثانية في لبنان (تلوح بها المعارضة)، سائلاً: laquo;هل ينقص لبنان مشكلات إضافية ولاسيما ان هناك حكومة قائمة؟raquo;. وقال: laquo;هذه (الحكومة الثانية) ضربة كبيرة لاستقرار لبنان والمنطقة لن تتحملها ولن تتقبلهاraquo;، مضيفاً laquo;الكلام عن حكومة ثانية غريب للغاية ويسبب اضطراباً كبيراً جداًraquo;.
وأشار الى انه يعتزم زيارة سورية، من دون أن يستبعد زيارة إيران، مؤكداً laquo;ان لبنان مهدد ولا يصح إضاعة الوقت وسنعود متى يصبح الجميع مستعدين للتعامل إيجاباً على الأوراق المحددة التي تركناها لديهمraquo;، كاشفاً عن laquo;عقبات استجدت وظهرت فجأةraquo;، مؤكداً ان الوفد العربي سيبلغ اهل القمة بما حصل ولماذا لم ننته من المهمة وما العقبات التي برزت ومن أين أتت بالضبطraquo;.
وربطت بعض الدوائر في بيروت انقلاب المعارضة على موافقتها على معاودة الحوار باشارات سورية سلبية كان الابرز فيها قفل معبر جوسيه - القاع في وجه المبادرة العربية.
وقال laquo;قدم الوفد العربي عددا من المقترحات تأسست على استئناف الحوار الوطني اللبناني ومعاودته في مهلة محددة ووفق تاريخ معين وعبر ممثلين مفوضين وان يتباحثوا في الامور الثلاثة الرئيسية التي تشغل البال الان وهي: تشكيل حكومة وحدة وطنية وتهيئة الاجواء للاستحقاق الرئاسي ليتم في موعده الدستوري، والحفاظ على امن لبنان واستقراره بكل ما تعني هذه الكلمة حفاظا على حقوق اللبنانيين وانهاء التوتر القائمraquo;.
واضاف laquo;عرضنا هذا المقترح الذي اجمع عليه اللبنانيون من الاطراف كافة على اساس ان استئناف الحوار هو الباب الوطني الذي يدخل منه اللبنانيون إلى تفاهم ينهي التوتر القائمraquo;، لافتا إلى ان laquo;الاطراف وافقوا ايضا على ان موضوع قيام حكومة وحدة وطنية موضوع رئيسي، وكذلك ان الانتخابات الرئاسية في المهلة التي حددها الدستور موضوع رئيسي وان كل يوم يمر يقربنا من المواعيد المنصوص عليها، وكذلك ما يتعرض له الامن في لبنان من تهديدات التي رأينا مظاهرها اخيرا (نهر البارد واغتيال النائب وليد عيدو)raquo;.
وأشار إلى laquo;أن هذه المهمة فتحت عددا من الافاق كالتوافق الوطني على عودة الحوار بما يعني ان اللبنانيين يريدون القيام بدورهم بعيدا عن أي تأثيرات خارجية، والتوافق على جدول اعمال الحوار الذي يتناول الحكومة والرئاسة والامن واستقرار البلاد(...)raquo;، لافتا إلى laquo;أن المباحثات تقدمت حول اوراق واضحة بعناصر واضحة وكان هناك موافقة عليها، موافقة مبدئية على الاقل، ثم سرنا نحو موافقة تقترب من الوصول إلى اتفاق. طبعا هناك بعض الافكار أو المواقف أو الصياغات التي اقترحت اليوم (امس) الامر الذي اخر الوصول إلى اتفاق في هذا الشأن، أي إلى اتفاق رسمي مكتوب (...)raquo;.
وقال: laquo;كنا نود ان ننهي هذه المهمة اليوم لتنتهي كل مظاهر التوتر كالاعتصام (اعتصام المعارضة في وسط بيروت) ومنها الحملات السياسية (...)raquo;، مشيرا إلى laquo;أن الوفد سيقدم تقريرا عن نتائج مهمته والمواقف المختلفة والصياغات المختلفة ويرفع إلى القمة ورئاسة القمة والمجلس الوزاري العربي الذي قد يجتمع مجددا للنظر في هذا الموضوع وسنظل على استعداد للعودة إلى لبنان إذا تم الاتفاقraquo;، متمنيا من لديه عقبات التغلب عليها. ورأى انه laquo;رغم ان المهمة لم تكتمل فكان لها جوانب ايجابيةraquo;.
- آخر تحديث :
التعليقات