مجموعة الأزمات الدولية:

صوفيا ـ محمد خلف، الوطن

قال نائب مدير برنامج الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مجموعة الازمات الدولية جوست هيتلرمان ان القيادات الكردية تستغل نفوذها الجديد الذي اكتسبته بعد الاطاحة بصدام حسين لتطالب بضم كركوك الى الاقليم الكردي متجاوزة بذلك مطلق تصحيح سياسة raquo;التعريبlaquo; التي مارسها النظام المخلوع، مشيرا الى ان الاكراد يريدون استثمار الفرصة التاريخية لقلب السيطرة العربية من اجل المطالبة بالاستقلال من خلال السيطرة على كركوك وثرواتها النفطية.
ويقلل هيتلرمان في امكانات تنظيم الاستغناء حول كركوك هذا العام ليس بسبب المعارضة السياسية لطموح الاكراد، وانما ايضا عوائق التنظيم العملي فضلا عن فشل الاكراد في كسب ثقة الفئات الاخرى من سكان كركوك لكونهم وبعد وصولهم الى مجلس المحافظة في يناير 2005 احتكروا العمل السياسي والاداري في المدينة بدل اشراك الاخرين فيه ومولوا اموال اعادة الاعمار الى القرى والاحياء الكردية مهملين غيرهم من السكان.
ويؤكد هيتلرمان ان التنافس بين الحزبين الكرديين الاساسيين الاتحاد الوطني الكردستاني والديموقراطي الكردستاني حول كركوك يساهم هو الاخر في تعميق الفجوة بينهما وبين القوميات الاخرى في المدينة وقال ان هذا التنافس سيعيق تنازلهما عن اي مطلب كان وفي التوصل الى تسوية مع الجماعات الاخرى.
ويشير الباحث الى ان الاكراد الان امام خيارين، اذا كانوا يريدون الاستقلال السياسي فعليهم الاعلان صراحة عن رغبتهم ويستطيعون ان يقدموا الحجج التي تقنع الاخرين بعدالة مطالبهم وربما سيحظون بدعم واسع من العراقيين والمجتمع الدولي مستدركا ان غير الاكراد في العراق وكذلك الدول المجاورة لن تسمح لهم بالحاق كركوك بالاقليم، اما اذا قبلوا بالحل الفيدرالي، فيتعين عليهم التعايش والتوصل الى تسويات ربما يكون بعضها مؤلما وسيتوجب عليهم تقاسم كركوك مع غيرهم وتوزيع المناصب الادارية والنفوذ وسيكون وفق مثل هذا التطور لهم الى المطالبة بضمانات امنية دولية حرصا على عدم تكرار مآسي اخرى.