مرسي عطا الله




تلقيت في بريدي الإلكتروني كما هائلا من التعليقات المؤيدة والرافضة لما كتبته في هذا المكان علي مديrlm;6rlm; أيام متصلة بشأن الوجه الغليظ للسياسة الأمريكيةrlm;,rlm; وقد لفت نظري أن معظم الرسائل جاءت من مصريين وعرب مقيمين في الولايات المتحدة الأمريكيةrlm;....rlm; وبرغم أن أغلب الرسائل كانت تصب في إتجاه التأييد لما كتبت فإنني سوف أناقش فقط الآراء المعارضةrlm;,rlm; والتي انتقيت منها رسالتين متشابهتين في مضمونهما لاثنين من المهاجرين المصريين ينعمان بالجنسية الأمريكية منذ سنوات وهما الأستاذ مجدي خليلrlm;,rlm; وهو وجه مألوف علي الفضائيات العربية والأستاذ مجدي جرجس مقيم في كاليفورنياrlm;.rlm;

والاثنان يتحدثان عن النعيم الذي يعيشان فيه علي أرض أمريكا ويعايران أهلهما في مصر بالمشاكل والأزماتrlm;,rlm; التي كان يمكن أن تتفاقم لولا المعونات التي قدمتها أمريكا لمصرrlm;,rlm; والتي تزيد عليrlm;50rlm; بليون دولار علي حد زعم مجدي خليل الذي يبدي تعجبه من قدرتنا علي عض هذه اليد الكريمةrlm;...rlm;

وأيضا فإن الاثنين يتحدثان عن القس بيلي جراهام باعتباره قديسا ينبغي الانحناء له مثلما انحني له معظم رؤساء العالم علي حد قولهما وينفيان عنه تهمة الإساءة إلي الإسلام وينسبان ذلك لولدهrlm;.rlm;

ولست أريد أن أتوقف طويلا أمام نغمة برزت في حديثهما لأنني لم أكن أتحدث عن الإسلام والمسيحيةrlm;,rlm; وإنما كنت أتحدث عن جذور الوجه الغليظ للسياسة الأمريكيةrlm;,rlm; وأناقش ما تجري مناقشته منذ سنوات داخل أمريكا تحت عنوان جدلية الدين والسياسة بعد أن ضاق الأمريكيون ذرعا بغشامة السياسة الأمريكية التي أرادت الإدارة الحالية إلباسها عباءة دينيةrlm;.rlm;

لقد كان هدفي هدفا سياسيا لا علاقة له بخزعبلات هي أبعد ما تكون عن الإسلام والمسيحية وقد استندت في كل سطر كتبت إلي دراسات ووثائق أمريكية أشرت إليها بكل الوضوحrlm;.rlm;

وربما يكون مفيدا أن أنعش ذاكرة الأخوين مجدي بمقال كتبه وليام فاف علي صفحات الهيرالد تريبيون في شهر يونيوrlm;2003rlm; تحت عنوان الغفلة الأمريكية يتحدث فيه عن سيطرة ثقافة الكذب والتنكر للحقيقة علي مجمل الحياة السياسية منذ مجئ إدارة الرئيس بوش الابنrlm;.rlm;

وينعش وليام فاف ذاكرة القراء قائلاrlm;:rlm; نحن نعرف أن عمليات الخداع والكذب كانت تواجه صعوبات علي الجانب القانونيrlm;,rlm; ومن جانب الأخلاق البيوريتانية الأمريكيةrlm;,rlm; ولكن هذه النزعة الأخلاقية تراجعت وانهزمت في حقبة الثمانينيات أمام الطبقة التجارية المندفعة نحو الربح بأي ثمنrlm;...rlm;

ويمضي كاتب المقال قائلاrlm;:rlm; لا أحد اليوم يحاول إخفاء الارتباطات بين المسئولين الكبارrlm;,rlm; بمن فيهم الرئيس بوش ونائبه تشيني وبين الشركات الكبري التي ستستفيد من إعادة اعمار العراق ومن تخصيص موارده ومصادره في السنوات المقبلةrlm;,rlm; أما في الماضي فإن أمثال هذه العلاقات كان يمكن أن تبدو فضائحيةrlm;,rlm; ولكن الآن لا أحد يذكرها بشئrlm;!rlm;

لكن الجانب الأهم في مقال الهيرالد تريبيون هو تلك الزاوية التي ركز عليها وليام فاف في ختام المقال بقولهrlm;:rlm; لقد كتب الكثيرعن إفساد أجهزة المخابرات ودفعها لنشر أنباء واصطناع وثائق تنقذ الاتجاه الايديولوجي والسياسي للإدارة الأمريكية لكن لم يقل أحد ــ بعد ــ الكثير عن الأكاذيب البحتة التي أدلي بها السياسيونrlm;,rlm; وخدعوا بها الجمهور ووسائل الإعلام وجري السير وراءهم في ذلكrlm;..rlm;

وأظن أن محتوي ودلالات مقال وليام فاف لا تحتاج مني إلي أي تعليقrlm;...rlm; فقط أهدي هذه السطور للأخوين مجدي اللذين يريان ان ما يفعله بوش ليس الصواب بعينه فقط وإنما هو الدليل علي رسوخ البعد الاخلاقي في الديمقراطية الأمريكية في الوقت الذي يقول فيه وليام فافrlm;:rlm; إن ما جري خيانة للثقة المعطاة للرئيس وهي تضرب الصلة الأخلاقية والمسئولية التي تربط المجتمع الديمقراطي بعضه ببعضrlm;.rlm;

وصباح الخير علي الديمقراطية الأمريكيةrlm;!...rlm; وعلي النعيم الذي يعيش فيه أهلنا المهاجرون هناكrlm;!rlm;