دrlm;.rlm; عبد المنعم سعيدrlm;
مضي عام علي واحدة من أغرب وقائع الصراع العربيrlm;-rlm; الإسرائيلي عندما وضع في سجل حروب المنطقة حربا نظامية وتقليدية بين إسرائيل وواحد من الأحزاب اللبنانية الشرعية والممثلة في البرلمان والحكومة هو حزب اللهrlm;.rlm; فلم تكن الحرب بين دولة وأخريrlm;,rlm; ولا كان الصدام بين الجيش الإسرائيلي والجيش اللبنانيrlm;;rlm; وكان حزب الله قد بدأ الحرب بعملية عسكرية داخل إسرائيل دمر فيها دبابة إسرائيليةrlm;,rlm; وقتل ثمانية من الجنودrlm;,rlm; واختطف جنديين إسرائيليين وبعدها نشبت الحرب فيrlm;12rlm; يوليو من العام الماضي وهي التي أدت إلي مقتلrlm;1119rlm; لبنانيا من المدنيين وإصابةrlm;4409rlm; لبنانيين بينما فقد حزب اللهrlm;500rlm; من مقاتليهrlm;,rlm; وتدمير قري ومدن الجنوبrlm;,rlm; والضاحية الجنوبية من بيروتrlm;,rlm; مع جزء غير هين من البنية الأساسية اللبنانية التي كانت قد تعافت توا من آثار الحرب الأهلية الطويلةrlm;,rlm; فعادت الحالة فيها إلي ما كانت عليه من دمارrlm;.rlm; وعلي الجانب الآخر سقطrlm;119rlm; جنديا إسرائيليا قتيلاrlm;,rlm; ومعهمrlm;43rlm; من المدنيينrlm;,rlm; كان منهمrlm;17rlm; من الإسرائيليين العربrlm;,rlm; بينما أصيبrlm;4262rlm; منهمrlm;33rlm; فقط بإصابات خطيرةrlm;,rlm; بينما اضطرrlm;350rlm; ألف إسرائيلي لمغادرة شمال إسرائيل حتي انتهت الحرب فيrlm;13rlm; أغسطس بعد
تدخل القوي الدولية المختلفة ووضع قوات دولية في الجنوب اللبنانيrlm;.rlm;
وكان حزب الله وزعيمه الشيخ حسن نصر الله قد لمع نجمه وعلا رسمه عندما قاد الحزب المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي في عامrlm;2000rlm; حتي أخرج المحتلrlm;,rlm; وفي العام الماضيrlm;2006rlm; كان هو الذي أدخل لبنان في حرب أخري مع إسرائيل أعادتها مرة أخري إلي الجنوب اللبنانيrlm;,rlm; وبعد خروج المحتل بسبب الجهود الدولية كان هو الذي قاد ثورة علي النظام اللبناني كله بحيث ظلت مظاهراته وجماهيره في الشارع حتي عبر ليلة رأس السنة مع العامrlm;2007,rlm; وتم الصدام مع لبنانيين آخرين حيث أعلن عن فك اعتصامه ولكن بعد أن وصل النظام السياسي اللبناني إلي نقطة الشلل الكامل فلا عادت الوزارة تجتمعrlm;,rlm; ولا مجلس النوابrlm;,rlm; وانقطعت الصلة بين رئاسة الجمهورية والبرلمان وكتلة المستقبل وكتلة الماضيrlm;,rlm; أو بالتعبيرات اللبنانية بين جماعة المولاة والأغلبية وجماعة الممانعة والأقليةrlm;,rlm; وبالتواريخ بين تجمعrlm;14rlm; آذار وتجمع السابع منهrlm;.rlm; وهكذا كان رجلنا هو القيادة العربية القادرة علي ارتكاب أخطاء فادحة في الحساباتrlm;,rlm;ليس مرة واحدة ـ كما اعترف هو شخصياـ وإنما مرتان خلال أقل من عامrlm;,rlm; وهي أخطاء أصبح لبنان كله يدفع ثمنها رغم الجهود المقدرة للجامعة العربية وأمينها العام عمرو موسيrlm;!.rlm;
وهكذا فإن حرب حزب الله مع إسرائيل انتهت كما انتهت حروب عربية أخري حينما تحولت من صراع مع الأعداء إلي صراع داخلي محضrlm;,rlm; حينما تصور طرف من أطراف اللعبة السياسية أنrlm;'rlm; المقاومةrlm;'rlm; تعطيه الحق في السيطرة أو التحكم في النظام السياسي كلهrlm;.rlm; وفي الحقيقة فإن مهارة الشيخ حسن نصر الله واقعة بين القلب والعقلrlm;,rlm; وبينهما يوجد فم مفوه قادر علي الحشد والتعبئةrlm;,rlm; وعندما يعتلي منصة الكلمة يبدو قادما من أعماق التاريخ حاملا رايات منصوبة وبيارق مرفوعة تكفي قداستها لدفع الآلاف نحو الموتrlm;,rlm; وهو لبناني بكل ما تعنيه الكلمة من حضارة قلقة بين العالمية الواسعة والطائفية الضيقةrlm;.rlm; ولكنه أيضا قادم من جنوب لبنان حيث تختصر الأمم في طوائفrlm;,rlm; وتقف مصائر الأمم علي أسنة الرماحrlm;,rlm; وتعتصر فيه الدول إلي مناورات أحزاب وزعاماتrlm;,rlm; وتتحول حروب المقاومة والتحرير إلي حسابات خاطئةrlm;,rlm; وجمل ثوريةrlm;,rlm; وساحات ملتهبة بالشقاق والانقسام وروائح الحرب الأهليةrlm;.rlm; وببساطة طبعة أخري من الكتاب نفسه الذي بشر الأمة بالشعارات الثورية ثم أخذها إلي التيهrlm;,rlm; وأعطاها الحماسة ثم أخذها إلي حيث لا يعود أحدrlm;,rlm; ووعدها بالانتصار فإذا به يكون حيث لا تكون قضيةrlm;.rlm;
ومن المدهش أن إسرائيل ـ التي خرجت من الحرب وقد توقف حزب الله عن قتالهاrlm;,rlm; وبعد أن أصبحت هناك قوة دولية واسعة السلطات تقف عازلة بينها وبينrlm;'rlm; المقاومةrlm;',rlm; وتباشر عملية رقابة دائمة علي كل المنافذ اللبنانية من مواني ومطارات ـ كانت هي التي قامت بتشكيل لجنة تحقيق أصدرت تقريرا أوليا ـ فينوجراد ـ أدان الحكومة الإسرائيلية وأخطاءها أثناء الحربrlm;.rlm; ولكن علي الجانب الآخرrlm;,rlm; في لبنان أو العالم العربي كلهrlm;,rlm; لم يكن هناك أحد علي استعداد لفتح ملفات التحقيق والمسئولية العسكرية والسياسيةrlm;,rlm; بل وأكثر من ذلك جرت الاحتفالات الواسعة بالنصر المستمد من الاعتماد علي المعايير الإسرائيليةrlm;.rlm;
ولكن هذا الأمرrlm;,rlm; علي أي الأحوالrlm;,rlm; سوف يظل موضوعا للمؤرخين والمحللينrlm;,rlm; ولكن القضية الأعمق ظلت دوما ذلك الدور الذي تنتزعه هذه المنظمات لنفسها علي حساب الدولة الوطنيةrlm;,rlm; من أول اتخاذ قرارات تخص الحرب والسلام نيابة عن الحكومات والسلطات الوطنيةrlm;,rlm; وحتي خلق ازدواجية سياسية مع هذه السلطات من خلال إيجاد القدرة علي حمل واستخدام السلاح داخل الدولة وخارجهاrlm;.rlm; وكان ذلك هو ما فعله حزب الله في لبنان قبل الحرب عندما عزل الجنوب اللبناني وفرض عليه سيطرتهrlm;,rlm; واستمر فيه بعدها عندما سيطر علي العاصمة بيروتrlm;,rlm; وكانت النتيجة ليس فقط شلل الدولة اللبنانيةrlm;,rlm; بل أيضا فتح الأبواب لجماعات أخري تمارس دورهاrlm;,rlm; بالأصوليةrlm;,rlm; وrlm;'rlm;المقاومةrlm;',rlm; من أجل منازعة الدولة وجيشها كما فعلت جماعةrlm;'rlm; فتح الإسلامrlm;'rlm; الفلسطينية في مخيم نهر الباردrlm;,rlm; وجماعةrlm;'rlm; جند الشامrlm;'rlm; في مخيم عين الحلوةrlm;,rlm; مما فتح الجروح اللبنانية ـ اللبنانيةrlm;,rlm; واللبنانية ـ الفلسطينية علي آخرهاrlm;.rlm;
هذاrlm;'rlm; النموذجrlm;'rlm; ليس لبنانيا خالصاrlm;,rlm; أو يرتبط ارتباطا وثيقا بتجربة حزب الله في لبنان بظروفها الخاصة المعروفة من انقسام بين طوائف مختلفة حدث أن واحدا منها ـ الشيعةrlm;-rlm; شكل القاعدة الشعبية لحزب الله وصلاته الخارجية الممتدة حتي طهرانrlm;.rlm; فما حدث خلال العام الماضي في فلسطين كان صورة مماثلة مع اختلاف في التفاصيلrlm;,rlm; وفي ظل واقعrlm;'rlm; سنيrlm;'rlm; هذه المرةrlm;,rlm; حينما قامت جماعة حماس بالانقلاب علي السلطة الفلسطينية واحتلال مواقعها في قطاع غزةrlm;.rlm; وكما حدث في لبنان حدث في فلسطين حيث استخدمت الجماعةrlm;-rlm; حزب الله وحماسrlm;-rlm; القوة بالعنف المسلح أو بالتظاهر أو كلاهما معاrlm;-rlm; لشل السلطة الوطنية ثم بعد ذلك المطالبة بالحوار معها مباشرة أو من خلال الوسطاء من أجل تشكيل حكومة للوحدة الوطنية تكون للمنظمة الأصولية اليد العليا فيهاrlm;.rlm; وكما حدث في لبنان تولد في فلسطين جماعات جديدة أكثر تطرفاrlm;,rlm; وكأنه لم يكن كافيا قسمة الجماعات الأصولية الفلسطينية بين حماس والجهاد الإسلاميrlm;,rlm; بل أنه خرج علي الفلسطينيين جماعةrlm;'rlm; جيش الإسلامrlm;'rlm; التي بدأت حياتها السياسية السرية بتدريب الإرهابيين المصريينrlm;,rlm; والعلنية باختطاف الصحفي البريطاني آلان جونستون ثم الإفراج عنه وسط ضجة دولية واسعةrlm;.rlm;
ولم يتوقف النموذج اللبناني عند الأوضاع الداخليةrlm;,rlm; وقسمة القوي السياسية المختلفة إلي جماعةrlm;'rlm; المقاومةrlm;'rlm; وجماعةrlm;'rlm; الموالسةrlm;',rlm; وإنما إلي الحقيقة المرة التي تقول أنه رغم الكلمات الزاعقة والعبارات الضخمة والجمل الثوريةrlm;,rlm; فإن المقاومة قد توقفتrlm;,rlm; وباتتrlm;'rlm; الهدنةrlm;'rlm; هي عنوان الموقف كلهrlm;.rlm; وذلك سيكون مفهوما لو أن وقف إطلاق النار قد جري ضمن إستراتيجية للسلامrlm;,rlm; ولكن المعضلة هي أنه لا توجد إستراتيجية لا للحرب ولا للسلامrlm;,rlm; وإنما الجهد السياسي والدبلوماسي وحتي العسكري المبذول مكرس كله لإبقاء الأوضاع مع إسرائيل علي ما هي عليهrlm;,rlm; والاستفادة من هذه الأوضاع في خدمة أهداف محلية محضةrlm;.rlm;
لقد مضي عام علي الحرب اللبنانية الثانيةrlm;,rlm; وبينما أدت الحرب الأولي إلي كم هائل من الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب اللبناني وأرضهrlm;,rlm; إلا أن الحرب الإجرامية كانت في النهاية حرب لبنان كلها بجميع طوائفه وشيعه حتي انتصر في النهاية بخروج القوات الأمريكية الغازيةrlm;,rlm; ومن بعدها القوات الإسرائيلية البربرية التي كانت قد استقرت في الجنوب اللبناني حتي عامrlm;.2000rlm; ولكن الحرب الثانية وإن وحدت الصفوف اللبنانية في بدايتهاrlm;,rlm; فإنها بعد انتهاء الحرب كانت سببا في تفريق وتقسيم لبنان إلي شيع وأحزابrlm;,rlm; والأخطر أنها وضعته علي حافة الحرب الأهلية من جديدrlm;.rlm;
وبعد عام من الحرب يبدو النقاش الذي جري أيامها حول نصر أو هزيمة حزب الله نوعا من المفارقة مع مقتضي الحالrlm;,rlm; فسواء كان الحزب منتصرا أو مهزوما فإن حال لبنان لا يسر عدوا ولا حبيباrlm;.rlm; وبالتأكيد فإن حال الأمة العربية أصبح أكثر بؤسا بما يجري فيها بين لبنان وفلسطين والعراق والصومال والسودان من الخوض في حروب أهلية أو انتظار ساعتها المروعةrlm;;rlm; وفي كل هذه الدول فإن المأساة واحدة حيث قادت جماعة أصولية أو أكثر عملية تدمير البلد المعني من خلال المزايدة والتقسيم واستخدام القوة المسلحة إذا لزم الأمرrlm;.rlm; وفي بلاد أخري فإن النصر يكون دوما نقطة انطلاق إلي الأمام تمسك فيه الأمة بتلابيب الزمنrlm;,rlm; وناصية المكانrlm;,rlm; وبرامج المعرفة والانطلاقات الاقتصادية الكبريrlm;;rlm; ولكن ما بال الحال لدينا مختلفا حيث يكون النصر هو بداية التراجعrlm;,rlm; والفخر في الانتصار علي الأخوة والرفاقrlm;,rlm; والعزة في الشرذمة والتفرقrlm;.rlm; فإذا كان ذلك هو انتصار العام الماضيrlm;,rlm; فكيف كانت الأحوال في الأمة لو كان ما جري بين يوليو وأغسطس من العام الماضي هزيمة ؟rlm;!.rlm;
التعليقات