صالح محمد الشيحي

مثير ومستفز عنوان المقال اليوم.. أليس كذلك؟

حسناً، تخيل أن ابنك البالغ من العمر عشر سنوات سألك فجأة ودون سابق إنذار: ما معنى سرعة القذف؟ بماذا سترد عليه؟!

تخيل هذه المرة أن ابنتك البالغة من العمر 13 سنة سألتك عن معنى الضعف الجنسي لدى الرجال؟

كيف ستخرج من هذه الورطة؟.. حاول أن تبحث هذه اللحظة عن إجابة لتدرك كيف أنها ورطة بالفعل.. ستفاجأ أنك لن تجد.. بل إنه حتى الكذب يصبح عزيزا هذه اللحظة!!

اليوم تحاصرنا هذه العبارات والمصطلحات من خلال إعلانات الأمراض الجنسية في كل زاوية من زوايا حياتنا.. يسير المواطن في إحدى المدن الرئيسية الكبرى برفقة أسرته فيجد لوحة إعلانية ضخمة منتصبة على الرصيف، من عيادة أمراض جنسية أو مركز علاجي متخصص، تتضمن إعلانا عن وجود علاج سريع وفعال ومضمون لعلاج سرعة القذف لدى الرجال، لتأتيه الأسئلة كالقذائف من المقاعد الخلفية!

والمحرج أكثر أنه حتى الصحف اليومية دخلت المضمار.. اليوم الصفحات الأولى للكثير من الصحف التي تدخل منازلنا أصبحت تتصدرها مثل هذه الإعلانات المحرجة!

كتبت قبل أربع سنوات في هذا المكان محذراً من انتشار مثل هذه الإعلانات وقلت وقتها وما زلت أقول إن الورطة الأكبر أن هذه الإعلانات يتم عرضها ونشرها بشكل جذاب ولافت، وبألوان مريحة، وبعبارات برّاقة، وفي أغلب الأحيان يرافقها (صورة رجل) تطرح مليون علامة استفهام، وتخلّف وراءها ركاماً من الأسئلة في أذهان الطفل: لماذا هو سعيد؟ أو.. لماذا هو حزين؟!

ولمعالي القدير وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد مدني ومسؤولي البلديات أقول: إن بعض دول المشرق منعت الإعلانات المحرجة أوالخادشة للحياء.. لماذا لا تمنعونها في بلادنا؟ لسنا ضد أي إعلان، لكن يفترض أن تصل رسالة المعلن وفق ضوابط اجتماعية محددة.