ستيفن لندمان وروبرت مور - واشنطن بوست
تكشف مؤشرات التأييد المخفضة للرئيس جورج بوش والكونغرس ـ وكان آخرها يشير الى 24% للرئيس و11% لمشرعى الدولة- وضعا يثير الحيرة. فهذا دليل دامغ على أن أركان العصابة فى واشنطن منقسمة إلى حزبين، شكلا فقط. وفكرة أن نوفمبر- تشرين الثانى من هذا العام 2008 سيقدم تغييرا للأمور quot;بعد معرفة من سيكون الرئيس الجديدquot; عما كانت عليه فى العام 2007 هى مجرد محض خيال.
أرسل أحد المصوتين القدامى رسالة فى نوفمبر الماضى لإنهاء حرب واحتلال العراق، وبدلاً من ذلك، استمر الكونغرس الـ 110 والذى يقوده الحزب الديمقراطى ـ فى الإنفاق، وبمزيد من الأموال على الحرب. وفى مايو-أيار قام البيت الأبيض بإجازة قانون له أغلبية ساحقة عن الدفاع القومى لعام 2008 ويدعو لاستمرار عمليات العراق وأفغانستان. وقام مجلس الشيوخ بتمرير قانون مماثل فى أول أكتوبر-تشرين الأول ولم يعارضه سوى ثلاثة أصوات. وكلا القانونين لم يحدد جدولاً زمنياً للانسحاب من العراق، والتشريع النهائى يجب أن يرسل لاحقاً للرئيس.
أضف إلى ذلك أموالاً أخرى، حيث طلب بوش مبلغ 46 مليار دولار ليجعل تمويل الحرب الإضافى أكثر من 196 مليارا ومازال الرقم يرتفع، والكونغرس وافق على ذلك، وأكثر على الرغم من إعلان الديمقراطيين أن الميزانية قد تزيد فى المستقبل. ربما تزيد فى كم التغذية واللحوم للجيش كذريعة quot;وغطاءquot; لتخصيص أموال أكثر للحرب، كما أن الديمقراطيين يؤيدون ويدعمون رغبة الإدارة باحتواء إيران عن طريق ترديد أصداء اللوبى الصهيونى وما يقوله عن quot;التهديد الإيرانيquot;.
وتعد الحرب quot;ولو الفارغةquot; مع إيران من أولويات الجيش والدفاع الآن، وكبار الديمقراطيين فى الكونغرس يروجون أكثر لخطر وهمى لا وجود له لكى يتهيأ الرأى العام لما قد يحدث. وقبل ذلك فى مارس-آذار الماضى كان الكونغرس ألغى بنداً من قانون قانونه إزاء إلزام بوش بالحصول على موافقة الكونغرس قبل الهجوم على إيران، وفى يوليو-تموز أجاز الكونغرس بالإجماع quot;97 صوتاً مقابل صفر للمعارضةquot; تعديل ليبرمان الذى بالفعل يصدق على الحرب إن تم شنها لاحقاً. ومن المؤكد أن ذلك يدعم اتهامات بوش التى لا أساس لها بأن طهران تمول وتدرب وتمد المقاومة العراقية بالسلاح quot;مما يساهم فى عدم استقرار العراق، ويجعل إيران مسؤولة عن قتل مجموعة من القوات المسلحة الأمريكيةquot;.
أضاف البيت الأبيض صوته فى 25 سبتمبر-أيلول بالتصويت quot;397 ـ 16quot; لقانون حظر انتشار التأثير الإيرانى لعام 2007 والذى يفرض عقوبات على الشركات غير الأمريكية التى تستثمر فى قطاع بترول إيران. فى اليوم التالى أجاز مجلس الشيوخ قانوناً بموافقة الأغلبية quot;79 ـ 22quot; بتعديل quot;كيل ـ ليبرمانquot; الذى يدعو سياسة أمريكا إلى quot;احتواء ومقاومة وquot;إيقاف إيران باستخدامquot; الطرق الدبلوماسية والاقتصادية والمخابراتية والعسكريةquot; وهناك لغة تدعو للحرب فى القانون مثل: quot;يجب أن تصنف أمريكا الحرس الثورى الإسلامى الإيرانى كمؤسسة أجنبية إرهابية... وتضعها على قائمة الإرهابيين الدوليين... ويجب أن تكون سياسة أمريكا التوقف عن عمليات العنف داخل العراق والتأثير الذى يهدد استقرار العراق بسبب حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعملائها الأجانب مثل حزب الله والعراقيين ممن يعملون كوكلاء لإيرانquot;.
ساعدت هذه الإجراءات على تمهيد الطريق لقرار بوش الأحادى الجانب فى 25 أكتوبر-تشرين الأول الماضى بفرض العقوبات التى سنناقشها لاحقاً وكانت حركة غير مسبوقة ضد السيناتور العسكرى جيم ويب quot;الذى صوَّت بالرفضquot; والذى يعبر رفضه عن: quot;طريقة خفية للحصول على تصديق الكونغرس لأى إجراء عسكرى بدون مناقشة جادة، مما يحقق أهم أحلام ديك تشيني.
تصرف بوش مرتين بشكل استفزازي، فى المؤتمر الصحافى فى 17 أكتوبر كان يؤمن بشكل تهديدى بأن إيران: quot;تسعى للعلم والإمكانيات لامتلاك السلاح النووي... من مصلحة العالم منعها من ذلك... إذا امتلكت إيران السلاح النووى ستهدد سلام العالم... ولكن إذا كنا مهتمين بتجنب quot;الحرب العالمية الثالثةquot; يجب منع تلك الخطوة والحرب القادمة المحتملة النوويةquot;.
فى 25 أكتوبر قام بوش مرة أخرى بإجراء ضد معارضة الصين وروسيا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وإجراءاته الصارمة وفرض بشكل أحادى عقوبات قاسية جديدة ضد الحرس الثورى الإيرانى وقوات القدس الخاصة به، و3 بنوك قومية وأكثر من 20 شركة إيرانية وأطلق على الحرس الإيرانى جهة تسعى لنشر أسلحة الدمار الشامل وقال إن قوات القدس quot;ترعى وتدعم الإرهابquot;.
يصدق الديمقراطيون ذلك ويتجاهلون آخر تقرير لمحمد البرادعى رئيس هيئة الطاقة النووية فى 28 أكتوبر الذى يكرر ما قاله فى تقاريره السابقة. قال إنه لا دليل ضد إيران إزاء مسألة أنها تبنى أو تسعى لبناء أسلحة نووية واتهم إدارة بوش أنها تضيف quot;الوقود للنارquot; بجعجعتها العدوانية التى تدعو للحرب quot;بينما الإتصالات والترتيبات للحوار بين الطرفين جارية على قدم وساق-ع.أquot;. وتفضل quot;المعارضة المخلصةquot; بدلاً من ذلك قبول اتهام سكرتيرة الصحافة للبيت الأبيض دانا برينو فى 29 أكتوبر بأن إيران دولة تخصب اليورانيوم وسبب ذلك هو صناعة السلاح النووي.
هذا الاتهام والعقوبات الجديدة التى فرضتها الإدارة الأمريكية زادت من التوتر أكثر ووصل لدرجة قال عنها محلل سياسي: quot;طلقة تحذيرية من السهم والقوس ولا تعدو لأن تكون مجرد إشارة بأننا سنحاربquot; لكن المحللين الآخرين يقولون إن الاحتمال يزيد بموافقة الكونغرس على حرب ضد إيران. هذه الحركة لفتت نظر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى مدينة لشبونة الذى كان يحضر بها قمة قادة الاتحاد الأوروبي، وقال: quot;لماذا نزيد الموقف سوءاً ونصل به إلى طريق مسدود بالعقوبات الاقتصادية والتدخل العسكري؟quot;. ثم أشار إلى قول بوش: quot;الجرى كالمجنون الذى يحمل شفرة موسى ويلوح بها ليس أفضل طريقة لحل أى أزمةquot;.
العقوبات الجديدة المفروضة لن تؤثر على الشركات الأمريكية، فهى ممنوعة بالفعل من التعاون التجارى مع إيران، لكنها عقوبات تستهدف الأطراف الأجنبية العميلة المستفيدة التى تواجه خطر العقوبات وعزلها عن السوق الأمريكي. يبقى أن ننتظر لنرى مدى فاعلية ذلك مع دول الاتحاد الأوروبى المهمة والصين وروسيا والهند وغيرها من الدول المتعاونة اقتصادياً مع إيران. لن تتحمس هذه الدول لقطع علاقاتها مع إيران أو الانضمام لحملة أمريكا لحرب شاملة وواسعة فى الشرق الأوسط، علاوة على أن إيران من كبرى الدول المنتجة والمصدرة للبترول وسعر برميل البترول الخام يقترب من 100 دولار حالياً، وأى قطع للإمدادات أو تخفيضها بشدة يضمن ارتفاع السعر لأكثر من 100 دولار ويحدث كساد للاقتصاد العالمى باحتمال كبير.
على الرغم من ذلك، فإن آلة الحرب التابعة لبوش تضغط على الديمقراطيين فى الكونغرس ومرشحى الرئاسة من الحزبين يؤيدون حركة بوش والجبهة الديمقراطية ومرشحتها الأولى هيلارى كلينتون متحفزة مثل جو ليبرمان وجون ماكين ويصدقون على قرار الهجوم على إيران ويعتقد ماكين أن ضرب مواقع إيران النووية: quot;احتمال أقرب للواقع بأكثر من تكهناتنا ومناقشاتنا الليليةquot;.
حتى هيلارى كلينتون متحفزة للحرب وقالت فى خطاب سابق: quot;أمن وحرية إسرائيل يجب أن يكونا حاسمين وتظل فى قلب أى اتجاه أمريكى نحو الشرق الأوسط، ولا نجرؤ على التخلى عن التزامنا الحازم هذاquot;. وقالوا إنها قالت عن القضية الحالية للسياسة الخارجية: quot;إيران تمثل تحدياً استراتيجياً دائماً على المدى الطويل لأمريكا وحليفها حلف الناتو quot;حلف شمال الأطلنطيquot; وإسرائيل، وهى الدولة التى تمارس الإرهاب وترعاه وتستخدم عملاءها وبدائلها لإمداد المتفجرات التى تقتل قوات أمريكا فى العراق... وإيران يجب ألا نسمح لها ببناء وامتلاك أى أسلحة نووية. إذا لم تنصع إيران لإرادة المجتمع الدولى فيجب طرح كل الخيارات على المائدةquot;. الشيء الإيجابى الوحيد فى موقفها quot;بالكاد نراهquot; هو رغبتها فى موافقة الكونغرس أولاً على أى حرب أو تدخل عسكرى فى المستقبل. وحتى الآن كان هذا هو الإجراء الأساسى الملائم كختم الدولة الذى يصدق على قراراتها، ولن يختلف الأمر إذا أمر بوش بالهجوم سواء بموافقة ديمقراطيى الكونجرس quot;ومنهم هيلارى كلينتونquot; أم لا.
كتب جون ريتشارد سون فى 18 أكتوبر الماضى فى مقاله فى موقع Esquive.com أن، موظفين كبيرين سابقين فى مجلس الأمن القومى التابع لإدارة بوش يخشيان حدوث الأسوأ، فهما خبيران فى شؤون الشرق الأوسط وهما فلينت ليفريت وهيلارى مان ويعلنان عن آرائهما دوماً على الملأ، ويعتقدان أن الحرب مع إيران كانت فى الأجندة الخفية منذ سنوات طويلة، وأن quot;الموعد المحدد يقترب جداًquot;. وخاصة مع الحركة غير المسبوقة بإطلاق اسم quot;منظمة إرهابيةquot; على الحرس الثورى الإيرانى quot;قوة القدسquot;. يقول ريتشارد سون ما يتصور أنه سيحدث: ستخفق الجهود الدبلوماسية للأمم المتحدة لأن روسيا والصين لن يوافقا على العقوبات القاسية. ولن تتغير سياسات إيران دونquot; أى حافز له مغزىquot; من أمريكا، ما سيحفز رد فعل البيت الأبيض بالخطورة الكبرى ويقرر بوش أن يهجم على إيران ومنشآتها النووية ويضرب مناطق أكبر، وهذا بدوره سينتج عنه زيادة ضخمة فى الهجوم على جنود أمريكا فى العراق، وقوات حزب الله التى تعمل بالوكالة ستزيد هجومها مما يحفز رد فعل غير معلوم من.. أفغانستان وباكستان حيث يعجب الملايين بمقاومة إيران. والهجوم على إيران قد يجعل أمريكا تنهمك فى حرب مع كل العالم الإسلامي. المقال أيضاً يذكر حواراً مع ضابط المخابرات السابق والمؤلف روبرت باير quot;من مجلة quot;التايمquot;quot; ويقول إن موظفا كبيرا فى البيت الأبيض يقول إن: quot;سبب الحرب للإدارة هو المصالح الاقتصادية فقط وبالتالى سيكون هناك هجوم على إيرانquot;.
أثارت جريدة quot;تايمزquot; اللندنية الكثير من التساؤلات عن تقرير 21 أكتوبر يقول كاتب العمود مايكل سميث: كشفت مصادر فى الدفاع البريطانى أن quot;قوات بريطانية جوية خاصة اجتازت المجال الجوى لإيران عدة مرات quot;مع قوات خاصة أخرى استرالية وقوات العمليات الخاصة الأمريكيةquot; كجزء من حرب الحدود السرية ضد قوات الحرس الثورى الإيرانى والقوات الخاصة التى تسمى quot;قوة القدسquot; ودخلت فى نصف دستة معارك حامية الوطيس عبر حدود العراق وإيران فيما يبدو كمحاولات مقصودة من أمريكا وبريطانيا لاستفزاز إيران وإيجاد مبرر لهجمة أمريكية كبرى.
يحوم الاحتمال الأول منذ فترة طويلة، وإن وقع لن يدهش الملاحظين والمحللين مثل خبير إيران غارى سيك وكان المستشار العسكرى لثلاثة رؤساء لأمريكا وذكر فى جريدة ديرشبيغل الألمانية: quot;التغيير الأخير فى تركيز أمريكا نحو دعم إيران للإرهاب فى العراق... تغيير تام وخطير للغايةquot;. هذا بسبب أنه من الأسهل إثبات دعم إيران quot;سواء حقيقى أم لاquot; للمقاومة العراقية، مقارنة لإثبات أن إيران تمثل خطراً نووياً وشيكاً على العالم.
تذكر دير شبيغل معلومات سربها موظف كبير مقرب من ديك تشينى بأنه: quot;طلب تحليلاً سرياً لكيفية بداية حرب مع إيران وسيناريو يؤلفه الاستراتيجيون الذين يعملون معه، وأول خطوة لواشنطن هى إقناع إسرائيل بإطلاق نيران قذائفها على وحدة إيران لتخصيب اليورانيوم quot;ناتانزquot;، مما يثير إيران للانتقام وتعطى إدارة بوش العذر والمبرر الذى تريده للهجوم على أهداف عسكرية ومنشآت إيران النووية. والديمقراطيون يوافقون على ذلك إن حدث وكذلك المتحدثة باسم الكونغرس نانسى بيلوسي. تذكر الكاتبة الصحفية مارجريت كيمبرلى من quot;بلاك أجنداquot; أن الأمر بمثابة كارثة للحزب الديمقراطى وكل الأمة بسبب سعيها وحماسها للتعاون مع نظام بوش وعدم كفاءته فى قيادة الكونغرسquot;.
ولكن يبدو ان كل قصة التهديد بالحرب ضد إيران لم تخرج من دائرة المناورات لايجاد ترتيبات إقليمية جديدة تستطيع الولايات المتحدة من خلالها quot;احتواءquot; إيران وضبط تحركاتها على نحو يخدم المصالح الامريكية فى العراق وبقية دول المنطقة، مقابل حصول إيران على بعض المنافع المحدودة، سواء من خلال علاقات مع الحكومة الموالية لها فى بغداد، او من خلال حصولها على تطمينات بأن النظام الإيرانى لن يتعرض للتهديد إذا ما تخلى عن الرغبة بانتاج أسلحة نووية. أما على صعيد الحرب المزعومة ضد الإرهاب، فهناك من الديمقراطيين البارزين الآخرين من لديه نفس الرأى مما يؤكد أن مزاعم المتعصب المرشح لمنصب النائب العام مايكل موكاسى لن يتم دحضها. وإن رئيس اللجنة التشريعية للديمقراطيين فى مجلس الشيوخ ليهى وويب دوربين يقولان إن أصواتهما تعتمد على الاعتراف بأن إغراق رأس المعتقلين فى الماء يعتبر تعذيباً، وأثناء جلسة سماع مزاعمه كان موكاسى مراوغاً وغير ملتزم.
عندما سئل أثناء الاستجواب، ادعى بشكل غير قابل للتصديق بأن الإغراق فى الماء كان موجودا كطريقة استجواب منذ قرون ويشمل إجراءات يعلمها الجميع. قال موكاسى: quot;إذا كان الإغراق بالماء تعذيباً، فسيكون مخالفاً للدستورquot; وكرر عبارة البيت الأبيض: quot;نحن لا نعذبquot; على الرغم من أن القضاة يؤكدون أن إدارة بوش تغض الطرف عن ممارسات التعذيب وأكثر الطرق عنفاً وقسوة فى الاستجواب والتحقيق للمخابراتquot;. وكان يعرف أن الكتاب الصادر عن quot;إدارة التعذيبquot; يستلزم الدليل الدامغ، حيث يذكر أن هناك أوامر عليا للتعذيب من دونالد رامسفيلد، ويجب أن يتدخل البيت الأبيض أيضاً. هذا يشمل بوش والبرتو غونزالز وزير العدل السابق، الذى كان فى 2002 مستشار البيت الأبيض، وقال عن اتفاقيات جنيف إنها قديمة وغير صالحة الآن، كما أن النائب العام أباح العنف والقسوة النفسية والبدنية كسياسة رسمية للإدارة.
يؤكد موكاسى كرجل أعمال وعميل: quot;لا أظن أن هناك إساءة معاملة لسجناء غوانتاناموquot; ويقول إنه يدعم حق الرئيس فى اعتقال مواطنى أمريكا دون تهمة وينكر أى حقوق للاعتقال quot;للأعداء المقاتلينquot; حيث لا يتمتعون بأى حق قانوني، لكن هذا بموافقة الديمقراطيين فى اللجنة القضائية والأغلبية العظمى للحزب موافقة على ذلك. فى خطاب متابعة ذكر السيناتور ليهى أن موكاسى كان مراوغاً وغير ملتزم بأى شيء أثناء جلسة الاستماع لتأكيداته وكان يتجنب التعليق على قوى إشراف الرئاسة على كل شيء بما فاق حدود القانون واستمر فى تجنب الاعتراف بأن الإغراق فى الماء يعد تعذيباً. وبدلاً من ذلك قال: quot;هناك المسألة الحقيقية، هل الطرق التى قدمناها وناقشناها فى هذه الجلسة وفى خطابكم كانت جزءاً من أى برنامج لاستجواب المعتقلين أم لا ؟quot;، ثم أضاف: إذا تم تأكيد كلامه فسوف يركز على quot;حل المشاكل بالتعاون مع الكونغرسquot; وينصح بوش بما هو مناسب فى أى طرق يحدد أنها غير قانونية، والرئيس ملزم بالدستور وبالاتفاقيات التى تحظر التعذيب. هذا الرجل والرئيس ينتهكان القانون ويتفاخران بذلك لكن الديمقراطيين يدعمونه على طول الخط كما سيفعل النائب العام القادم.
البيت الأبيض والديمقراطيون
بدون سابق إنذار قام البيت الأبيض بتصويت بالإجماع quot;404 ـ 6quot; على قانون quot;منع العنف ومكافحة الإرهابquot; لعام 2007 فى 23 أكتوبر ويسميه البعض قانون quot;منع الجرائم الفكريةquot; والكرة الآن فى ملعب مجلس الشيوخ، هل سيجيز هذا القانون بتوقيع بوش؟ وهل سيؤسس لجنة ومركزاً عالياً لبحث quot;الجرائم الفكريةquot; ؟
تخفى لغة القانون نواياه الحقيقية لأن quot;العنف والإرهابquot; فى البلاد ليس الهدف الحقيقى مهما قالت الإدارة. الهدف المعلن منه هو التطرف والعنف أى اعتناق مبادئ متطرفة تسهل العنف المبنى على فكر أيديولوجى للتحريض على تغيير دينى أو سياسى أو اجتماعي. والإرهاب داخل البلاد المقصود منه هو استخدام العنف بخطة وتهديد على يد أفراد أو جماعات لإرهاب الحكومة الأمريكية وترويعها وتهديد أمن الشعب.. وأى قطاعات أخرى لنشر وتحقيق أهداف سياسية أو اجتماعية.
مع القوانين الأخرى التى تقمع الحريات بعد 11 سبتمبر-أيلول 2001، فهذه القوانين تمنع أى آراء غير مؤيدة سواء فردية أو لجماعات ـ أى الآراء التى تختلف عن سياسات الدولة حتى غير المشروعة منها تحت إدارة بوش. بالتالى فإن ضباط النيابة سيتمكنون من القبض على مناهضى الحرب ومحررى صفحات الانترنت وأصحاب المدونات وضيوف برامج التلفاز والمذياع ومعلقى السياسة ممن يعارضون بروباجندا قانون مكافحة الإرهاب.
إذا صار هذا التشريع قانوناً، وهذا بالتأكيد سيحدث، فإن أى رأى أو حركة ضد الحكومة ستعتبر منشقة ومارقة وبالتالى quot;إرهابيةquot; وتؤيد العنف الأيديولوجى وبالتالى سيواجه أصحابها أحكاماً وعقوبات قاسية. ينضم هذا القانون للقوانين القامعة لما بعد 11 سبتمبر 2001 مثل قانون الوطنية 1 و 2 وقوانين حماية أمريكا عسكرياً، والخطوات السيئة نحو حالة الأمن القومى وشرطة الأمن التى تتحكم فى كل شيء، مما يثير خوف واستنكار الجميع.
يجب إلقاء اللوم على الكونغرس والحزب الديمقراطى الحاكم رقم 11 والذى تم انتخابه لإنهاء هذه الممارسات لكنه زادها سوءاً... ومازال هناك 12 شهراً نتحمل فيها حكم بوش مما يتيح له الوقت لاحتواء إيران إذا كانت تلك هى خطته. اما واشنطن فستظل كما هي، ولا شيء سيتغير فيها.
التعليقات