أحمد كمال
قبل فترة قصيرة سئل رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري بعد تأجيلات انتخاب رئيس لبنان لعشر مرات، متى يستقر قرار اللبنانيين على اختيار رئيس وتعديل النص البرلماني المتعلق بذلك، فرّد: raquo;إذا ما اصطلح العرب واتفقوا فإننا بخيرlaquo;.
واجتمع وزراء الخارجية العرب، واتفقوا على حل أعلنت كل الأطراف والفرقاء اللبنانيين الموافقة عليه، ويتلخص في أن يجتمع مجلس النواب اللبناني وينتخب ميشال سليمان قائد الجيش المتفق عليه من قبل معظم أطراف اللبنانيين ثم يجتمع المجلس لتعديل المادة الدستورية المتعلقة بذلك ثم - من ضمن المشروع المقترح من قبل وزراء الخارجية - يحل البرلمان وتوزع المقاعد بين الأكثرية والأقلية ورئيس الجمهورية حتى لا يتغلب فريق على فريق بالنسبة لطرح اي مشروع على البرلمان يحتاج الى تصويت، ويمكن للرئيس ان يرجح كفة على اخرى من خلال صلاحياته والعشرة نواب الذين ينتمون إليه.. وذلك للابتعاد عن raquo;النص زائد واحدlaquo; كما يقول اللبنانيون.
وبمجرد إطلاق هذا المشروع من قبل وزراء خارجية الدول العربية بالإجماع، رحبت به معظم الأطراف اللبنانية حتى المتحفظة عليه نسبياً والتي لمحت إلى تعديلات طفيفة عندما يأتي عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية.
وذهب الأمين العام إلى بيروت والتقى جميع الأطراف وبالتحديد رؤساء الأطراف واحداً واحداً طارحاً عليهم المشروع بكل تفصيلاته، مبيناً لهم الخطر الذي يحدق بلبنان، مذكرا كل واحد منهم عتبه على الدول العربية التي لم تهتم بلبنان، ولكن لم يلق عمرو موسى الا العراقيل الواحد تلو الآخر والتعنت الذي بدأوا به منذ اجتماعهم الاول حتى الاجتماع الاخير وهو الحادي عشر ليبقى لبنان أشهراً من غير رئيس او بتعبير أدق من غير رأس، ولم يعد عمرو موسى الى القاهرة مقر عمله حتى بخفي حنين..
والخطر يتضاعف يوماً بعد آخر، مبشراً بانزلاق خطير نحو الصدام المسلح، إذ لم تكفِ الاغتيالات الفردية لمختلف الضحايا بعد، وبدأت الوساطات تخف تدريجياً لا من أوروبا ولا من الاخــوة ولا مــن أي طــرف.. غير أهلــه الذيــن لم يبق امامهم الا طريقان لا ثالث لهما، اما الاتفاق او الحرب لا سمح الله..
التعليقات