عبدالله محمد القاق
بالرغم من الجهود الكبيرة التي يقوم بها جلالة الملك عبدالله الثاني في الدعم الفلسطيني اللامحدود سواء في الوقوف الى جانب الفلسطينيين في معاناتهم ، من الجوع والفقر ، وسعيه اللامحدود لدى الاسرة الدولية لوقف الاعتداءات الهمجية الاسرائيلية على الفلسطينيين ووقف قضم الاراضي العربية ، وتوجيهاته بمعالجة الاخوة الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية ، واستنكار جلالته لاستمرار هذا النزيف الدموي من اسرائيل تجاه الفلسطينيين الابرياء والعزل.. إلا اننا لم نسمع الا القليل من الشجب والاستنكار من المجتمع الدولي حيال هذه الاجراءات الاسرائيلية التعسفية ضد الفلسطينيين التي أدت هذه الغارات الاسرائيلية الى استشهاد اكثر من خمسين فلسطينياً من النساء والشيوخ والاطفال في غضون الثلاثة ايام الماضية ولم تتوقف هذه الغارات على هذا الشعب الاعزل..
ان الامتين العربية والاسلامية مطالبتان باتخاذ مواقف جادة وحاسمة ضد هذه الانتهاكات والممارسات العدوانية والمتمثلة باغلاق المعابر ووقف تزويد قطاع غزة بالكهرباء والاغذية والوقود.. فضلاً عن دعوة مجلس الامن الدولي لعقد جلسة طارئة لوقف هذه الاعتداءات ، وان كنا لا نثق في هذا المجلس لانه اصبح اداة طيّعة في يد الولايات المتحدة ، لا يمكن له اتخاذ قرار الا اذا كان ضد العالمين العربي والاسرائيلي بعيداً عن اسرائيل..
فهذه الاعتداءات جاءت في وقت لم تجف فيه تصريحات الرئيس الاميركي بوش عن دعوته للسلام ، واقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.
فبالرغم من تأكيدات الاتحاد الاوروبي للفلسطينيين بضرورة بناء دولة من اجل السلام وانشاء قوة فلسطينية حديثة تعمل حسب المبادىء الديمقراطية وفي تعزيز سلطة القانون.. وزيادة نمو الاقتصاد الفلسطيني الذي تراجع بشكل ملحوظ مؤخراً وفتح المعابر الا ان الاعتداءات المستمرة على غزة تثير مشكلة رئيسة لدى الاوروبيين حيث اوضحوا في اكثر من مناسبة رفضهم الاعتداء على المواطنين الابرياء ، ووصفهم هذه الاجراءات والممارسات بانها غير اخلاقية وغير قانونية وغير مبررة لان مثل هذا التصعيد الذي يقوده وزير الحرب الاسرائيلي باراك يهدف من ورائه الى امكانية تعقيد المواقف العربية - الاسرائيلية بصورة اكثر والى تلميع صورة باراك ليكون رئيساً مقبلاً لحكومة اسرائيل..
ان الاوضاع الحالية للفلسطينيين تدعو للشفقة والرثاء امام هذه الاعتداءات.. الهمجية الامر الذي يترتب على القيادة الفلسطينية ان تعمل سريعاً على توحيد صفوفها وازالة الخلافات بين فتح وحماس لمواجهة هذا العدوان الاسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني والذي يشير باراك في خطابه الاخير امام مجموعة من الضباط الاسرائيليين انه سينتصر في الحرب المقبلة.. والتي لم يحددها.. ويتناسى باراك الذي كان رئيساً لفرقة يهودية قتلت ثلاثة قياديين بالفردان وبيروت قبل عقدين من الزمن انه لن يستطيع تحقيق اهدافه.. فهل سينتصر في حربه ضد حزب الله الذي هزم اسطورة هذا الجيش في تموز عام 2006 والذي لم يستطع الدفاع عن كرامته.. ورجولته الضائعة..، فالمطلوب في ضوء هذه الاعتداءات الاسرائيلية على الفلسطينيين تحرك عربي سريع لعقد اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولي ولمجلس الجامعة العربية لاتخاذ مواقف محددة لدعم الفلسطينيين ، والعمل على وقف المفاوضات مع اسرائيل.
السلطة مدعوة لوقف هذه المفاوضات العبثية التي لن يستفيد منها الفلسطينيون سوى المزيد من القتل والاستيطان وتجريف الاراضي واهدار حقوق اللاجئين ، خاصة وان اطلاق اكبر عملية سياسية ودبلوماسية عربية بعد هذا الصمت العربي لتعزيز الحشد الدولي للقضية ووقف المجازر الاسرائيلية امر مطلوب وضروري لانقاذ هذا الشعب من الوحشية الاسرائيلية فضلاً عن هذه الممارسات التي تقوم بها قوات الاحتلال والتي يندى لها الجبين،
- آخر تحديث :
التعليقات