تعثر صدور بيان لمجلس الأمن بسبب laquo;صواريخ غزةraquo;

الأمم المتحدة وأميركا تؤيدان تسليم عباس المعابر

رام الله , نيويورك , غزة - محمد يونس , فتحي صبّاح , راغدة درغام

تراجعت حدة أزمة الوقود والكهرباء في قطاع غزة laquo;موقتاًraquo; امس بعد سماح اسرائيل بارسال امدادات laquo;جزئيةraquo; للقطاع، وذلك عشية الاجتماع الطارئ الذي عقده مجلس الامن امس للبحث في الوضع الانساني المأسوي في قطاع غزة. وبدا امس ان محاولات اصدار بيان في مجلس الامن يطالب اسرائيل بوقف الهجمات وفتح المعابر، تتعثر بسبب خلوه من الاشارة الى الصواريخ التي تُطلق من غزة على اسرائيل. رغم ذلك، استأثرت قضية المعابر بالاهتمام بعد اعلان الرئيس محمود عباس انه طلب من اسرائيل تسليمه ادارتها، وسط laquo;دعمraquo; من واشنطن والامم المتحدة لهذا الطلب، وبوادر لموافقة اسرائيلية، في وقت اعلنت حركة laquo;حماسraquo; انها ستدرس الامر.

وفي نيويورك، عقد مجلس الأمن جلسة علنية تلبية لطلب تقدم به رئيس المجموعة العربية للشهر الجاري، القائم بالأعمال بالنيابة في الوفد السعودي عبداللطيف حسين سلام. وصاغت المجموعة العربية مسودة مشروع قرار وأخرى لمشروع بيان رئاسي بهدف اقناع مجلس الأمن بتبني أحداها، إلا أن عدداً من أعضاء المجلس عارض خلوَ الموقف العربي من أي اشارة إلى قذائف laquo;القسامraquo; التي تُطلق من غزة على إسرائيل. وتوقع ديبلوماسيون أميركيون ألا يصدر أي موقف عن المجلس أمس، او حتى ان يصدر أي موقف على الاطلاق إذا استمر تباعد المواقف.

وانطلق الموقف العربي من مطالبة مجلس الأمن لإسرائيل بوقف laquo;هجومها العسكريraquo; وraquo;الوقف التام لجميع أعمال العنفraquo; وraquo;الممارسات والاجراءات غير الشرعية وانتهاكاتها للقانون الإنساني الدوليraquo;، وطالب بفتح المعابر وتسهيل عبور الصادرات والواردات الإنسانية من غزة وإليها.

وفيما ركز الموقف العربي حصراً على التجاوزات الإسرائيلية، قالت الأمانة العامة للأمم المتحدة في احاطة وكيل الأمين العام للشؤون السياسية لين باسكو إن laquo;ما مهّدraquo; للتصعيد الذي حدث في غزة هو laquo;الصواريخ وهجمات الهاون اليومية على المدنيين الإسرائيليين من جانب مجموعات متطرفة في غزة، وشن قوات الدفاع الإسرائيلي هجمات عسكرية على غزة، اضافة الى القيود الإسرائيلية على المعابر في غزة بدعوى وقف الصواريخraquo;.

وقال باسكو إن الصواريخ laquo;أمر غير مقبول وندينه إدانة قاطعةraquo;، كما عبّر عن القلق من استمرار احتجاز الجندي غلعاد شاليت في غزة، ومن laquo;استمرار حماس في منع وصول الصليب الأحمر الدولي، ما يتنافى مع القانون الإنساني الدوليraquo;، ومن الاتهامات التي تفيد بـraquo;تهريب السلاحraquo; إلى غزة. لكنه طالب إسرائيل laquo;بالاحترام الدقيق للقانون الإنساني الدوليraquo;، وقال: laquo;أعلن هنا بكل حزم ان الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك ما يخص غزة، تترتب عليه واجبات بمقتضى القانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعةraquo; المعنية بحماية المدنيين في زمن الحرب. وشدد على laquo;موقف الأمم المتحدة الأساسي والمبدئي المعارض للقتل الخارج عن القانون (الاغتيالات)raquo;، مضيفا أن laquo;على إسرائيل واجبات بألا تتخذ اجراءات مفرطة أو تعرض المدنيين للخطرraquo;، وطالبها بـraquo;التحقيق في الأحداث التي أدت إلى سقوط المدنيينraquo;.

وأشار باسكو إلى قيام إسرائيل بفتح معبرين لمرور الوقود والمواد الإنسانية التي تحملها المنظمات الدولية laquo;إنما ليس واضحاً إن كانت هذه المعابر ستبقى مفتوحةraquo;. وقال إنه في حال عدم وصول البنزين، هناك خوف من laquo;استنزافraquo; المواد الأساسية لدى البرنامج الغذاء العالمي في غزة. وعبر عن laquo;دعم الأمين العام القوي لخطة للرئيس عباس ورئيس وزرائه سلام فيّاض لاشراف السلطة الفلسطينية على المعابر إلى غزة، خصوصا معبر كارني (المنطار)raquo;، وقال إن laquo;التنفيذ الباكر لهذه المبادرة يجب أن تكون له الأولوية من أجل المدنيين في غزةraquo;.

في هذا الصدد، اعلن الرئيس عباس امس انه طلب من اسرائيل تسليمه ادارة المعابر في قطاع غزة، وقال: laquo;ابدينا استعدادنا، وكررنا الاستعداد ان السلطة مستعدة لاستلام المعابر كافة من اجل تسهيل حياة الناس وتنقل الافراد والحالات الانسانية وتنقل البضائع من قطاع غزة واليهraquo;. وكانت حكومة فياض تقدمت الشهر الماضي بطلب الى الحكومة الاسرائيلية لنقل ادارة معابر قطاع غزة اليها، لكنها لم تتلق جوابا بالقبول او الرفض. وقال الناطق باسم الحكومة الدكتور رياض المالكي لـraquo;الحياةraquo; ان الجانب الاسرائيلي وجه أخيرا اسئلة فنية للجانب الفلسطيني عن ادارة تلك المعابر laquo;ما يشير الى حدوث حراك في القضيةraquo;.

من جانبه، قال مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور ان الاجراءات الاسرائيلية في غزة تنتهك القانون الدولي laquo;ولا بد من مساءلة السلطة القائمة بالاحتلال على اقتراف مثل هذه الجرائمraquo;.

من جانبه، اتهم القائم بأعمال البعثة الاسرائيلية لدى الأمم المتحدة غيلاد كوهن laquo;حماسraquo; باستخدام الفلسطينيين المدنيين laquo;درعاً انسانياًraquo; وهم يشنون الهجمات على المدنيين الاسرائيليين.

وخلال الجلسة، طالب معظم أعضاء مجلس الأمن اسرائيل بفتح المعابر وبالتوقف عن الافراط في استخدام القوة العسكرية، حتى ان كانت رداً على هجمات الصواريخ من غزة، كما طالبوها بالكف عن العقاب الجماعي للمدنيين. وفي الوقت نفسه دان معظمهم laquo;حماسraquo; وسماحها باطلاق الصواريخ، ودعا الى التوقف عن اطلاقها على المدنيين في اسرائيل.

من جانبه، حمل السفير الأميركي زلماي خليل زاد laquo;حماسraquo; المسؤولية، خصوصا اطلاق الصواريخ laquo;على رغم الانسحاب الاسرائيليraquo; من غزة. وقال ان laquo;حماس هي، في نهاية المطاف، المسؤولة عن الوضع السائدraquo; الذي وصفه بأنه وضع laquo;صعب لأهالي غزةraquo;. واضاف: laquo;لو كانت حماس مهتمةraquo; بالفلسطينيين ومستقبلهم laquo;لوضعت حداًraquo; للصواريخ على اسرائيل laquo;ولتخلّت عن سيطرتها غير الشرعيةraquo; على قطاع غزة ولاعادت زمام السيطرة الى laquo;القيادة الشرعيةraquo; المتمثلة بعباس وفياض، معبرا عن laquo;دعمناraquo; لفكرة ومبادرة اشراف السلطة الفلسطينية على المعابر. ودعا الأسرة الدولية الى تجنب الوقوع في laquo;فخraquo; ادعاءات laquo;حماسraquo;، معبرا ايضا عن laquo;توقعاتناraquo; من اسرائيل بأن تتخذ laquo;جميع الخطوات لتجنب الضحايا المدنيينraquo;. وأثناء رده على اسئلة الصحافة، أوضح معارضته لمشروع البيان الرئاسي العربي لأنه laquo;غير متوازنraquo; ولا يتطرق الى هجمات الصواريخ على اسرائيل.

وفي بيان باسم المجموعة العربية ألقاه القائم بالأعمال في وفد المملكة العربية السعودية، قال عبداللطيف حسين سلام إن الدول العربية تدعو مجلس الامن إلى laquo;القيام بمسؤولياته القانونية والإنسانية والسياسية لوقف العدوانraquo;. وأضاف: laquo;نطالب باجراء تحقيق دولي ضد الجرائم الإسرائيلية العدوانية التي يشهدها قطاع غزة لوضع حد لتلك الجرائم الخارجة عن احترام الشرعية الدولية والقوانين الإنسانية والدوليةraquo;. وزاد: laquo;كما نطالب بتحرك سريع للجنة الرباعية للقيام بمسؤولياتها تجاه ما يحدث في غزةraquo;.

وفي غزة، تراجعت حدة أزمة الوقود وانقطاع التيار الكهربائي جزئياً ظهر امس مع استئناف سلطات الاحتلال الاسرائيلي تزويد القطاع بكميات من الوقود الصناعي اللازم لتشغيل محطة توليد الطاقة الوحيدة في القطاع، وكميات أخرى من السولار والغاز الطبيعي، باستثناء البنزين الذي ترفض توريده حتى الآن لإرغام الفلسطينيين على السير على الأقدام وعدم ركوب سياراتهم، الأمر الذي رفضه اتحاد محطات الوقود في القطاع، في وقت اعتبرت الحكومة المقالة ان الأزمة لا تزال قائمة وان الكميات التي سمحت اسرائيل بتوريدها laquo;غير كافيةraquo;، مشددة على laquo;ضرورة كسر الحصار المفروض على القطاع بكل أشكالهraquo;.

وشهد معبر رفح الحدودي أمس مواجهات بين فلسطينيين وقوات مكافحة الشغب المصرية بعدما حاول العشرات منهم اقتحام المعبر، ما أدى إلى اصابة خمسة بالرصاص وجرح شرطي مصري. وانتقدت القاهرة ضمنا laquo;حماسraquo;، وقالت في بيان انها laquo;تربأ بأخوانها الفلسطينيين ان يسيئوا التصرف او الحساب بمحاولة ... الضغط عليها لتحقيق مكاسب سياسيةraquo;، مذكرة بأنها laquo;بذلت على مدار اليومين الماضيين قصارى جهدهم لانقاذ اشقائها الفلسطينيين من الوضع الانساني المأسوي الذي يتعرضون لهraquo;.