علم عراقي موقت لمدة سنة: حذفت النجوم واستبدل خط صدام بالكوفي

التيار الصدري وlaquo;العراقيةraquo; يتحفظان عن موازنة 2008

بغداد - حسين علي داود

أقر مجلس النواب العراقي أمس، علماً جديداً لفترة عام بغالبية الحاضرين بعد تغيير دلالاته ورموزه بازالة النجوم الثلاث، واستبدال خط الرئيس السابق صدام حسين بخط كوفي في كتابة laquo;الله أكبرraquo;، وفقاً لمصدر برلماني. جاء ذلك فيما فشل المجلس في إقرار الموازنة الاتحادية لعام 2008، وهددت laquo;القائمة العراقيةraquo; والكتلة الصدرية بعدم التصويت لمصلحتها احتجاجاً على الحصة الممنوحة إلى الأكراد.

وأوضح المصدر البرلماني ذاته طالباً عدم كشف اسمه أن laquo;110 من النواب من أصل 160 حضروا جلسة اليوم صوتوا على العلم الجديدraquo;، لافتاً إلى أن العلم الجديد يحتفظ بألوانه الرئيسية وهي الأحمر والأبيض والأسود، تعبيراً عن رايات اسلامية، لكن من دون النجوم الثلاث التي كانت ترمز الى الوحدة والحرية والاشتراكية، وهي أهداف حزب laquo;البعث العربي الاشتراكيraquo;. وتقرر تغيير عبارة laquo;الله أكبرraquo; التي خطت بيد الرئيس الراحل صدام حسين، لتكتب بالخط الكوفي.

وقال رئيس البرلمان محمود المشهداني إن laquo;الألوان الموجودة أمامكم هي الرايات الاسلامية، وحُذفت النجوم الثلاث التي تشير الى الوحدة والحرية والاشتراكية وقبلها كان من المتوقع أن تكون للوحدة العربية مع العراق وسورية ومصرraquo;. يذكر أن النجوم التي أُضيفت الى العلم عام 1963 كانت سترمز الى الوحدة مع مصر وسورية، الأمر الذي لم يحدث. لكن النظام السابق أعلن عام 1991 عندما أضاف عبارة laquo;الله اكبرraquo; أن النجوم ترمز إلى أهداف البعث. وتابع المشهداني: laquo;أيها العراقيون، اختار مجلسكم هذا العلم الذي سيرفع على سواري المؤسسات الدستورية وغير الدستورية موقتاً الى حين اقرار العلم التاليraquo;. وختم بالقول إن laquo;العلم سيُرفع في اقليم كردستان ومحافظاته وسفاراتنا والمباني الرسمية وغير الرسميةraquo;. وكان البرلمان أعلن الاثنين الماضي أن الاقتراح قدمه عارف طيفور (كردي) نائب رئيس مجلس النواب ولقي ترحيباً من معظم الكتل البرلمانية. وأكد المصدر البرلماني ذاته أن العلم سيُرفع في اقليم كردستان في شباط (فبراير) المقبل خلال انعقاد مؤتمر البرلمانات العربية. ويعارض الأكراد رفع العلم العراقي الحالي في كردستان إذ يعتبرونه laquo;علم حزب البعث وليس علم العراقraquo;.

وفي بداية جلسة يوم أمس، طلب المشهداني من اللجنة المكلفة تغيير العلم تقديم اقتراحات توصلت إليها اللجنة بالتشاور مع الكتل البرلمانية، ثم طرحها للتصويت بعد اكتمال النصاب القانوني للجلسة. وقال رئيس اللجنة المكلفة تغيير العلم العراقي مفيد الجزائري لـ laquo;الحياةraquo; إن laquo;اللجنة توصلت إلى أربعة اقتراحات لتشكل العلم الجديد بعد نقاشات أجرتها اللجنة مع عدد من الأطراف السياسية داخل البرلمان وخارجه، والتي تهمها قضية العلمraquo;. وأضاف الجزائري أن الاقتراح الأول يقول بإسقاط النجوم وكتابة laquo;الله أكبرraquo; باللون الأخضر، والثاني يقضي بتغيير خط لفظ الجلالة laquo;اللهraquo; الى الخط الكوفي وكتابته باللون الاخضر. أما الثالث فيقضي بكتابة لفظ الجلالة laquo;اللهraquo; باللون الازرق، فيما الرابع يقضي بابقاء العلم على ما هو عليه مع تغيير مفاهيم رموزه. ووافق 110 نواب من بين 165 عضواً حضروا الجلسة على الاقتراح الثاني القاضي بتغيير خط لفظ الجلالة laquo;الله اكبرraquo; الى الخطة الكوفي وباللون الاخضر ورفع النجوم الثلاث. وكان رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني طلب مطلع الشهر الجاري من البرلمان تغيير العلم الحالي أو ايجاد علم جديد لرفعه في اجتماع البرلمانات العربية المزمع عقده في أربيل في شباط (فبراير) المقبل.

وعلى صعيد آخر، استمر السجال بين الكتل البرلمانية في خصوص الموازنة الاتحادية لعام 2008، إذ لم يحسم اجتماع بين رئيس البرلمان ورؤساء اللجان البرلمانية ووزير المال باقر جبر صولاغ، الخلافات على هذه المسألة.

وقال رئيس اللجنة المالية في البرلمان اياد السامرائي لـ laquo;الحياةraquo; إن laquo;الأطراف السياسية لا تزال غير متفقة على مطالبة كتلة التحالف الكردستاني بمنح اقليم كردستان 17 في المئة من مجمل واردات الدولةraquo;، مشيراً الى أن هذا البند laquo;يحتاج الى مزيد من الدراسة والبحثraquo;. وأوضح أن عدداً من الكتل السياسية طالب بمنح الأكراد نسبة 13 في المئة، إلا أنهم يصرون على نسبة 17 في المئة.

وأضاف السامرائي أن رؤساء اللجان البرلمانية لم يناقشوا في شكل فاعل موضوع الموازنة لعدم حضور اللجنة الاقتصادية في مجلس الوزراء، والتي يترأسها برهم صالح نائب رئيس الحكومة، لافتاً الى أن هناك حاجة إلى دخول الحكومة المركزية وحكومة الاقليم في حوار عاجل للاتفاق على آليات معينة لاقرار موازنة الاقليم.

وقال زعيم الكتلة الصدرية في البرلمان نصار الربيعي لـ laquo;الحياةraquo; إن laquo;كتلته لن تصوت لمصلحة مشروع الموازنة ما لم تعدلها باتجاه تقليص ما رصد منها لاقليم كردستانraquo;، مضيفاً أن للكتلة laquo;مطالب أخرى تتعلق بضرورة وضع المخصصات المالية اللازمة لزيادة رواتب المعلمين والمدرسين.