الأزمة الاقتصادية تشعل الجدل السياسي بين المعارضة والأكثرية
بيروت - حسن عبد الله
احتدمت الأزمات السياسية والاقتصادية في لبنان في ذكرى الأحداث الدموية بين المعارضة والأكثرية في مثل هذا اليوم من العام الماضي، بعد أن أطلت التظاهرات وعمليات قطع الطرق وإحراق الإطارات المطاطية برأسها مساء أول من أمس في شوارع بيروت والضاحية الجنوبية. وتزامن ذلك مع موجة من التصعيد السياسي على خلفية التناقضات الكبيرة بين الأكثرية والمعارضة من المبادرة العربية. وسادت مخاوف جدية في بيروت بعد تهديد رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون بالنزول إلى الشارع ما لم تعط المعارضة الثلث الضامن في الحكومة المقبلة، وتحذيرات من انحياز الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى الأكثرية في تفسير بنود المبادرة، وذلك تزامنا مع دعوة الاتحاد العمالي العام إلى التظاهر غدا احتجاجا على سياسة الحكومة الزراعية وتلك المتعلقة بقضايا النقل البري.
وكانت التحركات الشعبية الاحتجاجية التي شهدتها بيروت ليل أول من أمس مدار اهتمام ومتابعة من الحكومة وتيار المستقبل. فقد توجّه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة إلى قيادات حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر، مؤكداً أنه quot;لا يمكن معالجة الأمور في لبنان إلا بالحوار والعمل على تحييد لقمة عيش المواطنquot;. ولفت إلى أن تداعيات ما حدث في بعض مناطق بيروت خطرة، وقال إن quot;إيماننا بقدرة اللبنانيين على منع الفتنة لم يتزعزع، فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، مشدداً على ضرورة سحب لبنان من موطن الفتنة والتوتر إلى موطن الحوار والبحث بهدوءquot;. وشدد على وجوب انتخاب الرئيس quot;الذي حظي بإجماع كبير وهو العماد ميشال سليمانquot;، مؤكداً تصميمه على تسليم الأمانة الثقيلة بمسؤولياتها إلى الرئيس العتيد والمجلس النيابيquot;.
وفي السياق نفسه حذر النائب عن تيار المستقبل محمد عيتاني من quot;العبث بالأمن واللجوء إلى القوة لفرض واقع غير دستوريquot;, مشيرا إلى أن quot;سياسة البلطجة لن تلوي ذراع أهل بيروتquot;. وتوقع النائب عن تيار المستقبل عمار حوري quot;مزيداً من الحزمquot;، مؤكداً أنّ quot;هناك أغلبية شعبية واضحة تمثلها قوى 14 مارس، لن تقبل بحالة انقلابية تأخذ البلد إلى مجهول أو تحوله إلى ساحة لحرب أهليةquot;. كما توقع النائب عن تيار المستقبل مصطفى علوش أن quot;تبدأ قوى 8 مارس تحركها في الشارع قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب في 27 الحالي لإيهام الجميع بأنها تسيطر على الشارع وأن لبنان على شفير الهاوية، ولا خيار أمامه إلا الاستسلام لمحور الممانعةquot;.
في المقابل بدأت قيادات المعارضة التحضيرات لعقد لقاء قمة لاتخاذ موقف موحد من التطورات خصوصا المبادرة العربية والأزمة الاقتصادية. وفي مواقفها قال النائب عن حزب الله حسن فضل الله إن تفسير عمرو موسى للمبادرة العربية غير واقعي. وقال المسؤول السياسي في التيار الوطني الحر جبران باسيل بعد لقاء مع الرئيس عمر كرامي quot;إن المبادرة العربية إذا استطاعت أن تقدم إلينا حقوقنا فنحن سنتعاطى معها بإيجابية، وإذا كانت مجحفة في حقنا فسنرفضهاquot;.
وتعبيرا عن عمق الأزمة قال البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير أمام زواره أمس، quot;إن قصتنا كبيرة وطويلةquot;، معتبرا أن أيامنا أيام بؤسquot; لأننا نعيش أقسى تجربةquot;. وجدد صفير انتقاده quot;لمزاجية بعض الوزراء في ممارسة مهامهم وإقفال المجلس النيابي واستهداف البعثات الدبلوماسية والقوات الدولية ومؤسسة الجيش اللبنانيquot;.
على صعيد آخر تراجعت الأزمة الناجمة عن تفتيش السيارات التي تنقل مواد غذائية ومنعها من العبور من سوريا إلى لبنان التي أحدثت إشكالات وشائعات عن منع سوريا عبور شاحنات المواد الغذائية إلى لبنان. وعبرت أمس ست شاحنات محملة بالخضار والمواد الغذائية الحدود السورية ودخلت لبنان عبر نقطتي الحدود الشرعيتين في العبودية والعريضة. وأكد مسؤول الجمارك السورية ألا قرار بالمنع من أي جهة سورية وأن ما قيل مجرد شائعات.
التعليقات