ممدوح طه
غياب وحدة الهدف هو الذي أوصلنا لغياب وحدة الصف، وللانقسام والخلاف العربي الإسلامي، وللانقسام والخلاف العربي، وللانقسام والخلاف الوطني لأسباب سياسية وطائفية وعرقية ومذهبية والذي قادنا بدوره إلى التفكك والضعف، وهو ما أوصلنا إلى ما نحن فيه الآن من عجز عن تحرير الأوطان، بدءا من الوطن المحتل في فلسطين بعد هزيمة 48، ومرورا بالأراضي العربية المحتلة في جنوب لبنان والجولان بعد هزيمة 67، وانتهاء بالعجز عن التصدي لاحتلال الأوطان الجديدة في العراق والصومال، أو حتى عن المواجهة الحازمة للتهديدات والتدخلات الرعديدة في فلسطين ولبنان وضد سوريا والسودان.
بسبب الانقسام والضعف القومي والوطني وغياب التضامن الإقليمي يزدحم عالمنا العربي والإسلامي بالأزمات والمشكلات وتتزايد أعداد القضايا، وتتضخم الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولم يعد باستطاعة النظام العربي ولا النظام الإسلامي فعل شيء يعبر عن طموحات الشعوب العربية والإسلامية إلا بالحد الأدنى لما هو شكلي.
وبما يزيد الأزمات تعقيدا بدلا من حلها، والسبب هو الانقسام تحت أعلام زائفة من الاعتدال والتطرف ومن المذهبية السياسية والدينية التي لا معنى لها، وهو غياب الترتيب الصحيح للأولويات، وسوء القراءة الموضوعية للأزمات، واتباع أسلوب المناورات في حل المشكلات، وعدم الحيدة والنزاهة الموضوعية في الوساطة بين الفرقاء والارتهان للمصالح قبل المبادئ..
وهو ابتعاد النظم تدريجيا عن أن تكون تعبيرا عن إرادة شعوبها، واقترابها تدريجيا من الانزلاق إلى أن تكون صدى لإرادة من يعادى أماني شعوبها، في تحالفات غير مفهومة ولا مقبولة مع الخصوم والأعداء أحيانا ضد بعض الأشقاء والأصدقاء. والهدف هو تغليب فريق على فريق بغض النظر عن تغليب الصواب على الخطأ.
ومع عجز النظام الرسمي العربي عن الاحتواء المبكر للأزمات ومنع تفاقم المشكلات الوطنية بسبب تباطؤ الجهد الجماعي في المبادرة إلى حصار الخلافات ومنع الانقسامات العربية، وعندما تفاقم الملفان الساخنان اللبناني والفلسطيني ليفرضا نفسيهما بإلحاح ينذر بالتفجر والخطر على الساحات السياسية العربية الإقليمية والدولية، وتقدم الاهتمام العربي بالأزمة الرئاسية اللبنانية على المشكلة القومية المركزية وعلى ضرورات رفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني وعلى استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية.
بادر النظام العربي بدعوة من السعودية حيث رئاسة القمة العربية ومصرية حيث مقر الجامعة العربية إلى اجتماع وزراء الخارجية لاجتماع طارئ وجاء الحل العربي للأزمة اللبنانية بموافقة سوريا بقرار واضح ولكن بتفسير غير واضح بما يخالف النص العربي للقرار، وعندما اصطدم التفسير بالتطبيق حاول البعض جعل سوريا هي المشكلة مع كونها جزءا من الحل إلى حد بحث إمكانية عقد قمة عربية استثنائية في laquo;شرم الشيخraquo; لبحث أزمة السلطة اللبنانية للالتفاف على القمة العربية الدورية في دمشق laquo;عقابا لسوريا !
وعندما انفجرت الأوضاع الفلسطينية بسبب أساسي تأخر الجهد العربي في معالجة إعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، والتراخي في مسألة رفع الحصار عن حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية قبل الانقسام مما مهد للإجرام الصهيوني بإحكام الحصار على غزة وتحركت الشوارع الشعبية العربية من موريتانيا إلى البحرين ومن أنقرة إلى طهران بعد جرائم الحرب الصهيو أميركية والعقاب الجماعي إلى حد اقتحام مئات الآلاف الفلسطينية للحدود المصرية..
كان تحرك الفعل العربي على مستوىlaquo;المندوبين أقل من مستوى خطورة الحدثraquo; لكن تبقى المشكلة الكبرى المطلوب حلها أولا وهى التي في مجالسنا العربية والإسلامية قبل أن تكون في مجلس الأمن أوفى المجالس الدولية.
التعليقات