موشيه أرينس - هآرتس

استنفدت حكومة أولمرت كل ذريعة يمكن أن تخطر على البال، من أجل الامتناع عن تنفيذ العملية الوحيدة التي ستزيل تهديد الصواريخ والقذائف من على مستوطنات غلاف غزة. هذه العملية، كما يعرف الجميع، هي دخول قوات برية تابعة للجيش الإسرائيلي الى قطاع غزة، الى العمق الضروري من أجل إخراج هذه المستوطنات من مدى الصواريخ والقذائف.
الادعاء الأحمق، الذي يفيد أنه في مثل هذه الحال، قد يستخدم الفلسطينيون صواريخ ذات مدى أطول، سُمع أيضاً خلال حرب لبنان الثانية. آنذاك جرى الادعاء أيضاً بأن النشاط البري الذي سيُبعد مستوطنات الشمال عن مدى الكاتيوشا، لن يحميها من الصواريخ ذات المدى الأطول.
الذريعة الثانية، التي نسمعها في الآونة الأخيرة، هي أنه لا توجد استراتيجية خروج. أو، بكلمات أُخرى: كيف سنخرج بعد أن ندخل؟ quot;الخروجquot; هي الكلمة المفتاح في عالم الأعمال الرأسمالي. استثمروا في شركة quot;ستارت أبquot; واخرجوا في اللحظة التي تنجحوا فيها من جرف ربح كبير. في أيامنا، كل وزراء الحكومة خبراء، طبعاً، بالتجارة والأعمال، لكن علينا التعلل بالأمل في أن يعوا مع ذلك الفارق بين مصير اولاد سديروت، الذين هم ملزمون بحمايتهم كحكومة، وبين أعمالهم المالية الخاصة.
وعليه، اقترح سيناريوهين ممكنين على كل أولئك الذين يعتقدون بفطنتهم الشديدة، أنه يمكن التكهن بالمستقبل والمعرفة المسبقة بالظروف التي تتيح أو لا تتيح للجيش الإسرائيلي الخروج من قطاع غزة في اللحظة التي يدخل فيها اليه: الأول، المتفائل، مفاده أنه بعد أن يتلقى الجيش الإسرائيلي الأمر بالدخول الى قطاع غزة، ينفذ بنجاح عملية تفضي الى وقف اطلاق الصواريخ حتى بعد انسحابه من الأرض. هذا السيناريو غير مضمون، لكنه ليس مستحيلاً أيضاً.
السيناريو الثاني، الأسوأ، هو تجدد اطلاق النار بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي. وهذا أيضاً غير مضمون، لكنه ممكن. ثمة بالطبع سيناريوات بينية كثيرة.
وبذلك، وفقاً للسيناريو الأسوأ، إذا دخل الجيش الإسرائيلي القطاع، سيحظى سكان سيدروت ومستوطنات غلاف غزة، بهدنة من الخطر اليومي، لن يُمس الناس ولن تتضرر الممتلكات طوال فترة مكوث الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. وبالطبع، ستتيح هذه الهدنة دراسة خيارات جديدة، اتخاذ مبادرات آُخرى، وستكون الحكومة حرة في أن تقرر الانسحاب وتوقيته. وبحسب السيناريو المتفائل، فإن هدف ضمان سلامة المواطنين الذين يعيشون ويعملون قرب قطاع غزة سيتحقق على المدى البعيد.
هذان السيناريوان، بما في ذلك السيناريوات البينية، أفضل من استمرار الوضع الراهن، الذي يشكل خطراً يومياً على حياة مواطنين إسرائيليين.
ما مدى صعوبة دخول قوات برية قطاع غزة؟ مع الأخذ في الاعتبار الشهور الكثيرة التي كانت أمام الجيش الإسرائيلي لغاية التخطيط والتدريب، وفي ضوء الادراك عن قرب للأرض وميزة التفوق الهائل على صعيد العدد والعتاد ـ فلن تكون هذه المهمة من المهات الأصعب التي أُلقيت حتى الآن على عاتق الجيش الإسرائيلي. لكن، ثمة أمر واحد يجب أن يكون واضحاً: كلما مر مزيد من الوقت، لن تكون هذه المهمة أسهل على التنفيذ.
حماس والجهاد الاسلامي يدخلان السلاح والذخيرة، يتدربان، يخططان ويتعززان. لذلك، من الأفضل الإسراع في العملية.