القاهرة ـ حسام أبو طالب

تشهد القاهرة ومعظم المدن المصرية خلال الوقت الراهن مشاعر غضب عارم بين أوساط أكثر من عشرة آلاف مأذون يواجهون للمرة الأولي مخاطر زحف نسائي علي المهنة التي يعملون بها منذ حقب زمنية بعيدة، حيث ظل الرجال دائماً وأبداً يهيمنون علي تلك الوظيفة من غير أن يجري علي ذهن أي منهم أنه سوف يأتي اليوم الذي تهدد فيه مملكتهم من نساء العالمين.
وقد استقبلت نقابة المأذونين خبر صدور أول حكم قضائي يسمح للمرأة بالعمل مأذونة بعدم تصديق في أول الأمر ثم بعاصفة من الهجوم فيما بعد.
وفيما يشبه مشهد العزاء قام العشرات من المأذونين الشرعيين بتداول الخبر فيما بينهم بحزن عميق حيث أعتبره الكثير منهم إيذانا بقرب زوال العصر الذهبي الذي ظلوا يرفلون في نعيمه طويلاً حيث كانت مهنتهم حتي وقت قريب من بين أهم المهن التي تدر أرباحاً كبيرة.
وقد حاول الكثيرون أن يشككوا في صحة الحكم الصادر عن محكمة الأسرة والذي أباح لأول فتاه العمل مأذونة وتدعي ميرفت سليمان عفيفي من احدي قري محافظة الشرقية شمال القاهرة. وفي محاولة الغرض منها دفع المقبلين علي الزواج مقاطعة تلك المأذونة يقوم حالياً عدد من المأذونين بشن حملة دعائية تشكك في صحة عقد النكاح الذي تقوم بتوثيقه امرأة.
ويستشهد هؤلاء علي صحة رأيهم بأن القرآن الكريم جعل شهادة الرجل بامرأتين ولهذا يطالب هؤلاء الشباب المقبل علي الزواج ألا يقبلوا بأن توثق عقودهم أي من النساء. وتشهد رابطة المأذونين في الوقت الراهن جدلاً حول رفع دعوي قضائية من أجل وقف الحكم الصادر لصالح ميرفت بالرغم من أنها تقوم حالياً بمحاولة تنفيذ الحكم الصادر لصالحها لتصبح أول امرأة يتم قيدها في جمعية المأذونين
وقد دعا عدد من أعضاء الجمعية لحظر قيدها في جداول الأعضاء غير أن رئيس الجمعية عبد المنعم عوض الله أكد علي عدم قانونية رفض قيد ميرفت وذلك لأنه في هذه الحالة سوف يتعرض لعقوبة عدم تنفيذ حكم قضائي وهي في عرف القانون جريمة تستوجب الحبس علي من يرتكبها. وفي تصريحات خاصة دعا عوض الله المأذونين لتقبل الحكم وذلك لانه لايوجد مفر من التنفيذ والامتثال لأحكام القضاء.
وأشار عبد المنعم في محاولة منه للتخفيف من وقع الحكم علي الأعضاء بأنه لايتوقع أن تنجح ميرفت في عملها وذلك لأن الزواج يعد من الطقوس التي تحظي بالتقدير التام وأن أولياء الأمور في مختلف أنحاء مصر دأبوا علي اختيار المأذون ذي السمعة الحسنة وتقديره ولو أدي الأمر بالبعض لتأجيل عقد القران إذا كان جدول أعماله مكدساً بالمواعيد.
ودعا عوض الله أعضاء الجمعية لأن يتحلوا بالصبر والسكينة وألا يشغلهم ذلك الحكم طويلاً طالما أنهم ظلوا محل تقدير وتبجيل بالنسبة لجميع المواطنين.