عاطف الغمري

المتابع لسلوك إسرائيل مع العالم العربيrlm;,rlm; الذي يمزج بين مفاوضات الغرض منها السلامrlm;,rlm; وبين أعمال عسكرية في نهج يطبق مفهوم الحربrlm;,rlm; مثل الحرب في لبنانrlm;,rlm; والغارة الأخيرة علي سورياrlm;,rlm; والهجمات العسكرية التدميرية في الأراضي الفلسطينيةrlm;,rlm; فإنه يتلفت الي ما يجري من تغيير في استراتيجيتها العسكريةrlm;.rlm;
ولقد توقفت أمام تعبير ورد في كتابrlm;:rlm; rlm;.Kmives,tanksandmissiles:Israel,ssecurityrevolution.rlm; الصادر عن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدني الموالي لإسرائيل تأليف إليوت كوهينrlm;,rlm; ومايكل إلسستاد وأندرو باسيقيتش ويقولrlm;:rlm; نادرا ما كان مسئولو التخطيط الاسرائيليون يضعون في اعتبارهم في الماضيrlm;,rlm; أثر العمليات العسكريةrlm;,rlm; علي علاقات اسرائيل بجيرانهاrlm;,rlm; بوصفهم لها بأنها الردعrlm;.rlm; ومنذ عامrlm;1991rlm; أدت المفاوضات العربية الإسرائيلية الي تقييد استخدام اسرائيل للقوة العسكريةrlm;,rlm; وبالتالي فكل النزاعات ستكون حروبا بعد سلام وتتم ممارستها علي اساس الفهم بأن إيجاد تسويات دائمة لفترة ما بعد الحربrlm;(rlm; وليس مجرد هدنةrlm;)rlm; ربما تكون احتمالا حقيقياrlm;.rlm;

وان ما يجعلني اتوقف امام تعبير حروب بعد سلام هو تشابهه مع المفهوم الذي كانت إسرائيل قد بدأت في تطبيقه عمليا فور البدء في عملية السلام التي اوجدها مؤتمر مدريد عامrlm;1991,rlm; وهو المفهوم الذي يصفها بأنها حرب من اجل السلام وهو نفس المعني الذي سبق ان شرحه شيمون بيريز عامrlm;1997,rlm; وليس معني ذلك الحرب بوسائل القتال العسكريةrlm;,rlm; وإنما بوسائل أخري تحقق نتائج سياسيةrlm;.rlm;

وكان تبني الجانب العربي المشارك في مدريدrlm;,rlm; مفهوما آخر عكس ذلك تماماrlm;,rlm; هو من اهم أسباب الخلل الذي أصاب عملية السلامrlm;,rlm; وأدي الي تعثرهاrlm;,rlm; نظرا لأن المفهوم الذي أخذ به العرب لعملية السلامrlm;,rlm; يعني وكأن عملية السلام في مدريد قد أغلقت ملف النزاع العربي الاسرائيلي تماماrlm;,rlm; وان قبول اسرائيل مبادئ مدريدrlm;,rlm; معناه ان السلام قدحل فعلاrlm;,rlm; مما اوجد علاقة بين طرفين احدهماrlm;(rlm; العربrlm;)rlm; بلا أدوات نزال في هذا الصراعrlm;,rlm; والآخرrlm;(rlm; اسرائيلrlm;)rlm; جعلت منها نزالا مع العرب بكل ادوات الصراع التي حشدتهاrlm;,rlm; للدخول في عملية مساومة طويلة من اجل ان تنتزع لنفسها ما تستطيع انتزاعه من الطرف الآخرrlm;.rlm; ولك أن تتصور صراعا او مباراة بين طرفينrlm;,rlm; أحدهما يكيل الضربات بأدواتهrlm;,rlm; والثاني يكتفي بتلقي الضرباتrlm;.rlm;

وكان ضمن الحسابات الإسرائيلية منذ لحظة قبولها مرجعيات مدريدrlm;,rlm; ترحيل التناقضاتrlm;,rlm; وذلك بأن تسعي اسرائيل الي ترحيل اعباء عملية السلام الي الجانب الآخرrlm;.rlm;

وكان من بين النماذج الصارخةrlm;.rlm; ما شهدناه أخيرا من محاولة تفريغ غزة من الجزء الأكبر من سكانهاrlm;,rlm; عبر سياسة طويلة المدي تبدأ بالقتل والاغتيالات المنظمةrlm;,rlm; والضغط النفسيrlm;,rlm; وتضييق ظروف العيش والحياةrlm;,rlm; الي الحد الذي يجعل الاهالي يشعرون بأن الحياة لم تعد تطاقrlm;,rlm; وان طاقتهم علي احتمالها نفدتrlm;,rlm; عندئذ يهربون الي سيناءrlm;.rlm; وذلك هدف قديم تتضمنه استراتيجية اسرائيلrlm;.rlm; وفي إطار هذا المفهوم كان المزج بين دواعي أداء ممارسات عملية السلام أمام المجتمع الدوليrlm;,rlm; وبين دوافع التوسع الاسرائيليrlm;,rlm; الذي عاد يطل برأسه بعد حدوث الخلل في عملية السلامrlm;,rlm; باستعادة حركة المشروع الصهيونيrlm;.rlm;

وكان المشروع الصهيوني مرتبطا بما يعرف في الاستراتيجية العسكرية الاسرائيلية بالحرب بالاختيارrlm;,rlm; وكان الخبير الإسرائيلي دان هوروفيتز بالجامعة العبرية بالقدس قد شرحها قبل سنوات بقولهrlm;:rlm; كان من رأي مناحم بيجينrlm;,rlm; ان كل حروب اسرائيل كانت بالاختيارrlm;(rlm; اي بمبادرة منهاrlm;),rlm; باستثناء حربيrlm;48rlm; و وrlm;73.rlm; وان كل الحروب بالاختيار بما فيها الضربات الاستباقيةrlm;,rlm; والحرب الوقائيةrlm;,rlm; كانت تتم من اجل تحقيق أهداف سياسيةrlm;..rlm; وفي كتاب سكاكينrlm;,rlm; ودبابات وصواريخrlm;,rlm; ثورة الأمن الإسرائيليrlm;,rlm; يتحدث المؤلفون عن أنه ابتداء من صدمة حربrlm;73,rlm; ولفترة عشرين عاما بعدهاrlm;,rlm; أثارت الأحداث شكوكا في قدرة التحمل لمبادئ السياسة العسكرية الاساسية لإسرائيلrlm;,rlm; وإن قادتها سعوا لتعديل وتحديث المبادئ التي تقوم عليها السياسات الأمنية للدولة اليهوديةrlm;.rlm;

وبصرف النظر عن هذه التغييرات من وجهة نظر إسرائيليةrlm;,rlm; فإن المسلم به برغم سعي اسرائيل المستمر لتحديث أسلحتها وقوتها العسكريةrlm;,rlm; إلا ان هناك يقينا داخل المؤسسة العسكرية في إسرائيل بأن التجارب أثبتت محدودية القوة العسكريةrlm;,rlm; والحرب بالاختيارrlm;,rlm; وربما كان هذا في مقدمة أسباب التغيير في نظرية الأمن التي سعت للمواءمة بين إدراك بعدم قدرتها علي ان تحقق في حروبها ما كانت تستطيع تحقيقهrlm;,rlm; وإن ما جري فيrlm;67rlm; كان ظاهرة لها ظروفها ولن تتكررrlm;,rlm; وبين استمرار الإصرار علي تنفيذ المشروع الصهيوني التوسعيrlm;,rlm; ورفض قيام دولة فلسطينية بمعني الدولة كاملة السيادةrlm;,rlm; لذلك يبدو مبدأ حروب بعد سلام أنه صراع بالاختيارrlm;,rlm; تديره اسرائيل املا في انه قد يصل بها الي تحقيق نتائج سياسيةrlm;,rlm; كانت الحرب هي وسيلة تحقيقها في الماضيrlm;,rlm; وان لم يغلق هذا الباب امام مغامرة عسكرية مستقبلاrlm;.rlm;

فهل مازالت اسرائيل تمسك بزمام الاختيار حربا كان أم صراعا؟rlm;..rlm; وما الذي يتيح لها ذلك؟
rlm;
..rlm; انه بالطبع إدارتها لعلاقاتها انطلاقا من فهمها لهذه العلاقات بأنها مازالت عملية صراعrlm;,rlm; ولا يمكن تعديل هذا الوضع إلا لو تصرف العربrlm;,rlm; بناء علي نفس المفهومrlm;,rlm; وهو انهم لا يزالوا طرفا في صراع لم ينته مع إسرائيلrlm;.rlm;