امير اورن- هآرتس

اللواء احتياط (م) احد قادة اجنحة سلاح الجو ووحدة الانقاذ 669 سابقاً سيُعين عما قريب رئيساً لطاقم الوسائل الخاصة في الجيش الاسرائيلي بدلاً من العميد جاك يعقوبي ملاح الجو القتالي الذي يعود لسلاح الجو. (م) ليس شخصاً من طاقم القوات الجوية وكذلك ايضا رئيس قسم الوسائل الخاصة في وزارة الدفاع، العميد احتياط زئيف شانير الذي كان رئيساً لسرب التسلح. شانير و (م) سيكونان الثنائي الاول اللذين يصلان الي هذا المنصب من سلاح الجو من دون ان يكونا قد مرا بتجربة الطيران.
قسم الوسائل الخاصة اقيم في عام 1991 بمبادرة من وزير الدفاع موشيه ارنس، باعتبار ذلك احد استخلاصات الحرب في العراق. في خلفية الامور خيمت اجواء من الابهام والغموض والقلق حول قضية مزدوجة: هل يوجد للعراق سلاح كيماوي وبيولوجي قد يضر باسرائيل ـ بواسطة الصواريخ والطائرات ـ وان كان الامر كذلك فهل سيقرر صدام حسين فعلا استخدامه؟
بعد ذلك بأكثر من عشر سنوات عشية حرب 2003 عادت هذه الاسئلة لإقلاق اسرائيل من دون ان تكون لدي الاستخبارات اجوبة افضل عليها، ايضا بين هذا وذاك خصوصا في عام 1998 أخافت اسرائيل نفسها في ظل اسلحة الابادة العراقية. رئيس مفتشي الامم المتحدة ريتشارد باتلر قد قدر علانية ان صدام قد يقوم بنشر الجراثيم في اجواء تل ابيب.
الاحجية الاشد صعوبة علي التفسير هي مدي نجاعة الردع علي القادة المخاصمين لاسرائيل. مجموعة من الوثائق التي تم الحصول عليها في العراق والتي نشرها البنتاغون في الاسبوع الماضي بالاضافة الي المقابلة التي بثت قبل شهرين في شبكة السي. بي.اس. مع عميل الـ اف.بي.اي. جورج بيلو الذي حقق مع صدام في أسره، تشير الي ان صدام قد خاف فعلاً في الحربين. هو فشل لانه قد وقع في اغراء الاعتقاد بأنه قادر ايضاً علي اخافة ايران من دون ان يتسبب باجتياح امريكي لبلاده ايضاً (هو توقع امتصاص الضربة الجوية المحدودة). بيرو ضبط نفسه طوال اشهر التحقيق الخمسة قبل ان يصل الي القضية من خلال بوابة جانبية. صدام قال له بأنه قد اثار انطباعاً مضللاً بصورة مقصودة بأنه يمتلك اسلحة الدمار الشامل لان بقاءه كان يعتمد علي هذا الانطباع وخشي من ان تستأنف ايران الحرب من دون ذلك.
في واحد من فصول الوثائق التي تم الحصول عليها في العراق هناك تفريغ لشريط مسجل من عام 1996 عن تقرير من نائب رئيس الوزراء طارق عزيز لصدام حسين حول محادثة جرت مع سلف باتلر في رئاسة طاقم المفتشين رولف اكيوس.
وفق رواية صدام وعزيز يرمي تطوير اسلحة الدمار الشامل الجماعية علي يد العراق الي التصدي للتفوق العددي والتعصب الانتحاري لدي المقاتلين الايرانيين، في هجومهم المضاد علي الاراضي العراقية. حسب قول العراقيين، الحروب الاخري كانت هناك خطوط حمراء ذاتية لدي الجانبين او تدخل من القوي العظمي: علي سبيل المثال ما حدث في منع اسرائيل من مواصلة هجومها في قناة السويس والجولان حيث وصلت الي ضواحي دمشق وفي حرب حزيران (يونيو)، اما ايران الثورية فقد كانت خارج الحقبة وخارج الكرة الارضية عديمة الكوابح والفرامل حسب قولهم. لم يكن لدي ايران اي خط احمر في الطريق الي البصرة او بغداد وقد تصرفت بصورة غير اعتيادية ولذلك برر التصدي لها استخدام اسلحة غير اعتيادية.
حسب قول صدام وعزيز لا يتوجب وضع صواريخ حاملة رؤوسا ناسفة عادية من النوع الذي اطلق علي اسرائيل ضمن هذا المصطلح؛ وايضاً داخل المجال غير الاعتيادي يجدر التميز بين السلاح الكيماوي الذي يسمح باستخدامه في ظروف معينة وبين السلاح البيولوجي الذي يهدف بالاساس الي ردع الدول التي تمتلك سلاحاً مشابهاً او اكثر اخافة ورهبة. صدام ومساعدوه قالوا ان اسرائيل وامريكا تمتلكان سلاحاً نووياً ولو استخدم السلاح البيولوجي ضدهما لردتا من خلال الذرة. السلاح البيولوجي يهدف الي اخافتهما من البدء باستخدام الذرة. ولكن وجود الذرة بحد ذاته اخاف العراق وردعه عن استخدام سلاحه البيولوجي.
شهادة صدام في المصدرين تطرح استخلاصين اثنين: الاستخلاص الاول، أن نشر اسلحة الدمار الشامل في المنطقة يعتمد ايضا علي العلاقات المتبادلة بين الخصوم الاسلاميين؛ امتناع اسرائيل عن الذرة لم يكن لمنع ذلك. ثانيا، تقدير الدول الاخري بأن لاسرائيل سلاحاً نوويا جاهزا للاستخدام في ظروف معينة قد اخاف هذه الدول عن استخدام السلاح الكيماوي والبيولوجي ضدها. هل يتبين من هذا ان من المسموح به اتاحة المجال لايران ايضا بأن تحصل علي السلاح النووي لانها ستستخدمه في الردع وليس للهجوم ؟ صدام مثل قادة اسرائيل تماما كان سيقول لا.