جدل حول فتوى رفضت اعتبار ضابط قتلته حماس شهيدا
المرشد: أدخلنا سيارات إغاثة
رفض لفتوى جبهة علماء الأزهر
دبي - فراج إسماعيل، القاهرة - محمد المعتصم
نفى مسؤولون في جماعة الإخوان المسلمين في مصر تصريحا نسبته صحيفة مستقلة لقيادي في حزب quot;إسلاميquot; معارض بأنهم تمكنوا يوم الأحد الماضي من إدخال ميليشيات عسكرية إلى غزة.
وسارع نائب المرشد العام للجماعة د. محمد حبيب إلى نفي ذلك بقوله quot;لا ميليشيات لدينا، ونعلم حدود دورنا، والدولة هي المسؤولة عن إرسال مساعدات عسكريةquot;، كما قال مجدي حسين الأمين العام لحزب العمل المقرب من الجماعة، والذي نسبت صحيفة quot;البديلquot; المصرية هذا التصريح له في مؤتمر جماهيري، إنه كان يقصد تمكن الإخوان من إدخال قافلة مواد طبية من معبر رفح في غفلة عن حرس الحدود أثناء وقوع غارة جوية إسرائيلية، ووصفهم بالاستشهاديين كونهم عرضوا أنفسهم للخطر، لكن المحرر الذي نقل تصريحه التبس عليه الأمر.
من ناحية أخرى ثار جدل حول فتوى نشرتها صحف مصرية نفت صفة الشهادة عن الضابط المصري الذي قتل على الحدود المصرية الفلسطينية برصاص أطلقه مسلحون.
وذكرت الفتوى التي نسبت إلى جبهة علماء الأزهر أن حياة الضابط quot;ذهبت في غير شرف وقتلت في غاية رخيصة، طاعة لأوامر جائرة، وتعليمات فاجرة، فرخص دمُهquot;. محرضة الجنود والضباط المصريين على الحدود مع غزة على عدم طاعة الأوامر الصادرة إليهم.
وعلى الفور أعلن د. محمد علي البري الرئيس السابق لجبهة علماء الأزهر براءته من الفتوى، وأنها لم تعرض عليه ولم تتم استشارته، وأنه كان سيرفضها. وأكد د. أحمد السايح الأستاذ بجامعة الأزهر بأن الضابط شهيد وفقا لكتاب الله وسنة رسوله، وأن quot;شهادته ليست في حاجة لصكوك من الجبهةquot;.
المرشد: أدخلنا سيارات إغاثة
وحول موضوع إدخال الإخوان quot;استشهاديينquot; إلى غزة، قال المرشد العام للجماعة محمد المهدي عاكف لـquot;العربية.نتquot; إن الإخوان المسلمين تمكنوا بالفعل من إدخال عدة سيارات إلى غزة بصعوبة شديدة بها أدوية ومعدات طبية، وذلك ضمن 200 سيارة مجهزة تنتظر الإذن لها بالدخول.
وأضاف عاكف quot;مهما كانت الصعوبات والمنع سنتمكن بإذن الله من إدخال المعونات إلى غزة، رغم التآمر الغريب الذي يمنع وصولهاquot;.
ونفى ما تردد عن قيام الجماعة quot;بإرسال استشهاديين إلى غزة للقتال مع الفلسطينيينquot;، وقال لم يحدث لأننا محاصرون هنا في مصر أكثر من أهالي غزة الذين نسأل الله لهم العافية، ولو أمكننا أن نرسل لهم عيوننا لن نتأخر، ولكن لا يمكن أن يدعي الإخوان شيئا لم يفعلوه، نحن أرسلنا مساعدات ومواد إغاثة وأدوية ومعدات طبية، وسنرسل لهم بأمر الله المزيد.
وأضاف عاكف أنه ليس مسؤولا عن تصريحات مجدي أحمد حسين، التي نسبت إليه وتضمنت أن الإخوان أرسلوا عدة سيارات لاستشهاديين، مستطردا quot;بصفتي المرشد العام للجماعة أؤكد أن الجماعة لم ترسل أحداquot;.
وشرح مجدي حسين لـquot;العربية.نتquot; ملابسات هذا التصريح بأن جريدة quot;البديلquot; حرفت كلامه، فجاء على هذا النحو غير الصحيح. quot;ما قلته في مؤتمر جماهيري أنه أثناء قصف الطائرات الإسرائيلية لمنطقة معبر رفح يوم الأحد الماضي، دخلت قافلة إغاثة تابعة للإخوان تضم أطباء وجراحين و12 سيارة مليئة بالأدوية، وقد أسميتهم (استشهاديين) لأنهم دخلوا وقت القصف عندما انسحبت القوات المصرية من مواقع حراستها للمعبر، وهذه الكلمة تحولت في الخبر المنشور إلى (مليشيات عسكرية)، وقد تحدثت إلى الجريدة نافيا ذلكquot;.
من جهته رفض محامي الجماعات الإسلامية منتصر الزيات رأيا يطالب الإسلاميين بتبني دعوة حماس بالانسحاب من غزة، قائلا إن الوقت الآن غير مناسب لذلك، رغم أن هذه الحركة كانت قد ورطت نفسها بدخولها في الانتخابات وتشكيلها الحكومة.
وأضاف -لـquot;العربية.نتquot;- الآن تحديدا لا يمكن تبني دعوة كهذه. كنا نستطيع مناقشتها قبل العدوان الإسرائيلي، فأنا من الذين قالوا في وقت سابق إن حماس ربما تكون قد تورطت عندما دخلت الانتخابات التشريعية وكسبتها، ونشرت مقالا في ذلك الحين بعنوان quot;ورطة حماسquot;؛ لأن هناك فارقا بين أن تكون حركة مقاومة تمسك السلاح وتتحرك في حيز من المناورة، وبين أن تتحول إلى حكومة. لكن الآن لا يجوز ولا يصح أن نطالبها بالتسليم، خصوصا أن الفساد في السلطة الفلسطينية يزكم الأنوف.
رفض لفتوى جبهة علماء الأزهر
وفي خطوة أثارت الاستياء، نسبت بعض الصحف المصرية فتوى إلى جبهة علماء الأزهر فتوى منعت فيها صفة الشهادة عن الضابط المصري الرائد ياسر فريج عيسوي الذي تقول مصر إنه قتل برصاص حركة حماس على الحدود المصرية الفلسطينية.
وبررت الجبهة -وهي جبهة مستقلة يتم انتخابها من بين أساتذة جامعة الأزهر، واتهمت خلال العقدين الأخيرين بأن لها علاقة مع جماعة الإخوان المسلمين- بحسب الفتوى في بيان لها على موقعها على الإنترنت بأن quot;وفاته جاءت في غير طاعة الله، فيما أعلن أهل الضابط استياءهم الشديد، وأن الفتوى طعنة من الخلف. وأكد والده أنه يحتسب ابنه عند اللهquot;.
وكان الرائد ياسر فريج عيسوي من قوات حرس الحدود المصرية، قد تلقى رصاصتين في بطنه مساء الأحد الماضي عند نقطة البراهمة بالقرب من بوابة صلاح الدين شمالي معبر رفح جنوب قطاع غزة، عند محاولة فلسطينيين اقتحامه.
وقال الرئيس السابق لجبهة علماء الأزهر د. محمد عبد المنعم البري وهو عضو بها حاليا، لـquot;العربية.نتquot; إنه لم يعلم بالفتوى الغريبة، ولم يطلعه عليها أحد، ولم يتم استشارته فيها، ولو كانوا فعلوها لرفضها لأن هناك حديثا شريفا في صحيح البخاري يقول quot;الأعمال بالنياتquot; فهل شقوا عن صدر الضابط ليؤكدوا أنه ليس شهيدا.
وأقسم البري بقوله quot;ورب الكعبة ما أعرف شيئا عن الفتوى. يبدو أن الزوج آخر من يعلمquot;. مضيفا quot;لا يمكن أن أحاسب على شيء لا أعرفه. يسأل عن الفتوى من أطلقهاquot;.
أما أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية بالأزهر د. أحمد السايح فقال -لـquot;العربية.نتquot;- الشهادة لمن قتل في سبيل الله ثابتة في كتاب الله وسنة نبيه محمد، ومعرفة ولا تحتاج إلى إيضاح، فمن قتل دون ماله ووطنه وعرضه فهو شهيد، وبالتالي لا نحتاج إلى فتوى من جبهة علماء الأزهر ولا من غيرها، فالضابط المصري شهيد وفقا لكتاب الله وسنة نبيه، وشهادته لا ريب فيها ولا تحتاج إلى تأكيد أو نفي، لكن مما يؤسف له أن نجد من يتاجر بوطنه ومجتمعه.
وتساءل: من الذي أهل هذه الجبهة للفتوى وجعلها تصدر أحكاما وتعطي صكوك الغفران التي تصب في صالح أعداء الأمة الإسلامية.
التعليقات