السياسة الكويتية
ازاح كتاب صدر حديثا في الولايات المتحدة الستار عن تفاصيل عملية القبض على الرئيس العراقي السابق صدام حسين وكيفية الوصول الى مخبئه السري في 13 ديسمبر من العام ,2003 والذي تم اخراجه منه بلحيته الكثة الطويلة, حيث ظل طوال الفترة التي تلت دخول القوات الاميركية الى العراق مختبئا داخل حفرة في احدى المزارع في منطقة تكريت, الى ان دل عليه ساعده الايمن الذي كان يعمل معه ويدعى quot;محمد ابراهيمquot;.
واوضح مؤلف الكتاب وهو العقل المدبر لعملية اعتقال صدام الرقيب والعميل الاستخباراتي الاميركي اريك مادوكس حسبما نشر موقع quot;العربية نتquot; امس انه وصل الى العراق في يونيو عام ,2003 وارسل بعدها الى تكريت quot;لاسباب امنية بأوامر من قبل قائده المعروف باسم quot;بام بامquot; واعتقد في البداية انه سيقضي يومين هناك, فأحضر معه قطعة واحدة من الملابس وقميصا ازرق اللون, ولاحقا علم من المعتقلين لديه ان المسلحين وضعوا مبلغا لمن يقتل الشخص ذا القميص الازرقquot;.
وصل اريك الى العراق كمحقق وتم تحويله الى وحدة النخبة, وتمكن لاحقا من نيل اعجاب فريق عمله وقادته بسبب مهاراته في التحقيق وربط المعلومات. وبينما كان الجيش الاميركي يبحث عن صدام حسين في بغداد كان اريك صاحب فكرة البحث عنه في المثلث السني في تكريت بناء على المعلومات التي حصل عليها في التحقيق, فتم ارساله الى هناك.
يقول: quot;اعتقد ان الناس اساءت فهم قصة القبض على صدام حسين.. كانت حصيلة اربعة اشهر من التحقيق.. حققت خلالها مع 300 شخصquot;.
مع وصوله الى تكريت حقق اريك مع 32 شخصا من سائقين وحراس شخصيين من المراتب الدنيا, ولم يكونوا معروفين خلال النظام السابق. ويقول ان التحقيق لثماني ساعات مع سائق اوصله الى الشخص الذي لديه مفتاح الوصول الى صدام واسمه محمد ابراهيم وعندما سألته مع من يعمل هذا الشخص اجاب انه يعمل مع الرئيس صدام, وسأله ماذا يعمل لديه فقال انه quot;يقود المقاومةquot;.
ويتابع اريك روايته في الكتاب بالقول انه بعد ذلك اعتقلوا 40 شخصا من عائلة محمد ابراهيم, ومن خلال احدهم وصلوا الى منزل في بغداد يوم 12 ديسمبر واعتقلوا ثلاثة اشخاص بينهم نائب محمد ابراهيم واخران تم وضع غطاء اسود على وجوههم.
وعندما تم سؤال هذا الشخص عن المكان الذي كان يوجد فيه محمد ابراهيم الليلة الماضية اجاب انه كان في المنزل, فاعتقد المحقق اريك انه هرب, لكن في الحقيقة كان واحدا من الذين تم وضع غطاء اسود عليهم فتم رفع الغطاء والعثور عليه اخيرا فقد كان لديهم الساعد الايمن لصدام وزعيم العمل المسلح دون ان يعرفوا ذلك.
ويقول اريك في كتابه الذي يحمل عنوان quot;المهمة: القائمة السوداءquot; انه بعد التحقيق لمدة ساعتين مع محمد ابراهيم واخباره باعتقال 40 من عائلته ووجود قائمة بعشرين اخرين قال: quot;سأرشدكم الى مكان صدامquot;.
وفي 13 ديسمبر 2003 اتجهت وحدة عسكرية خاصة الى مزرعة في تكريت وقضوا ساعات يبحثون فيها, ولاحظت الوحدة ان ابراهيم لم يشأ الاشارة الى مكان صدام مباشرة الا انها انتبهت انه ازاح خلسة حبلا عن حفرة عنكبوت, فأرجعوه ثم وجدوا صدام في هذه الحفرة.
ويقول اريك ان محمد ابراهيم معتقل الان في سجون عراقية, مضيفا ان القوات الخاصة الاميركية وجدت اكثر من 11 مليون دولار في منزله في بغداد لدعم المتمردين ولاحقا تم اطلاق عائلته.
التعليقات