ممدوح طه
ألم يحن الوقت بعد، لعقد القمة العربية المؤجلة إلى ما بعد قرار مجلس الأمن أو لعقد القمة الإسلامية المطلوبة بعد قرار مجلس الأمن.. خصوصاً بعدما استبدل المجلس الدولي مشروع القرار العربي بدعم إسلامي بقرار أوروبي بدعم أميركي، لتهريب الجاني الصهيوني من جنايته وتبرئة المعتدي من عدوانه، وإلقاء المسؤولية على الفلسطيني المجني عليه والواقع عليه العدوان، أليس ما صدر من قرارات دولية ملتبسة،.
وما اتضح من تحديات إسرائيلية ومراوغات أوروأميركية تسعى لتغيير طبيعة القضية الفلسطينية من قضية احتلال يجب أن ينتهي وعدوان يجب أن يوقف وجرائم يجب أن تعاقب، إلى مسألة أمنية صهيونية يجب أن تضمن وحالة إنسانية فلسطينية يلزم أن تعالج، يستهدف التغطية وشراء الوقت لتمكين العدو الصهيوني من تصفية قضية كل العرب وكل المسلمين.
من هنا تأتي الدعوة التي أطلقها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البحرين إلى عقد قمة عربية إسلامية إذا تعذر عقد قمة عربية في وقتها الصحيح، laquo;حيث أصبح السلام في منطقتنا همّاً مشتركاً لجميع العرب والمسلمينraquo;، خصوصاً بعد تردد بعض العواصم العربية في الرد بالإيجاب على الدعوة القطرية التي أطلقها الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لعقد القمة العربية .
وإذ يؤكد العاهل البحريني ما هو صحيح laquo;أن بقاء الانقسام الفلسطيني بلا رأس واحد هو سبب ما يتعرض له الفلسطينيون اليوم، مستغرباً أن يساوي العالم بين المحتل ومن هو تحت الاحتلالraquo;، فإن الصحيح أيضاً أن بقاء العرب والمسلمين بلا استجابة واحدة للتحديات التي تواجههم جميعاً، هو سبب لتعامل العالم مع قضايانا على هذا النحو.. لذا فالمطلوب الآن هو قبول هذه الدعوة الخليجية بأسرع وقت لنغير من واقعنا ليتغير موقف العالم منا .
ودعونا نكون واضحين.. فالمزيد من الوقت المهدور بغير فعل يعني المزيد من الدم المراق بغير ثمن، ولا وقت ينبغي أن يضيع في المراوغات والمماطلات والمحادثات وبحث الترتيبات وغيرها من المصطلحات التي تعكس التردد بسبب الانقسامات في اتخاذ القرارات العربية والإسلامية الكفيلة بحماية الشعب الفلسطيني، وبالتصدي للعدوان الهمجي الصهيو أميركي بكل وسائل التصدي الرسمية والشعبية المشروعة والممكنة.
فجل البيانات والتصريحات والاجتماعات والقرارات الإقليمية والدولية، منذ بدء العدوان الهمجي الصهيو أميركي على الشعب الفلسطيني في غزة، وحتى القرار الأورو أميركي الأخير لمجلس الأمن، بغياب إرادة الفعل الجدي لوقف العدوان الصهيوني ونزيف الدم الفلسطيني، أعطت للمعتدي المجرم الفرصة التي يطلبها لكي يواصل عدوانه ويتحدى الرأي العام العربي والإسلامي والعالمي، وهذا غير معقول ولا مقبول من الشعوب العربية والإسلامية .
فهذه البيانات والاجتماعات والمبادرات والقرارات الإقليمية والدولية التي لم تصل، رغم قمة المأساة، إلى مستوى القمة، لم تتضمن إنذاراً أو تهديداً أو تلويحاً بعمل جدي لوقف العدوان، أو بإجراء عقابي لردع المعتدين،أو بفعل عملي لدعم صمود الصامدين وهو الممكن، إن لم يحكم الحصار على المحاصرين وهو المستحيل، الأمر الذي لم يوقف عدوانا، ولم يعاقب معتديا، ولم يحم معتدَى عليه، ولم يرفع حصارا، بل بكل أسف، سواء بالقصد أو باللا قصد، سمحت بالوقت والصمت ـ وما زالت تسمح ـ للمعتدي أن يواصل عدوانه، وللمجرم الإرهابي الصهيوني أن يكمل جريمته، ولنزيف الدم الفلسطيني الطاهر أن يستمر، وبدا كما لو كان مكافأة للمعتدين!
التعليقات